تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كشف مخطَّط الأطماع "الفارسية= الزيدية" في شبه الجزيرة العربية ..

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.

و بعدُ، فمن غير المنطقي أن نتعامل ـ فكريا ـ مع المسألة الحوثية كحدَثٍ طارئ، سُرعان ما تزول أسبابه و تندثر نتائجه، بغضِّ النظر عن الأوضاع الاقليمية و الدوافع التعبوية، و النوازع المذهبية المختلفة، بينما الأمر عكس ذلك تماما.

فالمسألة لم تكُنْ وليدة سنواتٍ قليلة، بل عقودٍ من التخطيط الشيعي المدروس، و السعي الرافضي المحسوس.

بداية توغُّل الرفض

في المذهب الزيدي باليمن

بعد 250 عاما على تأسيس الدولةالصفويّة و في عام 1747 م ـ أي في عهد الإمام المنصور بالله الزيدي ـ قدم الملاَّ يوسف العجمي الإمامي و الذي جاء خصيصاً من بلاد فارس لنشر مذهب الروافض في اليمن،

، ولما انكشف أمره و تأثيره في عوام الزيدية ما كان من الإمام عهد الإمام المهدي عباس، إلا أن أمر بطرده من البلاد، كما أمر باعتقال ابن الأمير لتهدئة الفتنة، وكتب الله له السلامة مما أراده الأشرار.

بداية الحوثيين:

وكان ممن اتبعه قبيلة الحوث الهمدانية المعورفون بالحوثيين، وهم من همدان من بني كثير، من نسل الحوث بن صعب بن معاوية بن بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن همدان بن زيد،

(و الحوثيون الآن يدَّعون النسب العلوي لأسباب سياسية لا تخفى).

و نتيجةً لذلك كثر سب الصحابة في الزيديين الذين تأثروا بدعوة يوسف الرافضي، ممَّا حدا بالعلامة الشوكاني أن يؤلِّف رسالته الشهيرة (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي) و ذلك في عام 1208هـ وذكر فيها أقوال أعيان وعلماء أهل البيت وحدهم في الصحابة وعقيدتهم في الترضي عليهم جميعًا.

ردَّة فعل الحوثيين تجاه جهود الإمام الشوكاني

في محاربة الرفض.

كان في صنعاء أحد الحوثيين المنتسبين لعلوم المساحة والحساب، لا يعرف غيرها، و الذي تسبب في فتنة عظيمة بصنعاء في شهر رمضان سنة 1216هـ، ومحنة هائلة كاد أن يهلك فيها الإمام الشوكاني وغيره من أهل العلم العاملين.

وكانت بداية المحنة عندما قام بعض أهل الدولة ممن يعتنق الرفض ويتظاهر بذلك مع الجهل المفرط، قام ذلك الخبيث بإقناع «الحوثي» بإلقاء بعض الدروس في مسجد صلاح الدين، فجلس الحوثي وشرع في إملاء كتاب «تفريج الكروب» وهو في مناقب عليّ رضي الله عنه، ولم يتوقف الحوثي عند شرح الكتاب، بل جاوز ذلك لسب السلف وشتم الصحابة، ووجد ذلك الأمر صدى عند روافض اليمن، فاجتمعوا بالآلاف في المسجد حتى ضاق بهم المسجد، وهم يتجاوبون مع الحوثي في السب والشتم.

أراد الحوثي أن ينتقل بدرسه من مسجد صلاح الدين إلى جامع صنعاء الذي هو مجمع الناس ومحل التعليم والعلماء، وذلك من أجل نشر اللعن والشتم من الفكر الرافضي، فلما بلغ ذلك الأمر إمام اليمن وقتها أصدر أوامره بمنع الحوثي من الجلوس في جامع صنعاء، فلما علمت العوام ثارت غضبتهم ونفخ في نارها شياطين الإمامية وجهلة المتفقهة ومنعوا الناس من صلاة الجماعة، وخرجوا للشوارع وهم ألوف يصرخون باللعن والسب والشتم للصحابة والتابعين وخير القرون.

توجهت قطعان الروافض الغاضبة الثائرة نحو بيوت علماء أهل السنة وذلك للفتك بهم، وعلى رأس هؤلاء كان بيت الإمام الشوكاني وهو في نفس الوقت قاضي القضاة، وكان وقتها في مجلس علم يشرح فيه نيل الأوطار ومع جماعة من العلماء وطلبة العلم، وحاولوا اقتحام الدار وقتل من فيها، وكذلك فعلوا مع سائر بيوت العلماء ومدارسهم، لولا فضل الله عز وجل وحده، ثم التدخل السريع لإمام اليمن وقتها لهلك الشوكاني ومعه أعيان علماء اليمن في تلك المحنة والفتنة.

وعلى الرغم من المحن المتتالية على الإمام الشوكاني بسبب تصديه للبدع والضلالات التي روجها الرافضة في بلاد اليمن، إلا أن الشوكاني لم يكف يومًا عن الجهر بالحق والاجتهاد في الدين ونشر العلم ومحاربة التقليد وتأليف الكتب النافعة التي ما زال الناس يتدارسونها فيما بينهم، وقد أزكته المحنة وسبكته الفتن المتتالية حتى عادَ ذهباً خالصًا في خدمة الدين وتجديد معالمه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير