تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: هذا المؤلف جاهل لمخالفته اتفاق النسابيين والمؤرخين القائلين بأن نسب الأشراف السليمانيين من سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، قال العبيدلي (ت435 هـ): " وهؤلاء ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن بن حسن، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل، وشدة وبأس ونجدة، وهم من فرسان العرب وفتاكها. والعقب من ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون من رجل واحد وهو داود بن سليمان " (32). وقال الرازي (606 هـ): "أما سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، فله عقب كثير يعرفون بـ (السليمانيين) وله ابن واحد اسمه داود" (33).

وازداد يقيني بجهل هذا المؤلف لجهله بأنساب الأشراف السليمانين المشهورة عند أهل اليمن، ويقطنون في المخلاف السليماني اللصيق بأرض اليمن، بل كانت بطون منهم تسكن أرض اليمن وما زالت إلى يومنا هذا.

قلت: وزاد صاحب "النفحة العنبرية" ظلمة المحقق بتعليقه هذا: "قد وقع المؤلف هنا في وهم وخبط عظيم، حيث زعم أن سليمان هذا هو ابن موسى الجون، بل هو سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون، والظاهر أن المؤلف ما كان يراجع كتب الأنساب، بل كان يكتب عمّا في خاطره وذهنه من المعلومات، وما كان يراجع المصادر المعتبرة" (34).

قلت: العجب منك أنت أيها المحقق كيف تسوق هذا النسب للأشراف السليمانيين المخالف لما في الأصول والكتب التي حققتها، ومن هذه الأصول التي حققتها كتاب "الشجرة المباركة" (35) للرازي الذي استشهدنا به آنفًا.

وقوله -أي الموسوي-: "داود المحمود بن موسى، وهو أخو سليمان بن موسى، وهو جد الأمراء بني داود"، ثم ساق نسبه فقال: "داود المحمود بن موسى بن سليمان بن موسى الجون" (36).

قلت: هذا الجاهل حُق أن يضرب على رأسه لأن داود المحمود ليس ابن موسى إنما هو ابن لسليمان بن عبدالله الرضا بن موسى الجون باجماع المحققين، قال العبيدلي (ت435هـ): "داود بن سليمان بن عبدالله بن موسى الجون" (37)، وبهذا قال العمري (ت ق5هـ)، والرازي (ت606هـ)، والمروزي (ت بعد614هـ)، وابن الطقطقي (ت709هـ)، وابن عنبة (ت828هـ) (38)، وغيرهم.

أما قول الموسوي: "داود المحمود أخو سليمان بن موسى" فما أبعده من ظن، والصواب أن داود المحمود هو وحيد أبيه سليمان بن عبدالله الرضا، قال الرازي (606 هـ): "أما سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، فله عقب كثير يعرفون بـ "السليمانيين" وله ابن واحد اسمه داود" (39).

وقوله -أي الموسوي-: " أولاد موسى بن عبد الله بن سليمان بن موسى الجون: سليمان، وأحمد، وداود المحمود. أما سليمان جد السادات فبدأنا بهم لكونهم ولاة الحرام الشريف. فلسيلمان من الولد: عبد الله ومن ولد عبد الله السيد قتادة بن إدريس بن مطاعن بن سليمان بن عبد الكريم بن عيسى بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن موسى بن عبد الله " (40).

قلت: الأمر لا يحتمل! هذا الرجل ليس بجاهل إنه من الوضاعين الكذبة الذين يريدون التنكيل بهذا النسب الشريف، لا بارك الله فيه .. فقتادة بن إدريس (ت 617 هـ) جد ولاة الحرم الشريف، لو أردت جمع من ذكر نسبه باتفاق لسودت في ذلك صفحات، أسوق لك منها هذه، وأحيلك على بعضها، قال المنذري (ت656 هـ): "قتادة بن الشريف الأجل أبي مالك إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن (الحسن) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. تولى إمرة مكة مدة. رأيته بها وهو يطوف ". (41) وقال ابن الطقطقي (ت709 هـ): " أمير مكة وينبع قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان علي بن عبد الله الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " (42).

أما أخطاؤه في نسبة الحكايات:

قوله: " إن الحسن المثلث شهد مع عمه كربلاء " (43). الصواب أن الذي شهد كربلاء مع عمه الحسين السبط ـ رضي الله عنه ـ هو أبوه الحسن المثنى بن الحسن السبط ـ رضي الله عنهما ـ (44).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير