قالوا توفي عبدُ الله عالمنا = من آل جذلانَ أهلِ العلمِ والطيبِ
قلنا لعل الذي ذاعوه قد كَذَبُوا = لكنْ سمعنا كلاماً غيرَ مكَذوبِ
ياعينُ جودي بدمعِ الحزنِ منسكباً = ابك الفقيدَ المكنَّى بابن عيسوبِ
لما علمنا بموت الشيخ قدوتنِا = نكففُ الدمعَ بالمنديل والثوبِ
أدّى النوافل بعد الفجر ثم هوى = في موته عبرةٌ عند المحاريبِ
بشرى لخيرٍ وغفرانٍ ومكرُمةٍ = دليل تقوى إلى فضل وترحيبِ
لله درُّك عبدَ الله من رجلٍ = حوى العلومَ بتحقيقٍ وتهذيبِ
مَنْ للفرائضِ والأنسابِ يتقنُها؟ = من للحسابِ بلاشكًّ ولاريب؟
يا طاهرَ القلبِ من غلٍ ومن حَسَدٍ = أكرمْ به من سعيدِ الحظِّ موهوبِ
نظمتُ فيه رثائي من محبَّتِهِ = ياليت ينفَعُهُ شعري وأسلوبي
ندعوا لعالِمِنا: الله يرحمُهُ = في جنةِ الخلدِ يجني كلَّ مطلوبِ
ياربِّ ابقِ لنا أبناءَه خَلَفاً = فيتحفونا بمنشورٍ ومكتوبِ
والختمُ صلوا على الهادي معلمنا = ما انهلَّ ماءُ السما من كلِّ مسكوبِ
الأستاذ الشاعر عبدالله بن محسن آل لحيان: يقول الأستاذ عبدالله آل لحيان: هذه القصيدة في رثاء الشيخ الجليل والمؤرخ الشهير والفلكي الخبير عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين الذي وافته المنية يوم الأربعاء 12/ 2 / 1415هـ.
الجرحُ ينزفُ والدموعُ غزارُ = رغم التأسِّي هاجني استعبارُ
خَبَرٌ يهزُّ القلبَ عند سماعِهِ = فتُهز في أعماقه الأوتارُ
يا أيها العلم الذي قد قوِّضَتْ = أركانُه فتهاوت الأوتارُ
قد كنتَ في التاريخ بحراً ناطقا = من عمقِه تتدفقُ الأنوارُ
قد كنتَ في صدر المجالس بهجةً = نطقتْ بفيضِ علومِكَ الآثارُ
وإذا حضرت ففي القلوب مهابةٌ = ومع المهابةِ حشمةٌ و وقارُ
عَفُّ اللسانِ كريمةٌ أخلاقُه = ويصدُّ حينَ يسبُّه المهذارُ
كم قد قضى الساعاتِ في محرابه = متبتلاً تزهو به الأسحارُ
ياروضةَ القبر الذي دُفنتْ به = وأَوَتْ إليه معزةٌ وفخارُ
وعساك تسكنُ في الجِنان مخلداً = تلقى النعيمَ وحولُك الأخيارُ
وسُقيتَ كأسَ السلسبيل معتّقاً = يُسقى به في الجنةِ الأبرارُ
إنا وإنْ بكتِ العيونُ لفقْدِكُم = تَرضى بما جاءتْ به الأقدارُ
الأستاذ الشاعر فهد بن عبدالله آل رحمة الفضلي: يقول الأستاذ فهد آل رحمة: كانت لوفاة شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين أشد الأثر في نفوسنا وهذه القصيدة تعبير عما يختلج في نفسي لفراق الشيخ الذي لا يَجهلُ علمه وقدرَه الكثيرُ من الناس.
ألا باسم ربي صاحب المنِّ و الحمدِ = وشكر إلهي فرضُ عينٍ على العبدِ
وسنةُ ربي في الحياة عجيبةٌ = وقد واعدتنا بالفنا صادق الوعدِ
ألا كلُّ شيء في الوجود فناؤه = أكيد سوى من أنزل النُّور والرعدِ
وما الموت للأحياء إلا حقيقة = ولو جاهدت نفسٌ بها أعظم الجهدِ
أتانا حديث الشؤم لست أودُّه = وقالوا بأن الشيخ قد ضمّ في اللحدِ
وكم ذاب قلبي حين جاء حديثُه= وما الظن موت الشيخ أحزنني وحدي!
فكم ذاكرٍ للشيخ خيرَ فِعالِه = وكم باكيٍ للشيخ من لوعة الوجدِ
طواه الردى عنا إلى حيث دفنه = قريبٌ بلا قربٍ بعيدٌ بلا بعدِ
أيا شيخنا من حاز علماً كمثلكم = وصار بفقد الروح من فاجع الفقدِ؟
ومنُ يتقن الأنسابَ والإرثَ مثلكم = ومن يخبر العراف عن سالف العهدِ
ومن يُخبر الزراع بالوقت بعدكم = عن البذر والأنواء والزرع والحصدِ
إذا مات ذو علم وتقوى فثلمة = من الدين قد ثلمت كما أورد النجدي
ولو أعطيت نفسٌ خلوداً ومهلةً = لكان رسول الله قد فاز بالخلدِ
ونحسب أن الشيخَ والله حسبُه = أخا طاعةٍ لله بالدين والزهدِ
أتاه ملاك الموت في بيت ربه = يراعي صلاة الله قد جاز للوردِ
فعاجله نزعٌ وما طال نزعُه = على خفةٍ من غير سُقم ولا جهدِ
وإني أظن الخيرَ كل فعاله = وأسمعُ من أخباره سيرةَ الرشدِ
ألا يا إلهي أوسع القبر حوله = وضمِّخ له قبراً من المسكِ والوردِ
ويوم انبعاث الناس خففْ سؤالَه = وسهّل له باباً إلى جنةِ الخلدِ
ألا واجعل الريان باب دخوله = وأوسع له من وافر الخير والرفدِ
وحب أهالي الخير من حب ربهم = وقولي لهذا النظم من لوعة الفقدِ
وما قلتُه إلا رجاءَ مثوبةٍ = ولله ما يُخفي ضميري وما يبديِ
لعل الذي أنشا غماماً وساقها = وضمّخها من صادقِ البرقِ والرعدِ
يكفرْ لنا ذنباً تواتر فعلُه = ويوزعنا ربي إلى صادق الجهدِ
¥