تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقلت: ها أنا أبو قدامة، قال: يا عم أنا ابن صاحبة الشكال، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه، ومسحت التراب والدم عن محاسنه، وقلت: يا حبيبي لا تنس عمك أبا قدامة اجعله في شفاعتك يوم القيامة، فقال: مثلك لا ينسى، تمسح وجهي بثوبك؟ ثوبي أحق به من ثوبك، دعه يا عم حتى ألقى الله تعالى به، يا عم هذه الحور التي وصفتها لك قائمة على رأسي، تنتظر خروج روحي، وتقول لي: عجل فأنا مشتاقة إليك.

باللّه يا عم إن ردك اللّه سالما، فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلى الحزينة، وتسلمها إليها، لتعلم أني لم أضيع وصيتها، ولم أجبن عند لقاء المشركين، واقرأ مني السلام عليها، وقل لها: إن اللّه قد قبل الهدية التي أهديتها، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين، ما دخلت المنزل إلا إستبشرت وفرحت ولا خرجت من المنزل إلا بكت وحزنت وقد فجعت بمقتل أبى العام الاول وكنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي، وإذا خرجت تكون آخر من يودعني، وإنها ودعتني عند مخرجي هذا وقالت لي: باللّه يا أخي لا تبطىء عنا، فإذا لقيتها فاقرأ عليها مني السلام، وقل لها: يقول لك أخوك: اللّه خليفتي عليك إلى يوم القيامة، ثم تبسم وقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، صدق وعده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هذا ما وعدنا اللّه ورسوله، وصدق اللّه ورسوله، وقال يا عم صدقت الرؤيا والله إنى لأرى المرضية الآن عند رأسى وأشم ريحها قال ثم إنخفض صدره وتصبب العرق من جبينه ثم شهق شهقات حتى إشتد عليه الشهقات ثم مات الغلام بين يدي، فأخذت بعض ثيابه التى على أثر الدم وجعلتها فى كيس، وكفناه في ثيابه، وواريناه رضي اللّه عنه وعنا به.

قال أبو قدامة: فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة، لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله، وهي قائمة بالباب، ما يمر بها أحد حتى عليه أثر السفر إلا سألته وقالت يا عم من أين أقبلت؟. فيقول لها أقبلت من الجهاد فتقول له أخى معكم؟ فيقول لاأدرى من أخوك ثم يمض عنها قال فمر بها آخر فقالت له من أين أقبلت؟ فقال أقبلت من الجهاد قالت معكم أخى قال لا أدرى من أخوك ثم مضى فمر الثالث فنظرت إليه فإذا عليه أثر السفر فقالت يا عم من أين أقبلت؟ قال لها من القتال قالت معكم أخى قال ما أدرى والله من أخوك ثم مضى قال فما زالت تسأل الرابعه والخامسه والسادسه ثم لما لم تسمع منهم جوابا بكت وخفضت رأسها وقالت مالى أرى الناس يرجعون وأخى لايرجع فلما رأيت حالها كذلك أقبلت إليهافغلبتني العبرة، ثم تجلدت خشية على الجارية.

ثم قلت لها: يا جارية قولي لصاحبة المنزل: كلمي أبا قدامة فإنه على الباب، فسمعت المرأة كلامي، فخرجت إلي وقد تغير لونها، فسلمت عليها، فردت السلام وقالت: أمبشرا أنت يا أبا قدامة أم معزيا؟، قلت: بيني لي البشارة من التعزية رحمك اللّه، قالت: إن كان ولدي رجع سالما فأنت معز، وإن كان قتل في سبيل اللّه فأنت مبشر، فقلت: أبشري فقد قبل الله هديتك، فبكت وقالت: قبلها؟ قلت: نعم، وأني والله مبشرك أن ولدك قد قتل فى سبيل الله مقبل غير مدبر وقد وطأت عليه الخيل وقد أخذ الله تعالى من دمه، فقالت ما أظنك صادقا وهى تنظر إلى الكيسوالطفلة تنظر إليناقال: ففتحت الكيس ثم أخرجت ثياب الغلام وعليها أثر الدم فقالت: الحمد لله الذي جعله ذخيرة لي يوم القيامة.

قلت: فما فعلت الجارية أخت الغلام؟ قالت هي التي كانت تكلمك الساعة، فتقدمت إلي، فقلت لها: إن أخاك يسلم عليك ويقول لك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة، فصرخت وخرت على وجهها مغشيا عليها قال فلما وقعت على الأرض مازالت والله تشهق ففزعت أمها ثم دخلت إلى البيت وأحضرت ماء ترش به عليها أما أنا فجلست عند رأسها أسكب عليها الماء وأقرأ عندها القرآن فوالله ما زالت تشهق وتنادى بسم أخيها وأبيها، وأمها عند رأسها تبكى، فما زالت والله تشهق وما غادرتها إلا والله ميتة، قال: فلما ماتت أمسكت أمها بيدها ثم جرتها إلى داخل البيت ثم أغلقت الباب فى وجهى ثم سمعتها تقول الله إنى قد قدمت زوجى وإخوانى وولدى فى سبيلك الله فلعلك أن ترضى عنى وأن تجمعنى بهم بجنتك، قال أبو قدامة فإخذت أطرق الباب لعلها أن تفتح الباب أعطيها شيء من المال او أحدث الناس بخبرها حتى يرتفع شأنها بينهم فوالله مافتحت ولا ردت إلى جوابا قال والله مارأيت أعجب منها، وانصرفت حزينا على الغلام والجارية، ومتعجبا من صبر أمهما.

حكاية أبي قدامة مع المرأة التي ظفرت شعرها قيدا للفَرس في سبيل الله حكاية مشهورة ذكرت قي كتاب سوق العروس وأنس النفوس وكتاب صفة الصفوه و كتاب مشارع الأشواق لإبن النحاس.

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 07:49 ص]ـ

أخي همام النجدي ـ حفظه الله ـ هذه القصة في صحتها نطر. وشهرة الشيء لا تعني صحته والتسليم به، بل لابد من الرجوع إلى الطرق الصحيحة في التثبت من روايات النقل.

لأخينا الفاضل الشيخ إحسان بن محمد العتيبي نقد جميل لهذه القصة وعدم صحتهتا بعنوان: قصة أبي قدامة الشامي والغلام / عرض ونقد

انظر هذا الرابط

http://www.saaid.net/Doat/ehsan/37.htm

إضافة على ما ذكره الشيخ:

أسلوب المخاطبة مع الغلام بلفظ: حبيبي، يا حبيبي!! ليس باسلوب أهل الإسلام وأهل الجهاد والأتقياء والصالحين ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير