[النفس الزكية محمد بن عبدالله الحسني الطالبي]
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:18 م]ـ
محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الطالبي الأمير ,ولد بالمدينة سنة 100 هـ،يكنى أبا عبدالله وقيل: أبا القاسم ,أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصي.
حليته وثورته
كان جم الفضائل كثير المناقب،ذا همة سامية،وسطوة عالية، وشجاعة باهرة, وكان كثير الصوم والصلاة،شديد القوة،كان رجلاً شديد السمرةفي وجهه الجدري ضخماً, في لسانه تمتمة, بين كتفيه خال أسود كالبيضة, كان أفضل أهل بيته ويسمونه المهدي،وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية،وكان يرى رأي الاعتزال, كان نهاية في العلم والزهد وقوة البدن , كان هو وأخوه إبراهيم يلزمان البادية ويحبان الخلوة , ولايأتيان الخلفاء ولاالولاة.
قال ابن حجر في التهذيب: روى عن أبيه , وأبي الزناد , ونافع مولى ابن عمر وزاد ابن كثير في البداية: عن الأعرج , وعن أبي هريرة , في كيفية الهوي إلى السجود , وقال وحدث عنه جماعة.
وقال البخاري في الكبير: لايتابع عليه , ولاأدري سمع من ابي الزناد أم لا!
قلت: محمد بن عبدالله بن الحسن: تابعي جليل , ثقة قليل الحديث عده ابن سعد في الخامسة , وابن حجر في السابعة , ووثقه النسائي وابن حبان وابن حجر , وأحمد شاكر , وأخرج حديثة أحمد (8955) , والدارمي (1360) ,والدارقطني (1304 , 1305) , والطحاوي (182) , وأبي داود (840 , 841) , والترمذي (268) , والنسائي في الكبرى (682) , والبغوي (644) والبيهقي في الكبرى (2465 , 2466)؛ وأما قول البخاري لايتابع عليه ولاأدري سمع من ابي الزناد أم لا , فتعقبه شاكر في المحلى بقوله: هذا إسناد صحيح , محمد بن عبدالله بن الحسن هو النفس الزكية وهو ثقه , وقد أعل البخاري الحديث بأنه لايدري هل سمع محمد من أبي الزناد أو لا , وهذه ليست علة , وشرط البخاري معروف لم يتابعه عليه أحد , وأبو الزناد مات سنة 130بالمدينة , ومحمد مدني أيضاً غلب على المدينة ثم قتل في سنة 145هـ , وعمره 53سنة , فقد ادرك أبا الزناد طويلاً , وأيد شعيب شاكر تعقبه بقوله: كذا قال مع أن سماعه منه محتمل جداً فهو مدني وأبو الزناد مدني وقد تعاصرا ما يزيد على أربعين عاماً؛ وزاد حسين أسد في حاشية مسند أبي يعلى: وأما قول البخاري: ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا؟ فهي غير مفيدة للجرح أيضاً فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: حدث عن نافع , وأبي الزناد , والذهبي من الرجال المعروفين بالتقصي , وقول البخاري شك لايذهب به يقين.
ولما بويع لبني العباس،إختفى محمد وأخيه إبراهيم مدة خلافة السفاح، فلما صارت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور خاف محمد بن عبد الله بن الحسن وأخوه إبراهيم منه خوفا شديدا; وذلك لأنه توهم منهما أن يخرجا عليه، والذي خاف منه وقع فيه، ولما خافاه ذهبا منه هربا في البلاد الشاسعة، فصارا إلى اليمن، ثم سارا إلى الهند، ثم تحولا إلى المدينة فاختفيا بها ,ثم خرجا عليه من سويقة المدينة (سويقة الثائرة)،وجد المنصور في طلبهما، فخرج أخوه إبراهيم إلى البصرة،وقتل بباخمرا قر ية الكوفة, اما محمد النفس الزكية،خرج بالمدينة فندب لحربه المنصور ابن عمه عيسى بن موسى بن محمد العباسي،قأفبل عيسى حتى أناخ على المدينة، وكتب إلى كبراء اهلها يستميلهم ويمنيهم، فتفرق عن النفس الزكيه الكثير وبقى معه القليل،وكان الإمامان أبوحنيفة ومالك من انصار ه.
مقتله
خرج محمد النفس الزكية ومن معة فقاتلوا قتالاً شديداً، حتى قتل عند أحجار الزيت موضع قرب المدينة، واحتزوا رأسه،وكان مقتله يوم الأثنين بعد العصر،لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145 هـ،وقبر بالبقيع،
قلت:وأختلف في عمره عند مقتله فقال جماعة ثلاث وخمسين، وقال اخرون خمس واربعين، والصحيح أنه قتل وعمره خمس وأربعين سنة.
اعقابه
وأعقب محمد النفس الزكية ثمانية رجال, وخمس بنات، أما الرجال فهم:
¥