تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أول مسجد فى شبه القارة الهندية بناه محمد بن القاسم بمدينة الديْبل (كراتشى) حاليا بباكستان

فوقع عينه على ابن اخيه القائد الشاب محمد بن القاسم .. ولا نتعجب من إختيار الحجاج بن يوسف لمحمد بن القاسم لقيادة الجيوش .. ولكن نتعجب لمّا نعلم أن عُمْر محمد بن القاسم وقتها كان 17 سنة فقط!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سبعة عشر عاما .. أى كان شاب فى عمر الزهور .. فى عمر شاب فى الثانوية العامة الآن!! , وفيه يقول حمزة الحنفى (12)

إن المروءة والسماحة والندى ... لمحمد بن القاسم بن محمدِ

ساسَ الجيوش لسبعَ عشرَ حجةً ... يا قُرْبَ ذلك سؤدداً من مولدِ

يالله .. أى فتى كان محمد بن القاسم!!

سبعة عشر عاما ويقود جيوش المسلمين لفتح أكبر الممالك فى ذلك الوقت ويُقاتل أكبر ملوك الهند فى ذلك الوقت!!

فهلمّ بنا نرصد تحركات محمد بن القاسم وفتوحه وبلائه فى جبهة الهند:

أمر الحجاج بن يوسف الأمير الشاب محمد بن القاسم ان يُقيم بشيراز حتى يكمل حشد رجاله ويوافيه ما أعدّ له (13) , ثم مضى محمد بن القاسم الى مُكران (14) فأقام بها أياما ثم مضى نحو مدينة (فنزبور) (15) , ففتحها وهزم جيوش الملك داهر ,ثم أتى مدينة (أرمائيل) وهى من المدن الكبرى بين مكران وبين أعظم مدن السند (الديْبل) فاستطاع ان يفتحها وضمّها الى باقى البلاد التى فتحها منذ أن وطأت خيله أرض السند .. !!

http://img442.imageshack.us/img442/7813/qasimdahirruinscastle.jpg

بقايا قلعة داهر بإقليم السند!!

ثم واصل محمد بن القاسم فتوحه ومسيره حتى وصل الى مدينة الديْبل أعظم وأهم مدن السند وأهمها , فقدمها يوم جمعة ووافته سفن كان حمل فيها الرجال والسلاح والأداة , فخندق حين نزل الديْبل وأنزل الناس منازلهم ونصب منجنيقا يُقال له العروس كان يمد به خمسمائة رجل (16) , وهنا تتجلى عبقرية محمد بن القاسم العسكرية ودهاءه العجيب .. لما حاصر محمد بن القاسم تلك المدينة (الديْبل) (17) طال حصاره , وكان بها معبد كبير للهنادكة ومنصوب على هذا المعبد سارية عظيمة مربوط بها راية حمراء وكان الهنود يعظمون هذا المعبد وتلك الراية , فأمر محمد بن القاسم جنوده المدربين أن يقذفوا هذه الراية ويسقوطها بالمنجنيق .. فرمى المعبد بحجر المنجنيق (العروس) فكسره فتشائم الكفار لذلك وانحطت معنوياتهم بذلك , وظل محمدا محاصرا الديْبل حتى خرج اليه الهنود وحماة البلد ولكنه هزمهم حتى ردهم الى البلد, ثم أمر بالسلالم فنصبت وصعد عليها الرجال, وكان أول صعودا رجلا من بنى مراد من أهل الكوفة , ففتحت المدينة عنوة فاستباحها محمد ثلاثة أيام , ولكنّ عامل "داهر" ملك السند عليها هرب عنها سالماً (18) , واستولى المسلمون على الديْبل وأقام بها محمد بن القاسم مسجداً , وترك بها حامية تتكون من أربعة آلاف جندى , وأصبحت الديْبل أول مدينة عربية فى الهند (19) ... وكان هذا المسجد الذى بناه محمد بن القاسم هو أول مسجد بُنى فى هذا المنطقة (20)!!

http://img121.imageshack.us/img121/2716/qasimmosquedeebal2.jpg

أول مسجد فى شبه القارة الهندية بناه محمد بن القاسم بمدينة الديْبل (كراتشى) حاليا بباكستان

ونزل الخبر على "داهر" كالصاعقة , على أن "داهر" لم يستسلم للهزيمة, بل عول على مقاومة الزحف الإسلامى , فاتجه الى الداخل , وأعد العدة لاستئناف القتال فى موضع يقع شرق مصب نهر السند ظنا منه أن النهر يعرقل عبور المسلمين له (21) ....

مقتل الملك "داهر" ملك السند ....

ثم أتى محمدٌ (البيرون) (22) فصالحه أهلها , وجعل محمد لا يمر بمدينة إلا وفتحها وهزم جيوشها , ثم سار الى نهر (مِهران) فزل فى وسطه, وبلغ خبره "داهر", فاستعد لمجابهته (23) , وعبر محمد بن القاسم النهر مما يلى بلاد الملك "راسل" ملك مدينة (القَصّة =كَجْ) وهى من بلاد الهند , وهناك لقى محمد بن القاسم قوات الملك "داهر" أعظم ملوكهم وكان يمتطى فيله وحوله الفيلة والخيول والجيوش العظيمة , وبدأت معركة عنيفة وشرسة واقتتلوا قتالا شديدا لم يُسمع بمثله (24) واستخدم الهنود الفيلة والنبال والنفط واستمر القتال حتى المساء وترجل "داهر" وظل يُقاتل حتى قُتل ولله الحمد والمنة , وانهزم أصحابه وقتلهم المسلمون كيف شاءوا (25) , وكان الذى قتله – أى "داهر" – القاسم بن ثعلبة بن عبد الله الطائى (26) ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير