[زيارة رضوان الريشكو لحمراء غرناطة]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[30 - 10 - 09, 02:36 م]ـ
[زيارة رضوان الريشكو لحمراء غرناطة]
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/boadil.gif (http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/boadil.gif)
جريدة إديال. إس Ideal.es الغرناطية, عدد 3 يناير 1989م.
رضوان الريشكو سليل أبي عبد الله يحمل علم الأندلس فوق أبراج الحمراء.
خوان إنريكي غوميز Juan Enrique Gomez
عادت أبراج الحمراء و قصورها لتعيش ذكرى زمن مضى. فهاهو علم الأندلس يرفرف فوق برج الحراسة Torre de la Vela.. بل هاهو رضوان الريشكو (1) سليل آخر ملك لغرناطة يستحوذ, في مظهر رمزي, على قلعة أجداده. لقد تحول بالأمس الرثاء الكلاسيكي المسلم بفقد غرناطة إلى صيحة للإسلام صدرت من شفاه قادة الجماعة الإسلامية بالأندلس. بينما كانت, في المدينة نفسها, راية قشتالة ترفرف. إنها بهجة و انتحاب ثقافتين ألفيتين.
في شهر دجنبر الماضي أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي لوسائل الإعلام الدولية أن العالم العربي لم ينس الأندلس. كلمات الزعيم دفعت لتسليط الضوء على احتمال استردادها. لقد تبنى القذافي مطالب عدة جماعات لأشخاص ينتمون إلى طوائف إسلامية و يقطنون بالتراب الإسباني, و هم نصارى تحوّلوا إلى الإسلام و جعلوا إحدى غاياتهم تكوين ”جمهورية إسلامية بالأندلس”. في هذا الإطار, أعلن زعيم الجماعة الإسلامية بالأندلس عبد الرحمان مدينة –و كان يدعى قبل إسلامه أنطونيو مدينة Antonio Medina – أن الوقت قد حان للعودة للحمراء و استرجاع, و لو رمزيا, هذه المعلمة التي كانت قبل خمسة قرون تقريبا مركز الثقافة الإسلامية.
بينما كانت ”غرناطة الرسمية” تحتفل في ساحة الكرمن Carmen بعيد الاستيلاء على المدينة, و دخول الملكين الكاثوليكيين لغرناطة و استرجاع (2) النصرانية لكامل التراب الإسباني, كان أحد أحفاد أبو عبد الله, آخر ملك لغرناطة, يدخل لأول مرّة من أبواب القلعة منذ أن بكى سلفه فقدان مملكته. وسط السياح و المُهتمّين, تجاوز رضوان ريشكو, الذي يُرجِع نسبه لأبي عبد الله و بالتحديد للجيل الثالث عشر, باب الشريعة Puerta de la Justicia. دخل لوحده حاملا العلم الأندلسي, و خلفه جمع من الناس ينتمون للجماعة الإسلامية و أتباع جماعات تحررية أندلسية, و كأني بهم حاشية لولي عهد لا مملكة له. في اتجاهه لمشاهدة غرناطة من أعلى نقطة في القلعة و هي برج الحراسة, قال:”دخول الحمراء كان أحد أكثر اللحظات إثارة في حياتي”.
ملك بين السيّاح
ظل السياح ينظرون إلى الموكب باستغراب, لا يعلمون ما الذي يمكن أن يحدث في هذه الصبيحة, صبيحة الثاني من يناير (3). إنهم في الحقيقة شهود على زيارة تاريخية استثنائية. طلب حراس الحمراء من الريشكو و أتباعه بطاقة الدخول, آه يا زمن, كم تبدلت الأحوال. و قد علّق الريشكو قائلا:”يجب احترام قوانين هذا الصرح”. داخل شرفات القصبة استُعرضت الأعلام و وُضعت في مكان قال عنه عبد الرحمان مدينة ”انتزعوه منّا في أحد الأيام”.
في برج الحراسة, و وسط حشد عظيم من الناس كانوا في زيارة للمعلمة, و آخرون التحقوا بالأندلسيين و غيرهم كثير جاؤوا لقرع جرس برج الحراسة و إحياء تقليد يَعِدُ قارع الجرس يوم الثاني من يناير بالزواج السعيد, وسط هؤلاء جميعا حمل عبد الرحمان مدينة علم الأندلس فوق مدينة غرناطة, و رفرفه مرات عديدة فوق الشرفة كما كان الحال قبل خمسمائة سنة. بعد ذلك تسلّم رضوان الريشكو العلم و اتجه به نحو المدينة. فسُمعت تصفيقات صدرت على استحياء من أشخاص تجمّعوا في برج الحراسة. لم تتوقف أجراس البرج عن الرنين, و رغم عدم ارتباطها بتجمّع المسلمين فإنها أضفت جوا من المهابة على المناسبة التي كانت لسنوات خلت تجري في غياب سليل مباشر ”لملك غرناطة المسلم”.
¥