فقيل إن محمدا ذكر أن المنصور لما حج في حياة أخيه السفاح كان ممن بايع له ليلة اشتور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين اضطرب أمر بني أمية.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 10:28 م]ـ
قد استدل بعضهم بما رواه الطبري في قصة قتل عثمان بن خالد الزبيري على وقوع البيعة من أمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور لمحمد بن عبدالله الحسني:
تاريخ الطبري - (ج 4 / ص 453)
قال وحدثني أيوب بن عمر قال حدثني محمد بن خالد قال أخبرني محمد بن عروة بن هشام بن عروة قال إني لعند أبي جعفر إذ أتى فقيل له هذا عثمان بن محمد بن خالد قد دخل به فلما رآه أبو جعفر قال أين المال الذي عندك قال دفعته إلى أمير المؤمنين رحمه الله قال ومن أمير المؤمنين قال محمد بن عبد الله قال أبايعته قال نعم كما بايعته قال يابن اللخناء قال ذاك من قامت عنه الإماء قال اضرب عنقه قال فأخذ فضربت عنقه.
قال وحدثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عثمان بن خالد الزبيري قال لما خرج محمد خرج معه رجل من آل كثير بن الصلت فلما قتل وهزم أصحابه تغيبوا فكان أبي والكثيري فيمن تغيب فلبثوا بذلك .......... ثم أقبل على أبي فقال هيه يا عثمان أنت الخارج على أمير المؤمنين والمعين عليه قال بايعت أنا وأنت رجلا بمكة فوفيت ببيعتي وغدرت ببيعتك قال فأمر به فضربت عنقه.
والجواب على هذا من وجوه:
الأول: ضعف أسانيدها، ففي السند الأول محمد بن عروة بن هشام، قال ابن حجر في التقريب:-
محمد بن عروة بن هشام بن عروة بن الزبير الزبيري. عن جده. وعنه إبراهيم بن علي الرافعي.
قال ابن حبان: منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به.
قلت: وفيه جهالة. انتهى.
وفي السند الثاني سعيد بن عبدالحميد وهو مجهول الحال.
الثاني: أن الذهبي في تاريخ الإسلام عندما ذكر قصة قتل الزبيري ذكر قصة أخرى جازما بها، وعندما ذكر القصتين المستدل بها مرضها ولم يجزم مما يدل على تضعيفه لها، والله أعلم:
قال الذهبي في تاريخ الإسلام - (ج 3 / ص 41)
"وقال محمد بن عثمان الزبيري: لما قتل محمد، مضى أخوه موسى وأبي وأنا ورجل من مزينة، فأتينا مكة، ثم سرنا إلى البصرة، فدخلناها ليلاً، فمسكنا وأرسلنا إلى المنصور، فلما نظر إلى أبي قال: هيه أخرجت مع محمد؟ قال: قد كان ذلك، فأمر به، فضربت عنقه، وهو عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، ثم أمر بموسى فضرب بالسياط، ثم أمر بضرب عنقي، فكلمه في عمه عيسى بن علي وقال: ما أحسبه بلغ، فقلت: يا أمير المؤمنين، كنت غلاماً تبعاً لأبي، فضربت خمسين سوطاً، ثم حبست حتى أخرجني المهدي.
وقيل: بل قتل عثمان لأنه سأله أين المال؟ قال: دفعته إلى أمير المؤمنين محمد رحمه الله، فسبه، فجاوبه عثمان، فضرب عنقه.
وقيل: قال له: أنت الخارج علي؟ قال: بايعت أنا وأنت رجلاً بمكة، فوفيت أنا، وغدرت أنت".اهـ.
الثالث: ومما يدل على عدم صحتها أن أصل قصة الاجتماع التي أتينا بها سابقا لم يذكر فيها وجود الزبيري مع أن جميع الموجودين في الاجتماع قد ذكروا.