تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حكيم بن جبلة العبدي من قبائل عبد القيس، وأصلهم من عمان وسواحل الخليج العربي، وتوطن بالبصرة بعد تمصيرها، وكان حكيم هذا شاباً جريئاً، وكانت الجيوش الإسلامية التي تزحف نحو الشرق لنشر الدعوة والفتوح تصدر عن البصرة والكوفة، فكان حكيم بن جبلة يرافق هذه الجيوش، ويجازف في بعض حملات الخطر، كما تفعل كتائب (الكوماندوز) في هذا العصر، وقد استعملته جيوش أمير المؤمنين عثمان في إحدى هذه المهمات عند محاولتها استكشاف الهند ...

ويؤكد شيوخ سيف بن عمر التميمي (وهو أعرف المؤرخين بتاريخ العراق) على ما نقله عنه الطبري (5: 90) أن حكيم بن جبلة كان إذا قفلت الجيوش خنس عنهم فسعى في أرض فارس فيغير على أهل الذمة ويتنكر لهم ويفسد في الأرض ويصيب ما شاء ثم يرجع، فشكاه أهل الذمة وأهل القبلة إلى عثمان، فكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر أن احبسه ومن كان مثله فلا يخرجن من البصرة حتى تأنسوا منه رشداً، فحبسه (أي منعه من مبارحة البصرة)، فلما قدم عبد الله بن سبأ البصرة نزل على حكيم بن جبلة، واجتمع إليه نفر، فنفث فيهم سمومه، فأخرج ابن عامر عبد الله بن سبأ من البصرة، فأتى الكوفة فأخرج منها، ومن هناك رحل ابن سبأ إلى الفسطاط ولبث فيه وجعل يكاتبهم ويكاتبونه ويختلف الرجال بينهم، وذكر الطبري (5: 104) أن السبأية لما قرروا الزحف من الأمصار على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كان عدد من خرج منهم من البصرة كعدد من خرج من مصر، وهم مقسمون كذلك إلى أربع فرق، والأمير على إحدى هذه الفرق حكيم بن جبلة، ونزلوا في المدينة في مكان يسمى ذا خشب، ولما حصبوا أمير المؤمنين عثمان وهو يخطب على المنبر النبوي كان حكيم بن جبلة واحداً منهم (الطبري 5: 106)

ولما رحل الثوار عن المدينة في المرة الأولى بعد مناقشتهم لعثمان وسماعهم دفاعه واقتناعهم، تخلف في المدينة الأشتر وحكيم بن جبلة (الطبري 5: 120) وفي ذلك شبهة قوية بأن لهما دخلاً في افتعال الكتاب المزور على أمير المؤمنين.

ولما جاءت عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة وأوشكوا أن يتفاهموا مع أمير المؤمنين علي على رد الأمور إلى نصابها كان حكيم بن جبلة هو الذي أنشب القتال لئلا يتم التفاهم والاتفاق (الطبري 5: 176 وما بعدها).

وارتكب دناءة قتل امرأة من قومه سمعته يشتم أم المؤمنين عائشة فقالت له: يا ابن الخبيثة أنت أولى بذلك، فطعنها فقتلها (الطبري 5: 176)، وحينئذ تخلى قومه عن نصرته إلا الأغمار منهم.

وما زال يقاتل حتى قطعت رجله، ثم قتل وقتل معه كل من كان في الواقعة من البغاة على عثمان، ونادى منادى الزبير وطلحة بالبصرة: ((ألا من كان في الواقعة من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا بهم)) فجئ بهم كما يجئ بالكلاب فقتلوا، فما أفلت إلا حرقوص بن زهير السعدي من بني تميم (الطبري 5: 180) روى عامر بن حفص عن أشياخه قال: ضرب عنق حكيم رجل من الحدان يقال له ضخيم فمال رأسه فتعلق بجلده فصار وجهه في قفاه، الطبري (5: 182).

الأموي غير متواجد حالياً رد مع اقتباس

و) الأشتر النخعي (مالك بن الحارث) ...

كان بطلا شجاعا من أبطال العرب، كان أول مشاهدة الحربية في اليرموك، وفيها فقد إحدى عينيه، ثم شاء الله أن يكون سيفه مسلولاً على إخوانه المسلمين في مواقف الفتنة، ولو أنه لم يكن ممن ألب على أمير المؤمنين عثمان، وكتب الله أن تكون وقائعه الحربية في نشر دعوة الإسلام وتوسيع الفتوح، لكان له في التاريخ شأن آخر.

والذي دفعه في هذا الطريق غلوه في الدين وحبه للرئاسة والجاه، ولست أدرى كيف اجتمعا فيه، والأشتر أحد اللذين اتخذوا الكوفة دار إقامة لهم، فلما كانت إمارة الوليد بن عقبة على الكوفة كان الأشتر يشعر في نفسه بأنه أهل للولاية والرئاسة، فانزلق مع العائبين على الدولة ورجالها، من الخليفة الأعلى في المدينة إلى عامله على الكوفة الوليد بن عقبة.

ولما سرق أبو زينب وأبو مروع خاتم الوليد من منزله وذهبا به إلى المدينة فشهدا على الوليد بشرب الخمر أسرع الأشتر وآخرون معه بالذهاب إلى المدينة لتوسيع دائرة الفتنة، حتى إذا عزل عثمان الوليد بسعيد بن العاص عاد الأشتر مع سعيد إلى الكوفة (الطبري 5: 63).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير