تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل بايع العباسيون محمد بن عبدالله الحسني؟]

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:30 م]ـ

ذكر بعض المؤرخين أن جدنا أمير المؤمنين الخليفة المنصور قد بايع محمد بن عبدالله المحض في مؤتمر الأبواء، لكن عند التحقيق في المسألة نجد أن هنالك أمورا تنفي ذلك:-

1 - قد أجمع المؤرخون على أن بداية أمر بني العباس كان سنة 100 هـ وكان المقدم فيهم محمد بن علي بن عبدالله بن العباس فلما توفي سنة 118هـ أوصى من بعده لابنه إبراهيم فلقب عند ذلك بالإمام , ولما أمر مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية بالقبض عليه أوصى إبراهيم من بعده لأخيه أبي العباس بالإمامة فلما تم الأمر وتغلبت الجيوش واستولت على الكوفة في شهر ربيع الأول سنة 132 هـ بايعه الناس بالخلافة , واستمر في خلافته أربع سنين وعهد من بعده لأخيه المنصور , فلما مات أبو العباس سنة 136 هـ بويع لأبي جعفر بالخلافة.

فكما تلاحظ أخي الكريم أن الخلافة وصلت إليه بطريقة شرعية وهي العهد من الخليفة الذي قبله كما عهد أبو بكر لعمر من بعده وأجمع أهل السنة والجماعة كما ذكر الإمام أحمد بن حنبل أن من طرق حصول الإمامة هو أن يعهد الإمام لرجل من بعده.

فهذه كيفية وصول الإمامة إلى أبي جعفر من أبيه محمد إلى أخيه إبراهيم إلى أخيه أبي العباس ثم إليه.

فمتى بايع لمحمد بن عبدالله المحض وقد بايع أباه وأخويه من قبل.

ومؤتمر الأبواء حصل سنة 127هـ، أي بعد 27 سنة، من بداية دعوة بني العباس، فكيف يبايع بني العباس رجلا من غيرهم، ودعوتهم قاربت أن تؤتي ثمارها!!

2 - أن المصادر الشيعية والسنية التي ذكرت روايات اجتماع بني هاشم في الأبواء والذي يزعم أن بيعة العباسيين لمحمد حصلت فيه، قد أجمعت كلها على عدم مبايعة جعفر بن محمد الحسيني الملقب بالصادق لابن عمه محمد بن عبد الله الحسني ورفضه لذلك، فكيف لا يبايعه ابن عمه الأقرب إليه من العباسيين، ويبايعه العباسيون.

3 - أنه في الرسائل التي بين المنصور ومحمد بن عبدالله المحض، لم يشر محمد إلى هذه البيعة أبدا عندما كان يذكر أدلة أحقيته بالخلافة على المنصور.

4 - أنه في الخطبة التي خطبها محمد بعد خروجه في أهل المدينة والتي رواها الطبري، لم يذكر أن المنصور بايعه، في سياق ما ذكره من مبررات لخروجه.

5 - أن أهل العلم الذين خرجوا مع محمد وإبراهيم لم يحتجوا بذلك وإنما ذكروا أنهم قد ظنوا أنه المهدي لذلك خرجوا معه فلما رأوه قتيلا علموا أنهم قد أخطئوا، وأيضا ما نقل عن مالك في تبريره لفتواه لو ثبتت عنه وهو قوله إنما بايعتم مكرهين، فلم يذكر هذه البيعة المزعومة.

فالذي يظهر من ذلك كله أن هذه المبايعة لم تحصل , والله أعلم بالصواب.

ولو سلمنا أن البيعة قد حصلت فهي غير شرعية لوجود خليفة وحتى البيعات التي كانت تحصل سرا لبني العباس فهي غير صحيحة لوجود خليفة وقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما) , وأول بيعة شرعية صحيحة لبني العباس هي بيعة الناس لأمير المؤمنين الخليفة أبي العباس بعد سقوط دولة بني أمية.

وأيضا قد ذكر أهل العلم أن البيعات السرية التي تحصل كمبايعة بعض الجماعات الحزبية لأميرهم أو مبايعة الصوفية لمشايخهم أنها محرمة غير شرعية وإن صدرت من رجل فإنها غير ملزمة له.

وزيادة على ما سبق من حجج وبراهين تدل على عدم وقوع البيعة، نقول:

من زعم وقوع البيعة في مؤتمر الأبواء لم يأت ولا برواية واحدة بالإسناد تدل على وقوع البيعة في ذلك المؤتمر والاجتماع.

ومن نعمة الله علينا أن قد وقفنا على أصل قصة الإجتماع المعروف بمؤتمر الأبواء كاملة التي يزعم البعض أن البيعة حصلت في ذلك الإجتماع وهي التي ينقل عنها المؤرخون.

قال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي المتوفى سنة 421هـ في كتابه نثر الدرر (1\ 258):-

روى الصولي (335 هـ) بإسنادٍ له عن عبدالله بن جعفر بن عبد الرحمن بن مسور ابن مخرمة قال: اجتمع رجال من بني هاشم في منزلي منهم: إبراهيم بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس، وعبد الله بن علي وغيرهم من بني العباس. ومن ولد أبي طالب عبد الله والحسن ابنا الحسن، وابنا عبدالله محمد وإبراهيم، وجعفر بن محمد رضي الله عنهم وغيرهم من أهلهم، وكان اجتماعهم للحج، فخفي بذلك إبراهيم،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير