- وفي ص 338 ((قال أبو العباس – يريد أمير المؤمنين -: رحم الله عبد الواحد، ولولا أنَّ السفاح عمِّي لاقتدت منه)).
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:44 م]ـ
2 - أمير المؤمنين الخليفة المنصور (136هـ - 158هـ)
قال الذهبي في السير (7/ 83):-
وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة، ورأيا وحزما، ودهاء وجبروتا، وكان جماعا للمال، حريصا، تاركا للهو واللعب، كامل العقل، بعيد الغور، حسن المشاركة في الفقه والادب والعلم.
أباد جماعة كبارا حتى توطد له الملك، ودانت له الامم على ظلم فيه وقوة نفس، ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتدين في الجملة، تصون وصلاة وخير، مع فصاحة وبلاغة وجلالة.
وقال أيضا في تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 3 / ص 133):-
وكان في الجملة يرجع إلى عدل وديانة وله حظ من صلاة وتدين، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، خليقاً للإمارة.
وقال أيضا في تذكرة الحفاظ متحسرا عليه - (ج 1 / ص 244):-
"أبو جعفر المنصور،وأين مثل أبي جعفر؟ - على ظلم فيه - في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته في الأدب ووفور هيبته".اهـ.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 123):-
والحكايات في ذكر حلمه وعفوه كثيرة جدا.
وقال أيضا (10/ 125):-
وكان المنصور في أول النهار يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولايات والعزل والنظر في مصالح العامة فإذا صلى الظهر دخل منزله واستراح إلى العصر فاذا صلاها جلس لأهل بيته ونظر في مصالحهم الخاصة فإذا صلى نظر في الكتب والرسائل الواردة من الآفاق وجلس عنده من يسامره إلى ثلث الليل ثم يقوم إلى أهله فينام في فراشه إلى الثلث الآخر فيقوم إلى وضوئه وصلاته حتى يتفجر الصباح ثم يخرج فيصلى بالناس ثم يدخل فيجلس في إيوانه.
وقد ولى بعض العمال على بلد فبلغه أنه قد تصدى للصيد وأعد لذلك كلابا وبزاه فكتب إليه ثكلتك أمك وعشيرتك ويحك إنا إنما استكفيناك واستعملناك على أمور المسلمين ولم نستكفيك أمور الوحوش في البراري فسلم ما تلي من عملنا إلى فلان والحق بأهلك ملوما مدحورا.
وقال أيضا (10/ 126):-
كان المنصور في شبيبته يطلب العلم من مظانه والحديث والفقه فنال جانبا جيدا وطرفا صالحا.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (1/ 2460):-
وكان فيه عدلٌ وله حظ من صلاةٍ وتدينٍ وعلم وفقه نفسٍ.
قال ابن خلدون في تاريخه (1/ 17):-
وقد كان أبو جعفر بمكان من العلم والدين قبل الخلافة وبعدها.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 05:51 م]ـ
جزاك الله خيرا و إلى الأمام أكمل وفقك الله.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 06:44 م]ـ
جزاكما الله خيراً على هذا البحث الفريد،
فبعض كتب التاريخ مليئة بالأغاليط وروايات الرافضة والكذبة المشوِّهة لتاريخنا الإسلامي،
وكم نُقِل منها من غير تثبّت قصص وروايات باطلة عن خلفاء وعلماء الأمة الإسلامية،
كمثال سريع؛ ما افتُرِيَ على الإمام العادل هارون الرشيد من قضائه أيامه في مجالس اللهو والغناء،
يسّر الله من يصحِّح الأكاذيب التي نُقِلَت عن الخلفاء الأمويين،
كاتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة وشرب الخمر وقضائه وقته بملاعبة القرود؛ لم يثبت،
وغيرها من الأكاذيب المفترية على خلفاء بني أمية.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:45 م]ـ
جزاكما الله خيرا، وبارك فيكما.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:33 ص]ـ
يسّر الله من يصحِّح الأكاذيب التي نُقِلَت عن الخلفاء الأمويين،
كاتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة وشرب الخمر وقضائه وقته بملاعبة القرود؛ لم يثبت،
وغيرها من الأكاذيب المفترية على خلفاء بني أمية.
ومثال آخر - وعذراً للخروج عن الموضوع -
اتهام الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك (ت 126 هـ) بالكفر والزندقة، واختلاق القصص عليه من استخفافه بدين الله عزّ وجل،
فيقول الحافظ الذهبي في ترجمته في " تاريخ الإسلام ": لم يثبت عن الوليد كفر ولا زندقة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:39 ص]ـ
يا أبا معاوية، أرجو عدم إخراج الموضوع عن مساره.
افتح موضوعا آخرا وانقل مشاركتيك عن يزيد والوليد، وستكون بذلك ساهمت في تصحيح الأكاذيب، وسترانا نشاركك في التصحيح.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:06 م]ـ
دخل السريّ الموصلي مجلسَ رجلٍ جليلٍ من بني العبّاس،
وقد أمر بضرب خادمٍ له،
فأنشده:
إذا عُصِيتَ فلا تعجل بسيّئةٍ ............ فالعفو شأنكم يا آل عبّاس
وكن صفوحاً فإن الصفح منقبةٌ ............ أذكى من الورد عبّ القطر والآس
فإنما الحمد منّا والثواب غداً ............... لكاظم الغيظِ والعافي عن الناسِ
فعفا عنه.
=================
(مجمع الآداب لابن الفوطي - ت 723 هـ -، 4/ 523 / ط. إيران)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:22 ص]ـ
لا بأس عليك أخي الفاضل، لم يحصل شيء ولله الحمد.
أبيات جميلة، وقد ذكرتني بقول الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في المجلد الخامس عشر صفحة 567 من طبعة دار عالم الكتب تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي:
"وقد نسب إلى الرضي قصيدة يترامى فيها على الحاكم العبيدي، ويود أن لو كان ببلده وفي حوزته، ويا ليت أن ذلك كان، حتى يرى كيف تكون منزلته عنده، ولو أن الخليفة العباسي أجاد السياسة، لسيره إليه ليقضي مراده ويعلم الناس كيف حاله، لكن حلم العباسيين غزير".
¥