تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:18 م]ـ

1 - أمير المؤمنين الخليفة السفاح (132 هـ - 136هـ)

قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 275):-

ذِكْرُ استقلال أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عباس الملقب بالسفاح , وما اعتمده في أيامه من السيرة الحسنة والعدالة التامة. اهـ.

قال الصولي: وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله. اهـ.

قال الذهبي في السير (6/ 79):-

قال الصولي: أحضر السفاح جوهرا من جوهر بني أمية، فقسمه بينه وبين عبد الله بن حسن بن حسن، وكان يضرب بجود السفاح المثل. اهـ.

وهذا رد لي على أحدهم بخصوص لقب السفاح:

وأما أمير المؤمنين أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، فقد قال في خطبته الأولى لأهل الكوفة (قد زدت في أعطياتكم 200 درهم فأنا السفاح المبيح) إلى آخر خطبته، وقد وصل رحمه الله بن عمه عبدالله المحض بن الحسن المثنى بألف ألف درهم (مليون) فكان أول من وصل بهذا المبلغ وذلك عندما قال له عبدالله المحض لم يسبق لي أن أرى الألف ألف درهم، فأعطاه إياها وذلك لكرمه وسفحه المال سفحا، ولهذا لقب بهذا إن صح تلقيبه به فلبعض دكاترة التاريخ رأي آخر، وأن هذا اللقب إنما ظهر في كتب المتأخرين.

وقد جاء في لسان العرب لابن منظور ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس.

وقد أخرج أحمد في مسنده بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثياً).

وإنما الذي كان سفاحا بحق وهو الذي لقب بهذا اللقب في كتب المؤرخين المتقدمين كابن سعد والطبري والمدائني وغيرهم، هو عم المنصور وأبي العباس عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس.

وهذا مقال لأحد الدكاترة:

(أبو العباس السفاح .. هل كان سفَّاحا للدِّماء حقّا؟)

عنوان مقال رصين كتبه الأستاذ عبدالحميد العبَّادي _ أستاذ التاريخ _ في مجلة الثقافة (عدد 47) ..

والحقُّ أنني لم أقف على المقال .. لكن قرأت ملخَّصا له في كتاب الدكتور رجب البيُّومي (بين الأدب والنقد).

ومدار المقال حول شخصية أبي العباس السفاح .. وخلاصته أن الباحث أراد أن يتوصَّل إلى بطلان ما وصم به أبو العباس الخليفةُ العباسي الأول من أنَّه كان سفاكا للدماء وأنه كان متوحشا مستبدا ... الخ.

أما الحجج التي استند إليها الأستاذ العبادي .. فإليك ملخَّصها:

1 - أن بعض المؤرخين، كالطبري والمسعودي وابن الأثير، وصفوا أبا العباس بصفات حسنة؛ منها: أنه كان متصوِّنا عفيفا حسن المعاشرة لأهل بيته مقتصدا في معيشته، لم تخرجه أبهة الملك وعظمة السلطان عن حدِّ البساطة في مأكله ومشربه، كريما معطاء إذا حضر الناس طعامه رأوه أبسط ما يكون وجها ... الخ، ثم يبين الأستاذ العبادي أنَّ هذه الصفات النبيلة لا يمكن أن تجتمع في مَن وُصِف بهذا الوصف المخيف المثير المقزِّز: (السفاح).

2 - أن المؤرخين القدامى كالطبري وأبي حنيفة الدينوري _ صاحب الأخبار الطوال _ (قلت الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: وكذلك خليفة بن خياط والمدائني) عندما ذكروا أبا العباس لم يصفوه بهذا الوصف، كما أنهما لا ينسبان إليه شيئا من حوادث القتل والمثلة، وإنما ينسبا ذلك إلى أعوانه أمثال عمه عبدالله، وغيره.

3 - بين الأستاذ الباحث أن عبدالله بن علي عمَّ الخليفة _ واسمه كاسم الخليفة، ولعلَّ هذا من أسباب الخلط _ هو السَّفاح الحقيقيُّ، ثشهد بذلك وقائعه الدامية ببني أمية، وقد استند الباحث في إثبات ذلك إلى بعض النصوص الواردة في كتب التاريخ القديمة ومن ذلك:

- جاء في كتاب أخبار مجموعة ص 48 ((فلما اجتمع بنو أمية عند السفاح قعد لهم، وأدخلهم على نفسه في سرادق له، ليرسلهم بزعمه إلى أمير المؤمنين))

ويبدو أن السفاح غير أمير المؤمنين.

- وفي (الإمامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبة ص 336 ((وذكروا أن أبا العباس ولَّى عمه عبدالله بن علي الذي يقال له: السفاح الشامَ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير