[التحقيق في وفاة موسى بن عبدالله بن موسى الحسني العلوي]
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:04 ص]ـ
قال ابن عنبة في العمدة (126): وأما موسى بن عبدالله ويعرف بالثاني , ويكنى أبا عمر ووكان سيداً راوي الحديث , قال أبو نصر البخاري: مات بسويقة , وقال الشريف أبو جعفر محمد بن معية الحسني النسابة: قتل سنة وخمسين ومائتين.
وتبعه الأعرجي في المناهل (238) , ونسبا مقولتهما لابو نصرالبخاري.
قلت: لم يقل أبو نصر بموت موسى بن عبدالله الشيخ الصالح بسويقة , وإنما كان كلام البخاري في السر (10) عن موت موسى الأول بن عبدالله المحض ,فقال: مات موسى بن عبدالله بسويقة المدينة , فاختلط عليهما , والله العاصم.
قلت: وأما الصحيح في وفاة موسى الثاني بن عبدالله الشيخ الصالح ما ذكره المؤرخ المسعودي المعتزلي في المروج (3/ 336) , والأصفهاني في المقاتل (ص 530) ,وسنورد ماذكره الأصفهاني في مقاتله , قال: موسى بن عبدالله بن موسى بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب , وكان رجلاً صالحاً , رواياً للحديث , قد روى عنه عمر بن شبة , ومحمد بن الحسن بن مسعود الزرقي , يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي وغيرهم.
وقال أيضاً: كان سعيد الحاجب حمله وحمل ابنه إدريس , وابن أخيه محمد بن يحيى بن عبدالله بن موسى , وأبا الطاهر أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ,إلى العراق , فعارضته بنو فزارة (بالحاجر) فأخذوهم من يده فمضوا بهم , وأبي موسى أن يقبل ذلك منهم , ورجع مع سعيد الحاجب , فلما كان بزبالة دس إليه السم فقتله , وأخذ رأسه وحمله إلى المهتدي في المحرم سنة ست وخمسين ومائتين.
قلت: في المطبوع حاجز , وأثبتناه من البكري والحموي.
وقال أبو إسماعيل ابن طباطبا في المنتقلة (ص170): ورد زبالة موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله بن الحسن ومات بها.
وقال أيضاً: كان محبوساً عند الحارث بن راشد بالمدينة ثم حمله (سعيد) بن صالح الحاجب سنة خمس وخمسين ومائتين فمات بزبالة.
قلت: مابين القوسين من تصرفي فقد ورد في المطبوع سعد بن صالح الحاجب, والصحيح ماأثبتناه من المسعودي والأصفهاني.
قلت: ذكر المسعودي أن مقتله كان بزبالة من جادة العراق ضمن أخبار المعتز , ولم يذكر تاريخ وفاته , إلى أن الأصفهاني ذكر تاريخ وفاته ,وذكر مقتله أيام خلافة المهتدي المتولي في رجب سنة 255 هـ.
وقال العمري في المجدي (ص53): قال ابن معية النسابة الحسني: قتل سنة خمس وستين , وأقره ابن عنبة في العمدة , وقال: وهو الصحيح.
وقال ابن طباطبا:سنة خمس وخمسين ومائتين.
قلت: قال البكري (2/ 280): زبالة: بضم أوله , بلد مذكور في رسم الثعلبية.
وقال أيضاً: قال محمد بن سهل: زبالة من أعمال المدينة , سميت بضبطتها الماء.
قال ياقوت في المعجم (4/ 467): زبالة: بضم أوله: منزل معروف بطريق الحاج من الكوفة , وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية , وقال أبو عبيدة السكوني: زبالة بعد القاع من الكوفة وقبل الشقوق.
قلت: قال البكري (2/ 55): الحاجر: بالراء المهملة على بناء فاعل , قال أبو عبيدة: هو موضع في ديار بني تميم.
وقال أيضاً: وبالحاجر قتل حصن بن حذيفة بن بدر , وذلك أنه خرج في غزي بني فزارة.
وقال ياقوت في المعجم (3/ 107): وهو في لغة العرب ما يمسك الماء.
وقال أيضاً: وهو موضع قبل معدن النقرة.
قال السيوطي في التهذيب (2/ 176): بفتح الفاء والزاي وسكون الألف بعدها راء _ هذه النسبة إلى فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث بن غطفان , وهي قبيلة كبيرة من قيس عيلان , ينسب إليها خلق كثير , منهم: عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري له صحبة , وأبو عبدالله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن الفزاري الكوفي.
وقال كحالة في معجم القبائل (5/ 356): فزارة بن ذبيان: كانت منازلهم بنجد ووادي القرى , ولم يبق منهم أحد بنجد في عصر ابن خلدون المتوفي 808هـ.
قلت: بعد ما ذكرناه من أقوال المتقدمين في أمر مقتل موسى الثاني بن عبدالله , وأختلافهم في تاريخ وموضع مقتله , فالراجح عندنا أن موته كان في زبالة العراق , وذلك في خلافة المهتدي سنة 256هـ , لا في سويقة المدينة , والله العالم.
قلت: هذا ما قلنا في أمر وفاة موسى بن عبدالله الشيخ الصالح بن موسى الجون العلوي الحسني , فان كان صواباً فمن الله وان يكن خطأ فمني ومن الشيطان , والله ورسوله بريئان منه.
قاله: باسم بن الشريف يعقوب بن محمد إبراهيم الكتبي الحسني الطالبي
المدينة المنورة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:51 م]ـ
حياك الله يا باسم الكتبي
وجميلة جدا هذه الدراسات التاريخية عن أعلام آل البيت الأشراف الحسنيين رضي الله عنهم جميعا.
ومن أحفاد هذا الإمام الشاعر الينبعي محمد بن صالح الحسني نزيل سويقة الذي يقول:
إذا ما اشْتَملْتُ السَّيف واللّيل لَمْ ..... أُهَلْ بِشْيءٍ ولم تُفْزع فؤادي القَوارِعُ
وسويقة كما يقال سويقتين: سويقة ينبع النخل؛ وسويقة المدينة أسفل جبال جهينة ولعلها ما يسمى اليوم بفرع الردادي؛ وبخاصة أن الطالبيين كانوا في ثوراتهم يتحصنون في هذه الجبال ويشنون غاراتهم انطلاقاً منها.
وزبالة المذكورة لعلها المقبرة المعروفة اليوم بهذا الاسم بينبع البحر؛ وفيها قبر قاضي ينبع في القرن السابع ابن زبالة؛ والحاجر موضع في ديار جهينة لا يحضرني ذكره الآن والله اعلم.
¥