تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الريشكو:”أنا هنا لأننا نحن الأندلسيون نحب أصولنا. من المهم جدا بالنسبة لي استذكار ما قام به أجدادي و وطأ هذه الأرض و هذه الحجارة دون أن يكون ذلك بدافع الشجار أو القتال”. ”حفيد” أبي عبد الله أكّد أنه لا يبحث عن ”الاسترداد”, و قال:”لا أتحدث عن تحرير الأندلس حتى يمكنني الحضور هنا, فالقانون و الدستور الإسباني يجيزان لي القدوم و أن أكون أندلسيا. زيارتي هي صلة رحم بالإخوان الأندلسيين و حتى يعلموا أن هناك أندلسيين خارج الأندلس, بشمال إفريقيا, أمريكا الجنوبية و أصقاع أخرى. فنحن جميعا جذورنا بالأندلس”. حسب رضوان الريشكو, لازال جميع هؤلاء الأندلسيين أوفياء لما كانت عليه هذه الأرض قبل 500 سنة.

بعد هذا التجمع ببرج الحراسة و الذي تزامن مع الاحتفال الرسمي بدخول غرناطة ب”الكنيسة الملكية” Capilla Real و ساحة البلدية, جال الموكب الإسلامي قصر الحمراء و تزاحموا مع السياح من أجل الولوج للمنزل الملكي. Casa Real. هناك مكث رضوان الريشكو و أتباعه ينظرون لباحة الريان و وضعوا علمهم أمام نافورة الأسود. بعد ذلك أخذت الزيارة طابعا خاصا, فأعلنت الجماعة الإسلامية اختتام مراسيم فقدان غرناطة.

ثقافات تلتقي مرّة أخرى.

لم يستسغ عبد الرحمان مدينة الجدل الدائر حول المراسيم التي نُظِّمت, و أكّد أنه لا صلة بينها و بين الأحداث التي وقعت أيام قبل ذلك بألمرية, كما لم يجد سببا للتواجد الأمني الضخم خلال الاحتفالات الرسمية بدخول غرناطة. قال عبد الرحمان:”لم نأت إلى هنا بهدف القتال و إنما كرمز للقاء مرّة أخرى. و كان رفع العلم فوق برج الحراسة هو اللقاء.”. لكن بالرغم من هذه الفكرة, فإن المنظمة الإسلامية التي يتزعمها مدينة تهدف, باعترافه هو نفسه, لإعادة بناء الهوية الأندلسية, ”فالدولة الإسبانية و الكنيسة لم تدخلا لغرناطة مُقنِعين و إنما غالبين. و هذا مخالف جدا للنهج الذي نتبناه المعتمد على إقناع الناس بالإسلام”, كما أكّد عبد الرحمان مدينة أن مجرد تطبيق بنود غرناطة كان كافيا لاستمرار تواجد الأندلسيين على هذه الأرض, بالمقابل لم ينف اهتمامهم باسترداد الأندلس. ”فالإسلام خير لكل الشعوب, لهذا و عبر جذور الإسلام هنا يأتي اهتمامنا بالأندلس”, و ليس الأندلس التي رُسِمت حدودها الجغرافية اليوم و إنما كما كانت فترةَ ”الاسترداد”, حيث أكّد مدينة:”تتشكل الأندلس من الجماعة الطبيعية و الإدارية الحالية ل”الجماعة الأندلسية ذات الحكم الذاتي” إضافة لأقاليم بطليوس Badajoz, مرسية, وادي الكدية إلى بويرتويانو, جبال الكرز Sierra de Alcaraz و أراضي أوريولا Orihuela, مناطق نبعت منها حياة الأندلس منذ غابر الزمن.”.

زعماء الجماعة الإسلامية بالأندلس – و تسمى أيضا ”التحرير الأندلسي” Liberacion Andaluza- ردوا على الاتهامات التي ترى مقاصدهم سياسية و قالوا: ” التحرير الأندلسي ليس حزبا سياسيا لأن ببساطة مشروعه ليس برنامجا سياسيا. المشروع هو تطلعٌ انطلاقا من الإسلام. لهذا ندعو إلى جمهورية إسلامية نستطيع العيش فيها و تنظيم أنفسنا و التمتع بحرية و تسامح كاملين”.

تأكيده أنه سليل آخر ملك لغرناطة

إعلان زيارة رضوان الريشكو للحمراء أثار الجدل حول حقيقة نسبه للملك أبي عبد الله. بعض الدوائر نفت أن يكون هذا الشاب التونسي المهندس ذو الثمانية و العشرين ربيعا سليلا لآخر مملكة مسلمة بغرناطة. لكن الريشكو أكد أن هذا ليس صحيحا و أنه يحوز أدلة تؤكد نسبه, و قال:”أنا هنا لأنني حفيد من الجيل الثالث عشر لأبي عبد الله Boabdil ”. و أشار إلى أن المؤرخين الكاثوليك توقفوا عن تتبع حياة أبي عبد الله, و هذا ما يفسر وجود فترات مخفية من تاريخ أجداده, ”لهذا السبب لا توجد وثائق تبرز من هم أولاده الذين رحلوا في اتجاه شمال إفريقيا”. لكن بالنسبة لرشيكو هناك دلائل أخرى لا تمر عبر المؤرخين النصارى ك: ”الذاكرة الجماعية لعائلتي و لبلدتي مهمة للغاية. فعمود قرابة الرحم انتقل بموازاة التاريخ و تناقلت عائلتي ولدا عن والد أن أجدادنا كانوا ملوك الأندلس.”.

بالرغم من ذلك لم يبدوا على الريشكو اهتمام كبير بهذا الجدل, فالمهم بالنسبة له أن بلدته تعرف من هي عائلته التي استقرت بتونس و شيدوا بلدات استقر بها المطرودون من مملكة غرناطة: ”لسنا في حاجة للوثائق, فالمسالة بالنسبة لي إحساس”.

التعليق على الصور:

العلوية: ”الجماعة الإسلامية بالأندلس طالبت باسترجاع رموز الهوية الأندلسية مع دخول رضوان الريشكو السليل المفترض للملك أبي عبد الله للحمراء.”

السفلية: ”كان على رضوان الريشكو دفع ثمن التذكرة للدخول للحمراء أين رفع العلم الأندلسي و أدلى بتصريحات لصالح تفسير آخر للتاريخ الأندلسي.”

الهوامش:

(1) الريشكو بالقشتالية تعني ”الملك الصغير” Rey Chico, في إشارة للملك أبي عبد الله رحمه الله.

(2) مع التحفظ.

عرّبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير