تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن (قلت): قال أبو شامة: فمن مد {عَلَيْهِم} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} ونحو ذلك وفقاً أو وصلاً أو مد نحو {وَالصَّيْفِ} و {البَيْتِ} و {الْخَوْفُ} و {الْمَوْتِ} في الوصل فهو مخطىء، وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه (قلتُ): ما أعظمه مساعداً لو كان في محل النزاع. لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: فقد بان لك أن حرف اللين لا مد فيه إلا إذا كان بعده همزة أو ساكن عند من رأى ذلك. وأيضاً فهو يتكلم على قول الشاطبي "وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة" وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود وأن مده قدر حرف المد وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين: وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما.

فقوله "على لفظهما" دليل المساواة. وعلى هذا فهو برىء مما فهم السائل من كلامه وهذا مما لا ينكره عاقل والله أعلم أهـ بحروفه.

هذا: وما ذكرناه من كلام العلامة الضباع هنا قد نص عليه الإمام النويري في شرحه على الطيبة بكلام أوسع مما هنا كما نص عليه شيخه الحافظ ابن الجزري في النشر.

وبعد: فقد ظهر لك مما قدمنا من نصوص أئمتنا:أن الوقف بالروم على المد العارض للسكون الذي سكونه العارض بعد حرفي اللين لا يكون على القصر الذي هو حركتان كما قد يتبادر، بل على القصر الذي هو بمعنى مدٍّ ما لأنه في حالة الوصل يكون كذلك كما قدمنا.

ومن ثم تعلم أن ما قاله الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه الرائد في تجويد القرآن ص (34) "واعلم أن المد العارض للسكون إذا كان حرف لين مثل "بيت وخوف" فإن الروم يكون على عدم المد مطلقاً لأن الروم مثل حالة الوصل وقد علمت أنه في حالة الوصل لا يمد أصلاً" أهـ. هو كلام لا يلتفت إليه ولا يعول عليه وكاتبه يعوزه الإطلاع وصحة الفهم وضبط المسائل العلمية.)) ا. هـ 1/ 194

وقال فضيلته في موضع آخر: ((أما إذا سكنت الواو الأولى وانفتح ما قبلها وجب إدغامها في المتحركة بعدها نحو قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ} {آوَواْ وَّنَصَرُواْ} وذلك لأن حرف اللين بمنزلة الصحيح.) 1/ 145

وعلي هذا يحمل تشبيه الشيخ المرصفي حرفي اللين بالأحرف الصحيحة علي أنه يقصد "مدذًا ما ".

ويحسن بنا لتقريب وجهات النظر العودة لنصوص القدامي، فهناك من قال بقول الشيخ الضباع والمرصفي ومن تبعهما، وهناك من قال بقول الدكتور محمد سالم محيسن ومن تبعه.

ونعود إلي ما قاله الشيخ الحصري حيث ذكر " سبق أن عبارة النشر يفيد ظاهرها أن المراد بالقصر فى حرفي اللين حذف المد منهما مطلقا بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة.) ا. هـ

وقال ابن الجزري في النشر: (وأما السكون فهو على أقسام المد أيضاً: لازم وعارض وكل منهما مشدد وغير مشدد.

فاللازم غير المشدد حر واحد وهو (عين) من فاتحة مريم والشورى فاختلف أهل الأداء في إشباعها في توسطها وفي قصرها لكل من القراء فمنهم من أجراها مجرى حرف المد فأشبع مدها لالتقاء الساكنين (ثم ذكر أصحاب هذا الرأي)

..... ومنهم من أجراها مجرى الحروف الصحيحة فلم يزد في تمكينها على ما فيها وهذا (ثم ذكر أصحاب هذا الرأي ... ) ا. هـ

وقوله "تمكينها علي ما فيها " فسره ووضحه رحمه الله في موضع آخر من نشره ( .. وقد اختلف في إلحاق حرفي اللين بهما وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما، فوردت زيادة المد فيهما بسببي الهمز والسكون إذا كانا قويين. وإنما اعتبر شرط المد فيهما مع ضعفه بتغيير حركة ما قبله لأن فيهما شيئاً من الخفاء وشيئاً من المد وإن كانا أنقص في الرتبة مما في حروف المد.

ولذلك جاز الإدغام في نحو (كيف فعل) .... وقالوا في تصغير مدق وأصم. مديق وأصيم فجمعوا بين الساكنين وأجروهما مجرى حروف المد فلذلك حملا عليها وإن كانا دونها في الرتبة لقربهما منها وسوغ زيادة المد فيهما سببه الهمز وقوة اتصاله بهما في كلمة وقوة سببيه السكون .... ) ا. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير