ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:36 م]ـ
الحركة الحوثية الحديثة:
لا ننسى ان المذهب الزيدي مذهب الغالبية في شمال اليمن واليه ينتمي الرئيس علي عبد الله صالح نفسه
و قد.بدأت حركة الحوثيين على يد الشيخ الزيدي المترفِّض صلاح محمد فليتة في صعدة عام 1982 م تفاعلا مع قيام دولة الثورة الاسلامية في ايران عام 1978 م.
و انضم الى فليتة من يسمَّى بالشيخ بدر الدين الحوثي عام 1988 م، و كذلك الشيخ مجد الدين المؤيَّدي.
الاَّ أن هذا النشاط الزيدي تحوَّل الى مشروع سياسي منذ عام 1990 م.
مع إقرار مبدأ التعددية الذي أعلنته الحكومة اليمنية آنذاك ليظهر على السطح حزبان شيعيان جديدان هما حزب الحق و اتحاد القوى الشعبية.
واختير حسين ابن الشيخ بدر الدين الحوثي نائبا في مجلس الشعب، ليتنازل بعد ذلك عن هذا المنصب لأخيه يحيى بدر الدين، و يتفرغ لتأسيس تنظيم الشباب المؤمن عام 1997 م.
ومنذ ذلك الوقت تم اقصاء المؤيدي و فليتة لسببين مهمَّين:
ـ أنَّ المؤيدي له ميلٌ الى النظام الإمامي الزيدي الذي كان يحكم اليمن.
ـ استغلال التجمع الحوثي القبلي الذي يقوده بدر الدين الحوثي لتفعيل المخططات الايرانية التوسُّعية.
و استأثر بدر الدين بالنادي الزيدي الجديد، تحت مرأى و مسمع الدولة اليمنية،و التي لم تمانع بتاتا من قيام هذا المشروع الحاكمي الجديد .. ، على غير المعهود سياسياً.
و يعتبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الزيدي مسئولا مسؤولية مباشرة عن انتشار المدِّ الحوثي الخطير في شمال الشمال من البلاد وفي بعض مساجد العاصمة صنعاء.
فهو الذي أعطى الحوثيين ومن على شاكلتهم التوجيهات بالعمل بصورة رسمية، و ذلك لمقاومة التغلغل الوهابي "السنِّي" في المجتمع -الذي اكتسح تلقائيا كل المدن اليمنية بما في ذلك صعدة معقل المذهب الزيدي لاسيما بعد الوحدة اليمنية سنة 1990 ثم نتيجة لعودة المغتربين اليمنيين من الخارج بعد حرب الخليج الثانية في عام 1991.
وكذلك لمخططات توسُّعية كان الرئيس يمهِّد لها كمرحلة قادمة.
كما أنَّ الرئيس اليمني أراد بذلك أن يعمل توازناً سياسياً خاصاًّ، ليمسك خيوط اللعبة بيده , فإذا تحرك الجنوب هددهم بالحوثي , وإذا تحرك الحوثي هدده بالجنوب وبالسنة من اهل الشمال.
و قد ذكر بعض المتنفِّذين اليمنيين من اهل السنة لأحد اخواننا من الدعاة الثقات أن المترفِّضين في اليمن ـ الآن ـ هم الذين يملكون زمام الأمور هنالك، و هم من يُشرف على المراكز الحساسة في الدولة كالاستخبارات و غيرها.
غض طرف الحكومة اليمنية عن المشروع الحوثي الإيراني:
إن الاستدلال على غض الطرف من قبل الحكومة اليمنية الزيدية عن التقارب الحوثي الإيراني وشحنات الأسلحة الأيرانية و كوادرالتدريب الإيرانية و اللبنانية لمقاتلي الحوثيين لا يحتاج الى كبير عناء.
فمن المعلوم أن المنطقة التي يوجد بها الحوثيون و هي شمال الشمال من اليمن معزولة عن أيِّ تغذية خارجية بسب وعورتها من ناحية، وبسبب عزلتها الجغرافية فإن القادم اليها من البحر لابد أن يمر بمضيق باب الندب المراقب دوليا و يمنيا.
أمَّا من ناحية البر فلا بد أن يمر عبر محافظات اليمن الشمالية والجنوبية المختلفة.
ولا أدري أين كان دور الإستخبارات اليمنية من كل تلك الأسلحة والعتاد مع وجود كل هؤلاء المدربين الأيرانيين في اليمن، و مع تدفق الأموال من أيران وليبيا كما صرحت بذلك مصادر يمنيه حكومية.
التنسيق الحوثي مع شيعة الخليج
الشيخ بدر الدين الحوثي قائد الانفصاليين الشيعة الإمامية في مدينة صعدة اليمنية. كان قد درس في الحوزة العلمية في قم ثم في النجف الأشرف وتربطة رابطة صداقةٌ حميمةٌ ومعرفةٌ قديمة بآية الله العظمى علي السيستاني.
لكن قد يستغرب البعض إذا علم أن الشيخ حسن الصفار الانفصالي هو أحد تلامذة بدر الدين الحوثي الانفصالي اليمني، و الموقع الخاص لحسن الصفار يعترف بحصوله على إجازةٍ وشهادةٍ علمية من الشيخ بدر الدين الحوثي ويضعها في المرتبة التاسعة من ضمن أكبر عشر إجازاتٍ علمية حصل عليها.
و لكن لماذا يهاجر الصفار الى صعدة اليمن للتتلمذ على الحوثي، وما الذي ينفرد به الحوثي عن علماء الحوزة في قم و النجف، عدا المخطط الموحَّد الذي قام بدراسته هو و ابنه حسين على يد آيات قم،
مع العلم أنَّ الشيخ بدر الدين الحوثي اليمني قد درَّس العديد من مشايخ رافضة القطيف والأحساء.
و لماذا تزامنت الحركة الحوثية مع اعلان بعض شيعة القطيف و الاحساء احلامهم في قيام جمهورية الشرق العربية – كما نشرت ذلك بعض مواقع الرافضية
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
إذن
لنقف قليلا أمام المعطيات ... !!
ما وراء الأزمة الحوثية
هل الحرب الحوثية حرب استنزاف
وهل هناك مخطط موحَّد تتجاذبه أوهام و أحلام عناصر انفصالية من الداخل شرقاً و جنوباً
مع اطماع عدة أطراف من الخارج!!!
أما آن لنا أن نفيق