تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حسب القوافي وحسبي حين ألقيها]

ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله عظيم المنة وناصر الدين باهل السنة والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطافات من حياة الفاروق عمر ..... نرويها

لادري ماذا يسطر قلمي .. إن الفكر يطوف بالرأس فلا يستقر على قرار ولا يثبت عند كلمات معينة ... والقلب على اتساعهوعظم مافيه من أحاسيس ليحار ... لا عجب في هذا ...

فالانسان الذي هو محور الحديث .. ليس كغيرة من البشر العاديين .. إنه نسيج مستقل ...

عقلية جبارة جمعت لصاحبها كل أركان القوة سواء ...

لحاكم يسوس أمة

أو قائد يقود جيشا نحو النصر

أو لرجل اقتصادي يرفع غوائل الفقر عن رعيته

أو قاضٍ يتحرى العدل في كل ما ينطق من أحكام

وغيرها وغيرها وغيرها

حسبت القوافي وحسبي حين أُلقيها ...... أني إلى ساحةِ الفاروقِ أُهْديها

لاهُم هب لي بيانا أستعين به ..... على قضاءِ حقوق نام قاضيها

قد نازَعَتْنيَ نفسي أنْ أُوفَّيها ...... وليس َ في طَوْقِ مثلي أن يوفَّيها

فمُرْ سَريّ المعاني أن يُواتِيَني ...... فيها فإنّي ضَعيفُ الحالِ وَهيها

لقد جمع الفاروق عمر رضي الله عنه كل الخصال الحميده ... حتى جعل الله الحق على لسانه وقلبه ..

ففي مرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو على مسامع عمر فرآنا نزل لتوه من الوحي، وفيه يصف مراحل خلق الانسان وإبداع البارئُ جل شأنه في صنعته، فإذا بأحاسيس عمر تتعلق كلها بهذا التنزيل وإذا به يقول من فوره (فتبارك الله أحسن الخالقين) فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (هكذا أُنزلت يا عمر) وأكمل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الآية كما قال عمر رضي الله عنه حرفا بحرف. وقد أورد هذا الأمر ابن كثير في تفسير سورة (المؤمنون).

وهاهو حكم المولى عز وجل ينزل موافقا لرأي (عمر رضي الله عنه) ..

وقد حدث بعد غزوة بدر أن اخذ المسلمون أسرى من قريش، وهذه أول غزوة لهم ولم ينزل بشأنها حكم من السماء ...... وان (الرسول صلى الله عليه وسلم) قد استشار (علياً رضي الله عنه) و (أبا بكر رضي الله عنه)

فقال أبا بكر: يارسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والاخوان، وإني أرى أن نأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى ان يهديهم الله فيكونوا لنا عذدا.

فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم) ما ترى (يا ابن الخطاب؟).

قال: قلت والله ما أرى ما رأى (ابو بكر)، ولكن أرى أن تمكنني من فلان ــ قريب عمر ــ فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان ــ أخيه ــ فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين.

وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فأخذ (رسول الله صلى الله عليه وسلم) رأي (أبو بكر رضي الله عنه) وأخذ منهم الفداء.

فلما كان الغد قال (عمر رضي الله عنه) فغدوت إلى (النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه) وهما يبكيان فقلت يارسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما.

فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم) للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء قد عُرض علي عذابكم أدني من هذه الشجرة.

(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

رأيتَ في الدين آراءً موفقةً ...... فأنزلَ الله قرآناً يُزكَّيها

وكنت أول من قرَّتْ بصُحْبَتِهِ ...... عينُ الحنيفةِ واجتازتْ أمانيها

قد كنتَ أعدى أعاديها فصرتَ لها ...... بنعمةِ الله حصناً من أعاديها

هكذا كان موفق فسبحان من ارشده ................

أما اسلامه في السنة السادسة من النبوة بعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاث أيام في ذي الحجة، وقد ذكر هذا أبن الجوزي رحمه الله تعالى.

وقد أعز الله الاسلام بعمر ورفع من شأن المسلمين وأذهب به خوفهم من صدورهم فباتوا سعداء بأسلامه.

كيف لا يسعدون والطمأنينة قد أضلتهم بعد خوف لاحقتهم سنين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير