أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

[الشيخ الفقيه "عبد الحميد الصايغ" .. أجل شيوخ الامام المازري]

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[02 - 11 - 09, 02:30 ص]ـ

الشيخ المفتي والعلامة الفقيه "عبد الحميد الصايغ" (406هـ - 486 هـ)

كتبهاجعفر الاكحل، في 2 ماي 2008

1 - تعريفه:

هو أبو محمد عبد الحميد بن محمد القيرواني، أسرته قيروانية، وبالقيروان ولد سنة 406 هـ و بها نشأ وترعرع. وقد تحدث عنه الشيخ محمد بن مخلوف المنستيري في كتابه. وكان الشيخ الصائغ المعاصر لأعلام كبار مثر أبي بكر بن عبد الرحمان، وأبي عمران الفاسي، وكانا في سن متقدمة ولم يتمكن من الأخذ عنهما.

2 - شيخه وأساتذته:

درس شيخنا ابن الصائغ على يد الشيخ ابن حفص العطار وابن محرز وأبي إسحاق التونسي أبي الطيب الكندي والشيخ السيوري وغيرهم. وكانوا عصرئذ من فقهاء القيروان وأعلامها.وكان معاصرا للعلامة والفقيه والذائع الصيت أبي الحسن علي النوري الصفاقسي و هو أستاذ وشيخ العلامة أحمد العجمي المكني (دفين المكنين) والشيخ العلامة أبي الحسن علي بن خليفة المساكني (دفين مساكن).

3 - توليه مهمة الإفتاء:

ويذكر الشيخ مخلوف أن تميم ابن المعز الأمير الصنهاجي لما أراد تكليف الشيخ الفقيه أبي الفضل بن شغلان بمهام قضاء المهدية، عاصمة أسراء صنهاجة، بعد تخريب القيروان من قبل أعراب بني هلال وبني سليم في أيام حكم والده المعز الذي أوقف العمل بالمذهب الشيعي والعودة إلى مذهب أهل البلاد (المذهب المالكي (449هـ /1037م) فقبل ابن شعلان على شرط أن يتولى مهمة الإفتاء الشيخ عبد الحميد الصائغ نظرا لعلمه ولمكانته الشرعية ومصداقيته في إطار فتاويه.ولكن الشيخ ابن الصائغ ابتلي بالعزل والسجن والتغريم على إثر انتفاضة أهل سوسة على الأمير تميم بن المعز الصنهاجي باعتباره من أبرز وجوه سوسة الذي استقر بها بعد خروجه من القيروان، ولما أطلق سراحه رجع إلى سوسة وأقام بمنزله بين أهله في شبه عزلة تامة. ولكن بعد مرور فترة من الوقت شمله عفو الأمير وتم تعيينه من جديد على رأس دار الإفتاء بالمهدية.

4 - تلاميذه وطلبته:

لقد تولى الشيخ ابن الصائغ التدريس بكل من سوسة والمهدية،وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلبة من الذين أصبحوا أعلاما ساروا على دربه وواصلوا رسالته الفقهية والعلمية ومنهم أمراء الأسرة الصنهاجية.ومن أشهر هؤلاء من العلماء والفقهاء العلامة الأندلسي والشاعر الأديب والفقيه أبو بكر بن عطية، وأبو علي حسان البربري (سيدي بوعلي)، ولكن أشهر من تتلمذ على يديه وربطته به صلات متينة وأواصر عميقة وتواصل ومحبة هو العلامة الكبير والفقيه الصالح أبو عبد الله محمد المازري (1061م – 1141م) دفين المنستير الذي بلغ أعلى درجات الشهرة لعلمه وتقواه ودفاعه الكبير عن المذهب المالكي. هذا وقد كانت وفاة ابن الصائغ سنة486هـ حيث دفن بسوسة في المنطقة التي تحمل اسمه على ساحل البحر في مدخل جنوب المدينة الساحلية الكبيرة’سيدي عبد الحميد).

المراجع:

شجرة النور للشيخ مخلوف: المنطقة السلفية،القاهرة 1929