تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس]

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:59 م]ـ

[إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس]

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الهاشمي وعلى آله وصحبه أجمعين:-

لما قمنا بنشر كتابنا (عقيدة بني العباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة) على صفحات الإنترنت جاءت اعتراضات من بعض الناس بأن خلفاء بني العباس كانوا ظلمة وفسقة وأساءوا السيرة في الناس.

وهذا الاعتراض كما لا يخفى لا علاقة له بموضوع الكتاب فإن الرجل قد يكون ظالما فاسقا ومع ذلك عقيدته سلفية لكن خلقه ليس سلفيا بالطبع.

وقد كنا أثناء سردنا لبعض كتب التاريخ قد وقفنا على تراجم مشرفة للغالبية العظمى من خلفاء بني العباس , فقمنا بجمعها في هذا المختصر.

وكانت نتيجة هذا الجمع أن 27 خليفة من خلفاء بني العباس في بغداد كانت سيرتهم حسنة وكانوا من خيار الناس , وستة خلفاء لم يصفهم أحد بالظلم أو الفسق , وأربعة خلفاء نقل عنهم الظلم وسوء السيرة مع اختلاف المؤرخين في ثلاثة منهم.

وأما خلفاء بني العباس في مصر , فتسعة منهم كانوا معروفين بحسن السيرة , وسبعة خلفاء لم ينقل عنهم فسق أو ظلم.

وبهذا يتضح أن السمة العامة في خلفاء بني العباس هي حسن السيرة والديانة وتحري العدل والبعد عن الظلم , ولم يشذ في ذلك إلا قلة ولله الحمد.

وأما بالنسبة لقوة الخلفاء وضعفهم فهذا بحث آخر سنقوم بجمعه إن شاء الله.

والمهم في هذا البحث هو تبيين حسن سيرة الخلفاء وديانتهم ولو كان في بعضهم ضعف , ولا يعني هذا أنهم معصومون فهم بشر يخطؤون ويصيبون.

وكان اعتمادنا في هذا البحث على كتب التاريخ والتراجم لأهل السنة كسير أعلام النبلاء للذهبي , والبداية والنهاية لابن كثير , والمنتظم لابن الجوزي , والكامل في التاريخ لابن الأثير , وغيرها مع التركيز على الكتابين الأولين.

وابتعدنا في بحثنا هذا عن كتب الشيعة كأبي الفرج الأصفهاني والمسعودي وابن طباطبا , فلا يخفى على كل مطلع حقد هؤلاء المبتدعة على بني العباس وبالأخص خلفائهم لموقف القوي من الشيعة , وراجع إن شئت بحثنا المنشور على الإنترنت (موقف بني العباس من الشيعة).

ويجب أن يعلم أن أكثر النقولات عن الخلفاء بأنهم كانوا فسقة وظلمة من كذب الشيعة وغيرهم من المبتدعة والحاقدين.

وهذا كلام لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية يرد فيه على رافضي اتهم الخلفاء بالانشغال بالمعاصي والخمور والفجور , قال رحمه الله في منهاج السنة (4\ 55):-

دعوى كون جميع الخلفاء كانوا مشتغلين بما ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب وقد علم أن فيهم العدل الزاهد كعمر بن عبدالعزيز والمهتدي بالله وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية وبني العباس وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب وقد يكون تاب منها وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لأحاد المؤمنين فلهم من الحسنات ما ليس لأحاد المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل ونحن لا نقول إنهم كانوا سالمين من الظالم والذنوب كما لا نقول إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من ذلك لكن نقول وجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم وعامهم لا يمنع أن يشارك فيما عمله من طاعة الله وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في معصيته. انتهى.

وأما هدفنا من هذا البحث فهو الذب عن أجدادنا وأسلافنا والدفاع عنهم بحق , وتبيين سيرتهم للناس , بعد أن تشوهت سمعتهم من المبتدعة والحاقدين رد الله كيدهم في نحورهم.

وللأسف قد كثر الطاعنون , وقل المدافعون , وهم في ذلك معذورون , فلا فارق عندهم من كون بني العباس سلفيون أم مبتدعون , عادلون أم ظالمون , صالحون أم فاسقون , فكان لزاما علينا أن ندافع عن قومنا , فما يضرهم يضرنا , وما ينفعهم ينفعنا.

نسأل الله عز وجل أن يغفر لبني العباس مغفرة ظاهرة وباطنة وأن يرحمهم وأن يرفع درجتهم في الجنة عند ابن عمهم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم بن أحمد العباسي – جدة – 8/ 11 / 1430هـ

وسنقوم بعرض البحث شيئا فشيئا بإذن الله، ولكننا الآن سنذكر النقلين اللذين بدأنا بهما الكتاب:

قال الإمام العدل المؤرخ المفسر المحدث الحافظ عماد الدين ابن كثير في منظومته التي ذكرها في البداية والنهاية عن بني العباس (13/ 209):-

سادوا البلاد والعباد فضلا ... وملأوا الاقطار حكما وعدلا

اولاد عم المصطفى محمد ... وأفضل الخلق بلا تردد

قال المؤرخ الشهير ابن خلدون في تاريخه (1/ 18):-

والرشيد وآباؤه كانوا على ثبج من اجتناب المذمومات في دينهم ودنياهم، والتخلق بالمحامد، وأوصاف الكمال، ونزعات العرب. اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير