ابل تحتاجها حملة تحرير مصر من تجار الابل بنجد و القصيم بعد دفع ثمنها و ابلغ بريطانيا بما يقوم به من جهود في افساد تلك الصفقات علها تكافاه نظير عمله مع انه وقتها لم يكن قد ناصب الدولة العثمانية العداء صراحة و لا ابرز اتفاقية خضوعه لبريطانيا للعلن. ليس ذلك فحسب بل ان فخري باشا الذي كان يعلم حقيقة امر ابن سعود سمح بغرض تهدئة جنوده المحاصرين على شفا الموت جوعا بترويج اخبار عن وجود طائفة مؤمنة ذات شوكة من اهل الدين في جيش ابن سعود تدعى "الاخوان" تبغض الشريف حسين و بريطانيا و ان تلك الطائفة لن تسمح بترك المدينة تسقط في يد عميل بريطاني. لم يكن عوام الجنود المحاصرين يعلمون ان تلك الطائفة هي مطية اخرى من مطايا بريطانيا و لكن فخري باشا تركهم يتعلقون بحبال الامل. يروى ان عمر فخر الدين باشا الذي رفض سحب قواته شمالا بعد سقوط فلسطين و دمشق و خروج الجيش العثماني من الشام صعد ذات جمعة على منبر المسجد النبوي بعد سنتين من الحصار و حول وجهه تلقاء قبر الرسول صلى الله عليه و سلم قائلا:"يا رسول الله! لن اخذلك." و ذكر انه راى الرسول صلى الله عليه و سلم في رؤياه مما زاده اصرارا على عدم الاستسلام مع ان قواته كانت قد صارت حامية منقطعة بلا ذخائر وسط بحر من قبائل العرب و سادتهم الانكليز. رفض الباشا كافة عروض الشريف حسين و العروض البريطانية للاستسلام حتى بعد استسلام الدولة العثمانية رسميا في خريف 1918 قائلا انه لا يسلم الا بناء على امر خطي من خليفة المسلمين. اعتبر الحلفاء هذا العصيان خرقا لشروط وقف اطلاق النار مع الدولة العثمانية و هددوا بتدمير قلاع الدردنيل التي تحمي مدخل اسطنبول في ظرف ثلاثة ايام ان لم يلقي فخري باشا سلاحه مما اضطر وزير الحربية العثماني الى ارسال اشارة تأمره بتسليم سيفه و لكنه أبى مشككا في صحة الامر فاصدر السلطان محمد الخامس المحاصر بواسطة القوات البريطانية في القسطنطينية امرا بعزله. انهكت المجاعة و وباء الانفلونزا ضباط و جنود الحامية فتسلل بعض الضباط الى خارج المدينة و فاوضوا على الاستسلام ثم دخلت مجموعة منهم الى حيث كان معتصما بالمسجد النبوي مهددا بتفجير الذخائر الحربية الموجودة به ان حاولوا اخراجه و يقال انهم تمالأوا عليه و هو نائم و اقتادوه لتوقيع عقد الاستسلام للشريف و الانكليز في بير درويش بعد ان كانت سفينة حربية بريطانية قد وصلت الى السويس حاملة وزير العدل العثماني ليسلم فخري باشا امرا خطيا مكتوبا من السلطان بتسليم المدينة. كانت حامية المدينة بقيادته آخر وحدات الجيش العثماني خارج الاناضول استسلاما حيث انزل العلم العثماني عن اسوار المدينة المنورة بعد سقوط اسطنبول بسبعين يوما. و في تعليق فخر الدين باشا على سلوك ابن سعود قال للكولونيل باسيت "لا ادري ما هي المعاهدة التي حررت بينكم و بينه و لكنه اعاقني كثيرا، و لو سمح لي بالتمون من الشرق لكان وضع حاميتي اسهل كثيرا ... هذه هي الحقيقة سيدي العقيد، لقد استطعتم ايقاع مسلمينا في حبائلكم بالنقود." تجلية الراية ص88 فخري باشا و الدفاع عن المدينة"، ص97،ناجي كاشف كجمان، ترجمة اديب عبد المنان. مجلة مركز بحوث و دراسات المدينة المنورة.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 05:49 م]ـ
كيف يمكنني الحصول على كتابي تجلية الراية و فخري باشا و الدفاع عن المدينة على الانترنت.
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:24 م]ـ
كيف يمكنني الحصول على كتابي تجلية الراية و فخري باشا و الدفاع عن المدينة على الانترنت.
فخري باشا و الدفاع عن المدينة http://www.al-madinah.org/magazine/issue7/005.doc تجلية الراية http://www.4shared.com/file/250719159/eaf7f6a6/__online.html
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 07:16 م]ـ
أين أجد هذه الكتب في مصر , بارك الله فيكم
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
أين أجد هذه الكتب في مصر , بارك الله فيكم
لا اعلم. انا وجدتهم على الانترنت، الكتاب الاول تستطيع تحميله من اي موقع فليس له حقوق نشر على الغلاف و الثاني يبدو كانه دورية قديمة تصدر عن دار مطبوعات حكومية بالمدينة و لكني غير متاكد
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي , المشكلة الوحيدة أني لا أملك لاب توب للأسف.