[أسباب الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم و قصة تسبيح الحصى]
ـ[إبراهيم أبولوحجي علم اليقين]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:38 م]ـ
أسباب الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم
أولا- أن الله سبحانه فرض الإيمان به: قال تعالي:" فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير" (التغابن:8). والإيمان به صلي الله عليه وسلم’ هو تصديق نبوته ورسالة الله. كما ورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:" أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لإله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم.فقد قرر أن الإيمان به محتاج إلي العقد بالجنان’ والإسلام به مضطر إلي النطق باللسان. وهذه الحال المحمودة التامة. وأما الشهادة باللسان دون تصديق القلب هو النفاق.
ثانيا- أن الله تعالي قد أوجب له الأدب صلي الله عليه وسلم. والواجب علي كل مؤمن ومؤمنة التأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم’ قال تعالي:" يأيها آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" (الحجرات:1). قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله:"وهذا باق إلي يوم القيامة ولم ينسخ’ فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته’ ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم". قال سبحانه:" يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" (الحجرات:2). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "إن الله فرض علينا تعزيز رسوله وتوقيره’ وتعزيزه: نصره ومنعه’ وتوقيره: إجلاله وتعظيمه’ وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق بل ذلك أول درجات التعزيز والتوقير"
ثالثا- أن الله تعالي قد فرض علي المؤمنين طاعته’ ومتابعته. قال تعالي:"يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" (محمد:33).
الإتباع لغة: اقتفاء أثر الماشي و في الاصطلاح:- أن يتبع المسلم ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم. فكل ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم ألزمنا الله سبحانه بإتباعه’ ورتب علي ذلك الأجر’ وعلي مخالفته الوزر’والخسارة في الدارين. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. أنه قال: "من أطاعني فقد أطاع الله’ ومن عصاني فقد عصي الله. ومن أطاع أميري فقد أطاعني’ ومن عصي أميري فقد عصاني".
رابعا- أن الله عز وجل قد حكمه فجعله إماما وحاكما:- قال تعالي:" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله" (المائدة:49) والتأدب مع الإمام والحاكم تفرضه الشرائع وتقرره العقول ويحكم به المنطق السليم.
خامسا:- أن الله تعالي قد فرض محبة نبيه صلي الله عليه وسلم’ علي المؤمنين:- قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". ومن وجب محبته وجب الأدب إزاءه ولزم التأدب معه.
وهذه المحبة محلها القلب واللسان و الجوارح.
سادسا:-ما اختصه به ربه تبارك وتعالي’ من جمال الخلق والخلق. قال سبحانه:" وإنك لعلي خلق عظيم" (القلم:4) وكملت في نبينا محمد صلي الله عليه وسلم كل الفضائل من جوامع الأقوال’ ومكارم الأعمال’وتمام الخلق’وحسن الخلق.
سابعا:- أنه سبب هدايتنا وهداية هذه الأمة بعد الله سبحانه:- علي المؤمن أن يتذكر فضل النبي صلي الله عليه وسلم’ عليه بشكر الله سبحانه بأنه أرسل له نبيا حريصا علي أمته ولاقي في سبب هدايتها المشقة والأذى’ وأخر دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة’ قال تعالي" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" (التوبة:128).
من مظاهر الأدب مع الرسول صلي الله عليه وسلم.
1 - التسليم لأمره صلي الله عليه وسلم’وطاعته فيما يأمر أو ينهي. علي العاقل أن يسلم لأمر نبيه صلي الله عليه وسلم’ ويطيعه في كل ما جاء به’وينتهي عما نهي’ "قال تعالي:" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا" (الأحزاب:36). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم’"إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعد هما: كتاب الله’و سنتي’ ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض". قال تعالي:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم*قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن
¥