وكان دخوله الأندلس سنة تسع وثلاثين ومائة وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم وكان من قبل يوسف من الولاة يدعون لولد عبد الملك بالخلافة فلما أتى يوسف قطع الخلافة عنهم ودعا لنفسه فلما دخل عبد الرحمن الأندلس قاتل يوسف وأخذ البلاد.
قال ابن خلدون في تاريخه (3/ 351):-
كان بنو العباس حين ولوا الخلافة قد امتدت إيالتهم على جميع ممالك الإسلام كما كان بنو أمية من قبلهم ثم لحق بالأندلس من فل بني أمية من ولدها هاشم بن عبد الملك حافده عبد الرحمن بن معاوية بن هشام و نجا من تلك الهلكة فأجاز البحر و دخل الأندلس فملكها من يد عبد الرحمن بن يوسف الفهري و خطب للسفاح فيها حولا ثم لحق به أهل بيته من المشرق فعزلوه في ذلك فقطع الدعوة عنهم و بقيت بلاد الأندلس مقتطعة من الدولة الإسلامية عن بني العباس.
وقال أيضا (4/ 121):-
فاستقام أمره واستقر بقرطبة وبنى القصر والمسجد الجامع أنفق ثمانين ألف دينار ومات قبل تمامه وبنى مساجد ووفد عليه جماعة من أهل بيته
من المشرق وكان يدعو للمنصور ثم قطعها لما تم له الملك بالاندلس ومهد أمرها وخلد لبنى مروان السلطان بها وجدد ما طمس لهم بالمشرق من معالم الخلافة وآثارها واستلحم الثوار في نواحيها وقطع دعوة العباسيين من منابرها ومد المذاهب منهم دونها.
وقال أيضا (4/ 122):-
وكان عبد الرحمن عند ما تمهد له الامر بالاندلس ودعا للسفاح ثم خلعه.
وقال أيضا (2/ 327):-
كان عامر بن وهب القائم بسرقسطة من الاندلس بدعوة أبى جعفر المنصور وقتله يوسف بن عبد الرحمن الفهرى أمير الاندلس قبل عبد الرحمن الداخل.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (3/ 16):-
واستقر عبد الرحمن بقرطبة ونى القصر والمسجد الجامع وأنفق فيه ثمانين ألف دينار، ومات قبل تمامه، وبني مساجد الجماعات، ووافاه جماعة من أهل بيته، وكان يدعو للمنصور.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (3/ 5):-
وفي هذه السنة - 136 هـ - خرج في الأندلس الحباب بن رواحة بن عبد الله الزهري ودعا إلى نفسه واجتمع إليه جمع من اليمانية، فسار إلى الصميل وهو أمير سرقسطة، فحصره بها وضيق عليه، فاستمد الضميل يوسف الفهري أمير الأندلس، فلم يفعل لتالي الغلاء والجوع على الأندلس ولأن يوسف قد كره الصميل واختار هلاكه ليستريح منه.
وثار بها أيضاً عامر العبدري وجمع جمعاً واجتمع مع الحباب على الضميل وقاما بدعوة بني العباس.
فلما اشتد الحصار على الصميل كتب إلى قومه يستمدهم، فسارعوا إلى نصرته واجتمعوا وساروا إليه، فلما سمع الحباب بقربهم سار الضميل عن سرقسطة وفارقها، فعاد الحباب إليها وملكها.
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء عن المعتصم (ص 139):-
وكان قد عزم على المسير إلى أقصى الغرب ليملك البلاد التي لم تدخل في ملك بني العباس لاستيلاء الأموي عليها فروى الصولي عن أحمد بن الخصيب قال: قال لي المعتصم إن بني أمية ملكوا وما لأحد منا ملك وملكنا نحن ولهم بالأندلس هذا الأموي فقدر ما يحتاج إليه لمحاربته وشرع في ذلك فاشتدت علته ومات.
قال في الحلة السيراء عن عامر العبدري (ص 168):-
وكان أحد رجالات قريش - بل مضر - بالأندلس شرفا ونجدة وأدبا وكان يلي المغازي والصوائف قبل يوسف بن عبد الرحمن الفهري ومعه فحسده وعمل في إزالته فلما بدا ذلك لعامر راسل أبا جعفر المنصور يخطب إليه ولاية الأندلس ويسأله أن يرسل إليه بسجل منه يقوم به. وأظهر التعصب لليمانية والإكبار لما سفك من دمائهم بشقندة في أول ولاية يوسف ثم فر عن قرطبة وصار بناحية سرقسطة حيث الصميل بن حاتم يبغي الفساد عليه وهنالك رجل من بني زهرة يسمى الحباب فكاتبه عامر ومت إليه بالمضرية ودعاه إلى القيام على الصميل في اليمن بسجل أبي جعفر فاستجاب له. واجتمع لهما جمع من اليمن ورجال من البربر وغيرهم كثير فأقبلوا حتى حصروا الصميل بسرقسطة في سنة ست وثلاثين ومائة ثم ملكها عامر وصاحبه الزهري في قصص طويلة
وغزاهما يوسف الفهري في عقب ذي القعدة سنة سبع وثلاثين فخاف أهل سرقسطة معرة الجيش وعض الحصار فأسلموا عامرا وابنه وهبا والزهري فقيدهم يوسف ثم قتلهم في طريقه بوادي الرمل على خمس ميلا من طليطلة وذلك في صدر سنة ثمان وثلاثين.
ـ[معتصمة بالله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:32 ص]ـ
جزاك الله كل الخير
وأنتظر الإجابة على السؤال الثاني ..
ـ[أبو مهاجر]ــــــــ[20 - 12 - 09, 02:42 م]ـ
ذكر أيضا صاحب البيان المغرب أن أبا جعفر المنصور كان أرسل إلى العلاء بن مغيث بولاية الأندلس. فنشر الأعلام السود، وقام بالدعوة العباسية بالأندلس؛ فانحشر إليه الناس. ولما ظفر به عبالرحمن الداخل أخذ رأسه، وفرغ وحشي ملحا وصبرا، وجعل معه لواء أبي جعفر المنصور، وأدخل في سفط؛ وبعثه مع رجال، وأمرهم أن يضعوا السفط بمكة؛ فوافقوا المنصور بها حاجا في تلك السنة؛ فجعل السفط عند باب سرادقه. فلما نظر إلى ما فيه، قال: (إنا لله! عرضنا بهذا المسكين للقتل! الحمد لله الذي جعل البحر بيننا وبين هذا الشيطان!) يعني عبد الرحمن الداخل.
¥