تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم نأتي لذكر بني أمية في مقدمتنا إلا عندما نقلنا عن القاضي أبي بكر ابن الطيب كلامه عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. اهـ، وهذا ليس فيه أي ذم لهم.

وفي الفصل الأول من الكتاب لم يأت ذكر لهم أبدا، وإنما جاء ذكرهم في الفصل الثاني، وذلك عند ذكرنا لثناء أهل العلم على بني العباس وأنهم رفعوا واجتنبوا أعظم ما نقمه الناس على بني أمية من سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن تأخير الصلاة عن مواقيتها بل وإخراجها عن وقتها أحيانا.

فذكرنا لهذين الشيئين إنما جاء عرضا وليس قصدا، وذلك لتبيان أن دولة بني العباس أول قيامها أنهت هاتين العادتين الخبيثتين وقامت بنصرة الدين والسنة، وأيضا بدلت ما كان عليه بنو أمية من تقديم الخطبة على الصلاة والخطبة وهم قعود في العيدين والأذان لهما.

فيكونوا بهذا قد صححوا ما كان عليه بنو أمية، وقاموا بنصرة السنة أول توليهم للخلافة.

وقد قيل:

والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء

ومما يدل على هذا (أي عدم قصدنا ثلب بني أمية) ابتداؤنا لهذا الفصل بهذا النقل عن ابن كثير:

قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-

قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له. اهـ.

فكأننا نقول لمن يمدح بني أمية ويثني عليهم في حسن عقيدتهم، أن بني العباس كانوا كذلك على عقيدة حسنة مثلهم وزادوا على ذلك أن أنهوا ما كان عليه بنو أمية من بدع.

هذا كلامنا في السايق واللاحق، ونحن لم نكتب إلا عن تاريخنا، ولكنك أنت الذي أقحمت أبناء عمنا بني أمية رحمهم الله.

وأما قولك:

ولا ترى لهم اي منقبة او فضيلة

فهذا كلام من لا يخاف الله ولا يتقه، وهو افتراء محض وكذب بحت.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 11:27 م]ـ

ونعود لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، فقد قال البلاذري في أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 54):

وحدثني أبو مسعود، قال: أقدم المنصور، عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب من المدينة بسبب محمد بن عبد الله بن حسن، ويقال لأمر بلغه عنه غير ذلك، فلما أدخل إليه قال له: يا عدو الله، قال: لست بعدو الله، وليس الأمر على ما بلغك، واذكر إدناء أبي أباك وتقديمه إياه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قبحك الله، أفما كان لي عليك من الحق ما كان لأبي أبيك؟ ثم أمر به إلى المطبق،

فوقع بينه وبين قوم من الرافضة ملاحاة فوثب إلى خشبة فاقتلعها ثم ضربهم بها، فبلغ ذلك المنصور فأمر أن يؤتى به.

فلما وقف بين يديه قال له: أما نهتك أولاك عن أخراك؟

فقال: يا أمير المؤمنين إني كنت أسمع شيئا لو سمعته لأنكرته، سمعت هؤلاء يشتمون عمومتك من المهاجرين: أبا بكر، وعمر، وعثمان،

فقال: ردوه إلى المدينة. اهـ.

قلت: فانظر كيف عفا عنه وأطلق سراحه بعد أن كان غاضبا عليه جدا وذلك بفضل حسنة واحدة، اعتبرها المنصور جديرة بذلك ألا وهي ضربه للرافضة، وتم ذلك العفو فورا وفي نفس اللحظة.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:51 ص]ـ

وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، قال البلاذري في أنساب الأشرف (2/ 58):-

وحدثني الحرمازي قال: لما قتل إبراهيم بن عبد الله وبعث عيسى بن موسى برأسه أمر المنصور أن يطاف به بالكوفة، ثم خطب المنصور بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله وعلى بلد أنتم فيه، للعجب لبني أمية وصبرهم عليكم كيف لم يقتلوا مقاتلتكم ويسبوا ذراريكم ويخرجوا منازلكم، سبئية خشبية، قائل يقول: جاءت الملائكة، وقائل يقول: جاء جبريل، وهو يقول: أقدم حيزوم، ثم عمدتم إلى أهل هذا البيت وطاعتهم حسنة فأفسدتموهم وانغلتموهم، فالحمد لله الذي جعل دائرة السوء عليكم، أما والله يا أهل المدرة الخبيثة لئن فرغت لكم لأذلنكم.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 09:47 م]ـ

وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، قال البلاذري في أنساب الأشرف (2/ 33):-

حدثني العمري عن الهيثم بن عدي وهشام بن محمد وغيرهما، قالوا: كان عيسى بن روضة - وهي أمة وأبوه نجيح - عبد لآل طلحة، فرآه المنصور بالكوفة في حلقة المسجد وذلك قبل خلافة أبي العباس، فقال: لئن ملكنا لنشترينه فإني لم أر ألسن ولا أظرف منه مع عقل كامل، فلما ولي أبو العباس سأله أن يشتريه فاشتراه بمائة ألف درهم، فكان حاجب المنصور حتى ظهر منه تشيع فعزله عن حجابته.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:56 ص]ـ

ونعود لأمير المؤمنين الخليفة المهدي بن المنصور العباسي الهاشمي رحمهما الله، فقد قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 70):-

1951 - أنا أحمد بن عبيد، أنا محمد بن الحسين، نا أحمد بن زهير، أنا مصعب، قال: أخبرني أبي قال: سمعت المهدي، يقول: ما فتشت رافضيا إلا وجدته زنديقا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير