أما حديث معاوية وابن عباس، رضي الله عنهم؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (316)، قال: حدثنا رشدين. وأخرجه البيهقي في (الدلائل) (6/ 507، 508) من طريق كامل بن طلحة كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن ابن مَوْهب أن معاوية بينما هو جالسٌ وعنده ابنُ عباس، إذ دخل عليهم مروان بن الحكم في حاجةٍ، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس: أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً، اتخذوا مال الله تعالى بينهم دولاً، وعباده خولاً، وكتابه دغلاً).
قال ابن عباس: اللهم نعم! ثم إن مروان ردَّ عبد الملك إلى معاوية في حاجته، فلما أدبر عبدُ الملك قال معاوية: أنشدك بالله يابن عباس! أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال: (أبو الجبابرة الأربعة)! قال ابنُ عباس: اللهم نعم.
قُلْتُ: وهذا منكرٌ جدًّا، كأنه موضوع، فلعلَّ أحدًا كذبه وأدخله على ابن لهيعة، وليس بغريب أن يحدث مثله لابن لهيعة مع شدة غفلته في آخر عمره، رحمه الله.
وقد ذكر الحافظ ابنُ كثير هذه الرواية في (البداية والنهاية) (6/ 242)، ثم قال: (وفيه غرابةٌ ونكارة شديدةٌ).
أمَّا حديث أبي ذرٍ، رضي الله عنه؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (314)، والحاكم في (المستدرك) (4/ 479، 480) من طريقين واهيين عن أبي ذر.
قال الذهبي في (تلخيص المستدرك) عن أحدهما: (على ضعف رواته منقطعٌ).
وقال ابن كثير في (البداية) (6/ 242): (منقطع بين راشد بن سعد وأبي ذر).
أمَّا حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه؛ فأخرجه أبو يعلى في (المسند) (2/ 383، 384)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج16 / ق 254)، وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (7785)، قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطي قالا: ثنا زكريا بن يحيى بن المعروف بـ (زحمويه)، قال: ثنا صالح بن عمر، عن مطرف بن طريف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، فذكر مثله.
وأخرجه أحمد (3/ 80)، وإسحاق بن راهويه في (مسنده)، كما في (البداية) (6/ 242) لابن كثير، والبزار (1620)، والبيهقي في (الدلائل) (6/ 507) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد مرفوعًا مثله.
قال البزار: (لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا عنه إلا عطية).
وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن مطرف، إلا صالح بن عمر، تفرد به: زحمويه).
قُلْتُ: أمَّا قول البزار فمتعقبٌ بما ذكرتُهُ قبل ذلك من أحاديث الصحابة الكرام، وأما قول الطبراني فمتعقبٌ بأن زحمويه لم يتفرد به، فتابعه سعدويه، واسمه سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا صالح بن عمر بسنده سواء.
أخرجه البزار في (مسنده) (1621 - كشف الأستار)، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا سعيد بن سليمان بسنده سواء.
وسند هذا الحديث ضعيفٌ على أي حال، وعطية العوفي ضعَفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل والنسائي وأبو حاتم والدارقطني، ولينه أبو زرعة، ومشاه آخرون.
والحديث باطلٌ على كل حال. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
انتهى
راجع موقع الشيخ الحويني
ثالثا / سألتك عن مسألة لعن بني أمية لال البيت على المنابر فرددت بقول الاما ابن حزم رحمه الله
أريد رأيك في الموضوع هل ترى ان هذا الامر قد ثبت او هل انت تعتقد بحصول هذاولا تتهرب من الاجابة
رابعا /
سألتك عن اثبات النصب على الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك فاجبت بنقول كثيرة , اغلبها عام في بني أمية
وليس احد ينكر هذا الامر ولكن نحن لا نعمم على كل خلفاء بني امية مثلك (خاصة اذا علمنا ان كثير من الائمة رحمهم الله تعالى يدخلون الحجاج ومثله في بني امية عندما يطلقون هذا الكلام)
وقد يؤتي الرجل من سوء فهمه للنص او تعميمه للنص على الكل
فمن الخطأ كمنهجية تاريخية ان ناخذ نصا عاما ونعممه على كل الاطراف
فمثلا استطيع ان اضع لك هنا اقوال كثير لائمة الاسلام تثني على اكثر من خليفة من خلفاء الخلافة الاموية
ولي عودة اكثر باذن الله تعالى للخليفة سليمان وقضية انه كان ناصبيا كما تقول
خامسا / لفتة
تقول لا نحتاج منك ان تعلمنا كيف نتعامل مع بني عمنا بني أمية
اقول لك كل الاحترام والتقدير
¥