لم يشك قضاة محكمة التفتيش في دعوته الآخرين للإسلام, فقد حاول مرات عديدة استمالة أفراد عائلته و إعادتهم لرياض الإسلام النضرة, لكن المفاجأة كانت كبيرة لمّا شهدت أخته ضده, و جاء في محضر الاتهام: ''الشاهد الثالث هي أخته التي أفادت أن المتهم أقنعها في نونبر 1607م و عمرها آنذاك 12 سنة بالعيش كمسلمة و علّمها طقوس ملة محمد و قاما بها معا و أسرّا إلى بعضهما أنهما قاما بذلك اعتقادا بأنها سبيل النجاة (8). ''
أمام هذه الأدلة طالبت محكمة التفتيش بإيقافه, فأيقن لوبي أنها لا محال ستحرقه, فحاول و سنه 50 سنة لعب جميع الأوراق, فقصد هو الآخر روما و دافع عن نفسه هناك, دون أن يذكر أمامهم إدانته السابقة. فحصل على العفو للمرة الثانية و عاد إلى إسبانيا بالطعن البابوي في حكم محكمة تفتيش سرقسطة ضده.
لكن ما لبث لوبي أن اتُهم مرّة أخرى سنة 1608م بتهمة ''الإسلام'', و كانت هذه المرة الثالثة ثابتة حيث لم ترجئه محكم تفتيش سرقسطة لحظة و لم تمنحه فرصة للمناورة و قامت بحرقه في الحين بعد أن أعياها تشبثه بالإسلام.
الهوامش:
(*) فهذه قولة شنيعة في حق مريم البتول و ابنها المسيح عليهما السلام. فنحن نؤمن أن عيسى ليس ابنا لله و إنما عبد الله و رسوله آتاه الكتاب و جعله نبيا و بارا بوالدته التي حملت به بعد أن نُفخ فيها, كما نؤمن أنها بتول لم تكن امرأة سوء و لم يمسسها بشر و لم تكن بغيا. و ربما ما اعتقده لوبي رحمه الله هو من الاعتقادات الفاسدة التي تسربت للمورسكيين بسبب غياب تام لكل ما يمت للإسلام بصلة, و ما نسبته محكمة التفتيش له من أقوال شنيعة يشابه قول اليهود في المسيح و أمه.
(1) من كتاب ‘’ Morisques et chrétiens. Un affrontement polémique(1492-1640)’’ للباحث الفرنسي لوي كاردياك. ص 108.
(2) هذه الأنواع من المقاومة أبرزها الباحث كادرياك في كتابه المذكور أعلاه.
(3) الأرشيف الوطني الإسباني AHN, Inq leg 4671, I
(4) تفاصيل قضيتها على الرابط أدناه:
كاتلينا مونتيرا Catalina Montera (http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567187/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A7-catalina-montera/)
(5) تفاصيل قضيته على الرابط أدناه
خوان دي أريكلي Juan de Arricle (soro) (http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567181/1567181/)
(6) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 990 f° 488 r°
(7) نفس المصدر
(8) نفس المصدر
المصدر: من كتاب ‘’ Quand en brulait les morisques’’ للباحثة الفرنسية جان فيدال. ص15 - 18.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:25 ص]ـ
لا نستبعد أن تكون التهمة التى ألصقتها محكمة التفتيش بالموريسكى ملفقة، فمن المعلوم أن الموريسكيين كانوا يجلون سيدنا عيسى وأمه السيدة مريم العذراء، بل ذهب بعضهم (لاجئ تونس صاحب المخطوطة 9654 وغيرها) إلى القول بأن السيدة مريم لم تفقد عذريتها حتى بعد أن وضعت سيدنا عيسى، وهو هنا يردد ما تقوله العقيدة الكاثوليكية فى هذا الشأن.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:31 ص]ـ
نعم, احتمال وارد أيضا. و كثيرا ما ترددت هذه التهمة في محاضر المورسكيين.