ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:15 ص]ـ
أما بالنسبة لسؤال أخي أبي العباس وفقه الله:
فلم ينقل لنا موقف معارض عن أحد من الأئمة والعلماء للدعوة العباسية، لا في مرحلتها السرية، ولا بعد إعلانها، وإنما أنكر العلماء ما حصل من سفك للدماء من قبل السفاحين أبي مسلم الخراساني وعبدالله بن علي عم أميري المؤمنين أبي العباس والمنصور، بل هناك كلام للذهبي يوحي بما يشبه الإجماع على تأييد الدعوة، فقد قال في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 58)
قال محمد بن جرير في " تاريخه ": كان بدو أمر بنى العباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قيل، أعلم العباس أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك.
قلت: لم يصح هذا الخبر، ولكن آل العباس، كان الناس يحبونهم، ويحبون آل علي، ويودون أن الامر يؤول إليهم، حبا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغضا في آل مروان بن الحكم فبقوا يعملون على ذلك زمانا حتى تهيأت لهم
الاسباب، وأقبلت دولتهم وظهرت من خراسان. اهـ.
ولا تنسى أيضا ما ظهر من البدع من تعطيل ونفي للصفات وصابئة كفرة في آخر عهد بني أمية، وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 13 ص 177:
"وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم. اهـ.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 13 ص 182:
"والمقصود هنا أن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت ادبارها"اهـ.
وقال أيضا في الفتاوى الكبرى ج 5 ص 43:
"وهذا الجعد قد ذكروا أنه كان من أهل حران، وهو معلم مروان بن محمد، ولهذا يقال له: الجعدي، وكانت حران إذ ذاك دار الصائبة الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل. اهـ.
وقال تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة ج 3 ص 1071:
"الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة".اهـ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:35 ص]ـ
أما بالنسبة لأبي سليمان الجسمي، يا أخي كلامك كله عن من خرج على الدولة بعد قيامها وليس سؤال الأخ عن هذا، فمعرفة أسماء من خرج على الدولة العباسية بعد قيامها وكيف خذلهم الله، سهل وميسور لأنه مذكور في كل كتب التاريخ.
وأما أبو سلمة الخلال، فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية - (ج 10 / ص 40)
خلافة ابي العباس السفاح
لما بلغ أهل الكوفة مقتل ابراهيم بن محمد أراد أبو سلمة الخلال أن يحول الخلافة إلى آل علي إبن ابي طالب فغلبه بقية النقباء والأمراء وأحضروا أبا العباس السفاح وسلموا عليه بالخلافة وذلك بالكوفة وكان عمره إذ ذاك ستا وعشرين سنة وكان أول من سلم عليه بالخلافة أبو سلمة الخلال. اهـ.
وقال أيضا في سياق كلامه عن أمير المؤمنين أبي العباس العباسي الهاشمي، كما في البداية والنهاية - (ج 10 / ص 42)
ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الإمارة وقد تنكر لأبي سلمة الخلال وذلك لما كان بلغه عنه من العدول بالخلافة عن بني العباس إلى آل علي بن ابي طالب. اهـ.
وأما قتله، فكان بعد قيام الدولة بأربعة أشهر، وليس في أثناء الدعوة كما قلت، وقد قتله الطاغية أبو مسلم الخراساني.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 7) في ترجمة أبي سلمة الخلال:
"الخلال * الوزير القائم بأعباء الدولة السفاحية، أبو سلمة حفص بن سليمان، الهمداني، مولاهم الكوفي.
رجل شهم، سائس، شجاع، متمول، ذو مفاكهة وأدب، وخبرة بالامور، وكان صيرفيا أنفق أموالا كثيرة في إقامة الدولة، وذهب إلى خراسان.
وكان أبو مسلم تابعا له في الدعوة، ثم توهم منه ميل إلى آل علي عند ما قتل مروان إبراهيم الامام.
فلما قام السفاح، وزر له، وفي النفس شئ.
ثم كتب أبو مسلم إلى السفاح يحسن له قتله فأبى وقال: رجل قد بذل نفسه وماله لنا.
فدس عليه أبو مسلم من سافر إليه، وقتله غيلة ليلا بالانبار، فإنه خرج من السمر من عند الخليفة، فشد عليه جماعة فقتلوه، وذلك بعد قيام السفاح بأربعة أشهر سنة اثنتين وثلاثين ومئة، في رجبها. وتحدث العوام أن الخوارج قتلوه. اهـ.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
وأما قتله، فكان بعد قيام الدولة بأربعة أشهر، وليس في أثناء الدعوة كما قلت، وقد قتله الطاغية أبو مسلم الخراساني.
قد كنت أقصد أنه قتل بعد قيام الخلافة و لكن نسيت أن أذكر التاريخ و أما السفاح فلم يقم في الدعوة إلا فترة قصيرة حيث أعلن الخروج على الدولة الأموية و قد قتل السفاح و أمر بقتل جميع بني أمية من من كان في الشام أو الحجاز و حتى مكة و المدينة و كان ساعده في الحجاز داود الهاشمي على ما أذكر و أما عن قتل أبا سلمة الخلال فقد أرسل السفاح أخوه المنصور إلى أبي مسلم حتى يشاوره في أمره و كما في البداية و النهاية الجزء 10 ص 61
وأبو سلمة حفص بن سليمان
هو أول من وزر لآل العباس، قتله أبو مسلم بالأنبار عن أمر السفاح بعد ولايته بأربعة أشهر، في شهر رجب.
وكان ذا هيئة فاضلاً حسن المفاكهة، وكان السفاح يأنس به ويحب مسامرته لطيب محاضرته، ولكن توهم ميله لآل علي فدس أبو مسلم عليه من قتله غيلة كما تقدم، فأنشد السفاح عند قتله:
إلى النار فليذهب ومن كان مثله * على أي شيء فاتنا منه نأسف. و الله أعلم وجزاك الله خيرا.
¥