بملاحظة اجتناب ما ربما أنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا واتفاقهما أبان هذه الحروب والنوازل ألا أننا مع هذا نرى من الفرائض التي ينبغي لشهامة الوزير صاحب الرياسة أن يتيقنها بأن عند أول فرصة تضع فيها أوزار هذه الحروب سنطالبكم بما نغض الطرف عنه اليوم لفرنسا في بيروت وسواحلها ولا أرى لزوما بأن نحيطكم بما في هذا أيضاً من تامين المنافع البريطانية وصيانة حقوقها هو أهم وأكبر مما يعود إلينا، وأن لابد من هذا على أي حالة كانت ليتم للعظمة البريطانية أن ترى أخصاءها في البهجة والرونق التي تهتم أن تراهم فيه سيما وأن جوارهم لنا سيكون جرثومة للمشاكل والمناقشات التي لا يمكن معها استقرار الحالة عدى أن البيروتيين بصورة قطعية لا يقبلون هذا الانفصال ويلجئونا على حالات جديدة تهم وتشغل بريطانيا بصورة لا تكون بأقل من اشتغالنا الحالي بالنظر لما نعتقده ونتقينه من اشتراك المنفعة ووحدتها وحدها وهي الداعية الوحيدة لعدم الفاتنا لسواكم في المخابرات وعليه يستحيل إمكان أي تساهل يكسب فرنسا أو سواها شبرا من أراضي تلك الجهات أصبح بهذا مع اعتماد لكل جوارحي اعتمادا يرثه الحي منا بعد الميت بتصريحاتكم التي ختمتم بها رقيمكم الموقر. وعليه فليعتقد جناب الوزير الخطير ولتعتقد بريطانيا الكبرى أنا على العزم الذي أشير إليه ويعلمه منا جناب الأريب الكامل استورس التي اقترب وقتها مما تسوقه الأقدار إلينا بكل سرعة ووضوح لتكن حجة لنا وعن رأينا على الاعتراضات والمسؤوليات المقدرة وفي تصريحاتكم بقولكم "وأنا لسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم" يغني عن زيادة الإيضاح، ما عدا طلب ما نرى لزومه عند الحاجة من الأسلحة وذخائرها الحربية وما هو في معناها.
واكتفى بهذا القدر عن أشغال شهامتكم بتقديم وافر احتشاماتي وجزيل توقيراتي لمقام المقر الموقر.
وحرر في اليوم الخامس والعشرين من صفر الخير 1334.
جواب السير مكماهون من 25 يناير 1916
من السير مكماهون إلى الشريف حسين
القاهرة في 24 ربيع الأول سنة 1334، 30 يناير سنة 1916
تلقينا بسرور كتابكم المؤرخ في 25 صفر بواسطة رسولكم الموثوق به وأطلعنا منه على رسالتكم الشفوية.
وأننا لنقدر حق التقدير الدوافع التي تقودكم في هذه القضية الهامة ونعرف جيداً أنكم تعملون في صالح العرب وأنكم لا ترمون إلى شئ ـ في عملكم ـ غير صالحهم وحريتهم.
وقد عنيت عناية خاصة بملاحظاتكم بشأن ولاية بغداد، وسنبحث هذا الموضوع باهتمام وعناية زائدين عندما تتم هزيمة العداء ونصل إلى التسويات السلمية.
أما ما يتعلق بالجهات الشمالية فقد كتبت ملاحظة من رغبتكم في تجنب كل ما من شانه الإساءة إلى تحالف إنجلترا وفرنسا وسررت جدا بإبداء مثل هذه الرغبة.
وأظنكم تعرفون جيدا أننا مقررون قرارا نهائيا بالا نسمح بأي تدخل ـ مهما قل شأنه ـ في اتفاقنا المشترك في إيصال هذه الحرب إلى الفوز ثم متى انتهت الحرب فإن صداقة فرنسا وإنجلترا ستقوى وتشتد، وهما اللتان بذلتا الدماء الإنجليزية والفرنسية جنبا في سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات.
والآن وقد قررت البلاد العربية أن تشترك معنا في الدفاع عن الحقوق وتعمل معنا في سبيل القضية الهامة فإننا لنرجو الله أن تكون نتيجة هذه الجهود المشتركة وهذا التعاون الوطيد، صداقة دائمة، تعود على الجميع بالسرور والغبطة.
وقد سررنا جدا للحركة التي تقومون بها لإقناع الشعب بضرورة الانضمام إلى حركتنا والكف عن مساعدة أعدائنا. ونترك لفطنتكم وتقديراتكم تقرير الوقت المناسب، لاتخاذ تدابير أوسع من هذه.
********************
المراسلة الرابعة
رسالة الشريف حسين من 14 فبراير 1916
من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون
14 فبراير سنة 1916
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة ذو الأصالة فخامة نائب جلالة الملك دام مرعيا
بعد فبأيدي التوقير والاحتشام تلقينا رقيم الفخامة المؤرخ 25 ربيع أول، وأن مضامينه أدخلت علينا مزيد الارتياح والسرور لحصول التفاهم المطلوب والتقارب المرغوب لأسأل الله أن يسهل المقاصد وينجح المساعي. ومن الإيضاحات الآتية نفهم الفخامة الأعمال الجارية والأسباب المقتضية:
¥