تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ السنجق مقاطعة ذات أغلبية مسلمة، يعيش فيها نحو 600 ألف نسمة، أكثر من 60% منهم مسلمون، موقعها الجغرافي في شبه جزيرة البلقان، وهي محاطة بالبوسنة من الغرب، وكوسوفا من الشرق، وصربيا من الشمال، والجبل الأسود من الجنوب· وهذا الموقع الاستراتيجي المهم جعلها منطقة صراعات بين تلك الشعوب والدول المحيطة بها· كما كانت حتى فترة الحرب العالمية الأولى ـ جزءاً من الدولة العثمانية، بل كانت آخر قلعة للخلافة في البلقان، وبعد ذلك استولت عليها صربيا والجبل الأسود، وقسمتاها إدارياً بينهما، وحتى الآن ليس لمنطقة السنجق حقوق على المستوى القطري أو الإقليمي أو الثقافي أو حتى الوطني· وأصل المسلمين السنجق بوسني، والخطة الأساسية التي كانت تستخدم ضد المسلمين هناك هي التهجير، لذلك يُعتبر شعب السنجق من أكثر الشعوب تشرداً في العالم، إذ يعيش ثلاثة أرباع السنجقيين خارج بلادهم، والربع الباقي في الداخل، لكن برغم ذلك، فالشعب السنجقي المسلم يشتهر بالتزامه بهويته الإسلامية والثقافية، ومن ثم استطاع أن يصمد أمام كل الهجمات، وخصوصاً خلال السنوات العشر الأخيرة التي تميزت بالعدوان في البوسنة وكوسوفا على المسلمين، لذلك كان حال المسلمين في السنجق صعباً جداً لكون الإقليم يقع تحت إدارة صربية، لكن مع ذلك، فإن المشيخة الإسلامية المؤسسة الوحيدة الرسمية التي تشرف على أحوال المسلمين هناك وتحاول أن تغطي حاجاتهم الدينية· فنحن نشرف على 120 مسجداً، وهذا عدد المساجد في السنجق، وكذلك أسسنا مدرسة إسلامية ثانوية للذكور وأخرى للإناث، وأخيراً أسسنا كلية التربية الإسلامية التي تهدف إلى تأهيل المدرسين لتدريس التربية الإسلامية في المدارس العامة وهذا الحق حصل عليه المسلمون منذ سنة، وكذلك أسسنا ثلاث مكتبات إسلامية، وشبكة للروضات الإسلامية، وتعتبر الأساس للتربية الإسلامية للأبناء تربية صحيحة، مع اهتمامنا بتوافر الأئمة والدعاة المؤهلين الذين تحتاج إليهم المنطقة كثيراً· أما أكبر مشكلة تواجهها المنطقة فهي أنها تعيش في عزلة تامة، فأغلب دول العالم الإسلامي لا تعرف عن وجودها شيئاً وخصوصاً أن السياسة المتفق بشأنها دولياً أن تُنسى وتُعزل عن العالم·

أكسروا الحواجز

وعلى سبيل المثال، لم يزرنا منذ عشر سنوات وفد من دولة إسلامية، لذا ندعو لكسر هذا الحاجز ببدأ الزيارات لهذا الجزء المنسي من العالم الإسلامي، ومهم جداً إقامة علاقات اقتصادية بين رجال أعمال من العالم الإسلامي ورجال أعمال في السنجق، ولا سيما أن السنجقيين مشهورون بالحركة التجارية، وبالعمل في مجالات اقتصادية مختلفة، ويمكن أن تكون هناك مصالح مشتركة تخدم المسلمين·

> ما الوضع القانوني للسنجق حالياً؟

ـ هي مقاطعة مقسمة: شمالها في صربيا وجنوبها في الجبل الأسود· وهي مجردة من كل الحقوق برغم أنها تعيش فيها أغلبية مسلمة·

> بالنسبة للجوء لما يسمى بالمرجعية الدولية··· هل هناك قرارات أو طريق لهذا السبيل؟

ـ طبعاً هناك نشاطات في هذا المجال ولكن عدد المسلمين الموجودين يبلغ نحو (400) ألف مسلم، وهو لا يقارن بعدد الصرب والنصارى في صربيا والجبل الأسود، والمقدر بنحو 8 ملايين ومن ثمَّ لا يكفي لإيجاد ضغط كاف يحرك القضية على المستوى الدولي، ونحن نرى بالدرجة الأولى أن التربية الإسلامية للناس في السنجق وتعليمهم الإسلام ما يساعد على المحافظة على هويتهم الإسلامية، وإن شاء الله في المستقبل هذا الشعب يستطيع الحصول على الحقوق الأخرى بما فيها السياسية والإدارية·

> بالنسبة لأكثرية الشعب المهجر في الخارج··· كيف ترون سبل حل هذه المشكلة؟

ـ الذين تم تهجيرهم خلال السنوات العشر الأخيرة هناك احتمال لعودتهم، ونحن نعمل على ذلك بالاتصال بهم ثم توجه لهم دعوات للعودة، إلا أن بعضهم تأقلم في موطنه الجديد، كما نسعى لإيجاد رابطة قوية معهم سواء ثقافية أو اقتصادية· وبعضهم صار قوة اقتصادية كبيرة، وهؤلاء نحاول التعاون معهم وربطهم بموطنهم الأصلي ليستثمروا فيه أو على الأقل ـ يساعدونه· >

إذاً الأولوية الآن لربط لحمة المسلمين في السنجق؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير