تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توجهت القطعان الغاضبة الثائرة نحو بيوت علماء أهل السنة وذلك للفتك بهم، وعلى رأس هؤلاء كان بيت الإمام الشوكاني وهو في نفس الوقت قاضي القضاة، وكان وقتها في مجلس علم يشرح فيه نيل الأوطار ومع جماعة من العلماء وطلبة العلم، وحاولوا اقتحام الدار وقتل من فيها، وكذلك فعلوا مع سائر بيوت العلماء ومدارسهم، لولا فضل الله عز وجل وحده، ثم التدخل السريع لإمام اليمن وقتها لهلك الشوكاني ومعه أعيان علماء اليمن في تلك المحنة والفتنة.

وعلى الرغم من المحن المتتالية على الإمام الشوكاني بسبب تصديه للبدع والضلالات التي روجها الرافضة في بلاد اليمن، إلا أن الشوكاني لم يكف يومًا عن الجهر بالحق والاجتهاد في الدين ونشر العلم ومحاربة التقليد وتأليف الكتب النافعة التي ما زال الناس يتدارسونها فيما بينهم، وقد أزكته المحنة وسبكته الفتن المتتالية حتى صار عود ذهب خالصًا في خدمة الدين وتجديد معالمه.

http://www.islammemo.cc/2008/11/23/72847.html

بارك الله فيك

قرأت الكلام الذي ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله عن هذه الفتنة في البدر الطالع فلم أجده ذكر محاولة هدم منزله أو قتله، فلا أدري ما مصدر الكاتب في كلامه هذا؟

وقد درس الشوكاني على هذا الحوثي بعض العلوم التي يجيدها، ثم بعد الفتنة رجع هذا الحوثي للطلب عند الشوكاني والتكسب من تحرير أوراق الشوكاني.

وهذا النقل الكامل لترجمة الحوثي وقصة هذ الفتنة وكيف تم القضاء عليها، ونهاية حال الحوثي حينما رجع لخدمة الشوكاني

السيد يحيى بن محمد الحوثى ثم الصنعانى

• ولد تقريبا سنة 1160 ستين ومائة وألف أو قبلها بيسير أو بعدها بيسير ونشأ بصنعاء فاشتغل بعلم الفرائض والحساب والضرب والمساحة ففاق في ذلك أهل عصره وتفرد به ولم يشاركه فيه أحد وصار الناس عيالا عليه في ذلك ولم يكن له بغير هذا العلم المام، مع أنه قد توجه إلى الطلب، ولكن كان كل حظه في هذا العلم، وهو رجل خاشع متواضع، كثير الأذكار، سليم الصدر إلى غاية، يعتريه في بعض الأحوال حدة مفرطة، وكان قد حصل معه جنون في أيام شبابه، ثم عافاه الله من ذلك، وما زال مواظبا على الخير، لكنه قليل ذات اليد بما يضيق صدره لذلك مع كثرة عائلته، ويسر الهب له ما يقوم به بعد مزيد امتحان، وهو شيخى في علم أخذت عنه علم الفرائض والوصايا والضرب والمساحة.

• وفي ليلة رابع عشر شهر رمضان سنة 1216 ثارت بسببه فتنة عظيمة بصنعاء وذلك أن بعض أهل الدولة ممن يتظهر بالتشيع مع الجهل المفرط والرفض باطنا، أقعد صاحب الترجمة على الكرسي الذي يقعد عليه أكابر العلماء المتصدرون للوعظ، وأمره أن يملى على العامة كتاب تفريج الكروب للسيد إسحاق بن يوسف المتوكل المتقدم ذكره، وهو في مناقب على كرم الله وجهه، ولكن لم يتوقف صاحب الترجمة على ما فيه، بل جاوز ذلك إلى سب بعض السلف، مطابقة لغرض من حمله على ذلك، لقصد الإغاظة لبعض أهل الدولة المنتسبين إلى بنى أمية، كل ذلك لما بين الرجلين من المنافسة على الدنيا، والمهافتة على القرب من الدولة، وعلى جمع الحطام فكان صاحب الترجمة يصرخ باللعن على الكرسي، فيصرخ معه من يحضر لديه من العامة؛ وهم جمع جم، وسبب حضورهم هو النظر إلى ما كان يسرج من الشمع وإلى الكرسي لبعد عهدهم به، وليسوا ممن يرغب في العلم، فكان يرتج الجامع، ويكثر الرهج، ويرتفع الصراخ.

• ومع هذا فصاحب الترجمة لا يفهم ما في الكتاب لفظا ولا معنى، بل يصحف تصحيفا كثيرا، ويلحن لحنا فاحشا، ويعبر بالعبارات التي يعتادها العامة ويتحاورون بها في الأسواق، وقد كان في سائر الأيام يجتمع معهم، ويملى عليهم على الصفة التي قدمنا ذكرها في مسجد الإمام صلاح الدين، فأراد أن يكون ذلك في جامع صنعاء، الذي هو مجمع الناس ومحل العلماء والتعليم، لقصد نشر اللعن والثلب، والتظاهر به، فلما بلغ ذلك مولانا خليفة العصر حفظه الله جعل إشارة منه إلى عامل الأوقاف السيد إسماعيل بن الحسن الشامى أنه يأمر صاحب الترجمة أن يرجع إلى مسجد صلاح الدين، فأمر السيد المذكور الفقيه أحمد بن محسن حاتم رئيس المأذنة أن يبلغ ذلك إلى صاحب الترجمة، فأبلغه فحضر العامة تلك الليلة على العادة، ومعهم جماعة من الفقهاء الذين وقع الظلم بهذا الاسم بإطلاقه عليهم، فإنه أجهل من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير