وفي عام 1367هـ كان عمر الشيخ عبدالله آنذاك ثلاثين عاماً، وجاء رجل يسأل الشيخ سعد بن سعود آل مفلح الجذالين عن انصراف الشمس وزراعة بعض البذور فأجاب الشيخ سعد: بأن الشمس ستنصرف بعد أسبوع فقال الشيخ عبدالله: بل بعد أسبوعين يا عم، فقال الشيخ سعد: الانصراف بعد أسبوع فسكت الشيخ عبدالله احتراماً لعمه، وكان الشيخ سعد قد وقّت انصراف الشمس باستخدام طريقة العمود الشمسي، وبعد أسبوع قال الشيخ سعد: يا عبدالله الظاهر أن الشمس لم تنصرف تنتظر حسابك. وبعدها كلما جاء أحد يسأله عن قضايا حسابية أو فلكية أحالهم الشيخ سعد قائلاً: اسألوا عبدالله بن عيسوب (حسّاب هذا الزمان) رحمهم الله جميعاً.
وذات ليلة طرح على من في مجلسه – ونحن من بينهم - مسألة حسابية سهلة إلا أننا مكثنا في حلها ساعة – قال رحمه الله- اشترى رجل ثلاثة كتب قيمة الأول والثاني (63) ريالاً وقيمة الثاني والثالث (68) ريالاً وقيمة الأول والثالث (65) ريالاً فكم قيمة كل كتاب؟ ثم قال قيمة الكتاب الأول (30) كعمرك يا فلان، وقيمة الثاني (33) كعمرك يا فلان، وقيمة الثالث (35) كعمرك يا فلان!.
وفي ليلة أخرى قال: مسألتنا هذه الليلة أنه اتفق رجلان على أن يحفر أحدهما للآخر حفرة طولها (7) أمتار، وعرضها (3) أمتار، وعمقها (5) أمتار بأجرة قدرها (1000) ريال، ثم إن الطرف الثاني لم يحفر إلا حفرة طولها (5) أمتار، وعرضها متران، وعمقها (3) أمتار، ثم عجز عن الحفر وطلب قيمة ما حفر، فكم مقدار أجرته على هذا العمل؟ فكان الجواب أن أجرته (285.6) ريالاً.
وكان الشيخ عبدالله كثيرا ما يعرض مسائل حسابية على مدرسي الحساب (الرياضيات) في المدارس فيعجزون عن حلها، وربما حلوها بعد ساعات أو أيام أو بالآلة الحاسبة، أو يجتمع مجموعة لحلها وهكذا .. وربما كان السؤال سهلاً، ونذكر أنه سأل معلماً سؤالاً سهلاً فلم يجب حين قال له: أتحفظ جدول الضرب، قال المعلم: بالطبع نعم، قال له الشيخ لو ضربنا (5ر2 × 5ر3) فماذا تكون النتيجة؟ فسكت المعلم.
وفي ذات مرة حينما كان مدير المدرسة (الشيخ عتيق السليم الحربي وذلك عام 1377 هـ) حصل موقف تجادل فيه موجه الوزارة مع مدرس الحساب (أحمد مسلّم) في مسألة حسابية، ثم خرجا من الفصل إلى الإدارة، فقال مدير المدرسة: عندي من سيحكم بينكما فاستدعى الشيخ عبدالله فحلها وهو واقف، فجاء الحل موافقاً لرأي الموجه فتعجب الموجه من إصابة الحل وسرعته, فطلب من الشيخ عبدالله أن يكون موجهاً في إحدى المدارس, ولكن هذا الأمر لم يتم.
من أفاد منه من الباحثين
ولقد استفاد كثير من المؤرخين والباحثين من الشيخ عبدالله ولاسيما المهتمون منهم بالتأريخ والآثار والأنساب ومن أبرزهم:
1 - الشيخ العلاّمة حمد الجاسر – رحمه الله – في كتاب (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد)، انظر: (قائمة المصادر والمراجع في جـ2/ 920)، وكان يرمز للأخذ من بحث الشيخ عبدالله المنشور في مجلة العرب برمز (23/ 367، وما بعدها)، ومجلة العرب (عدد شهري ذي القعدة وذي الحجة 1408هـ). وقد حصلت مداولات ومراسلات بين الشيخين في كثير من القضايا، وكان الشيخ حمد يثق كثيراً بما يقدمه له الشيخ عبدالله كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه. وقد ذكر في كتاب: المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين حياته وآثاره من تأليف الشيخ عبدالعزيز المفلح والدكتور عبدالله المفلح الجذالين عدد من مراسلاته مع العلماء.
2 - الشيخ عبدالله بن خميس, وذلك في كتابه (معجم اليمامة الطبعة الثانية 1400هـ)، وقد ناقش ابن خميس الشيخ عبدالله في عدد من المسائل التاريخية والجغرافية، ومنها تحديد موقع المدينة الأثرية (الهيصمية) انظر: (جـ1/ 330)، كما اعتمد عليه في حديثه عن تأريخ الأفلاج وجعله من أعيانها, انظر: (جـ2/ 280، 319، 320) وغيرها.
3 - الدكتور عبدالرحمن النشوان، صاحب كتاب (منطقة الأفلاج: دراسة جغرافية ميدانية) الذي نال به درجة الماجستير عام 1409هـ، وقد التقى الباحث بالشيخ عبدالله عدة مرات وأخذ منه, كان يأتيه في بيته ويسأله عن أسماء الأماكن والأودية والشعاب فيحددها ويسميها له والباحث يدوِّن على الخارطة ما يقول، انظر من كتاب الدكتور الصفحات: (19, 23, 31, 205, 212, 259, 391) وغيرها.
¥