هل مات موسى الكاظم مسموماً؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 03:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن لموسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر منزلة رفيعة عند أهل السنة فقد قال عنه الذهبي في السير (6/ 270):-
الإمام القدوة.
وقال أيضا:-
ذكره أبو حاتم فقال: ثقة صدوق، إمام من أئمة المسلمين. انتهى.
وسبب كتابة هذا المقال هو طعن البعض في أمير المؤمنين الخليفة الرشيد بأنه أمر بقتله.
فأقول
أما عن موته فقد مات وهو محبوس بأمر الرشيد في بغداد حتف أنفه (ميتة طبيعية).
وهذا قول كل المؤرخين من أهل السنة كالخطيب البغدادي وابن الجوزي وابن الأثير والذهبي وابن كثير وابن خلكان.
ومع أن ابن خلكان ذكر ذلك لكنه ذكر رواية بصيغة التمريض بأنه مات مسموما.
ومن الشيعة الذين ذكروا موته في الحبس غير مسموم اليعقوبي والأصفهاني.
ولكن الشيعي المسعودي ذكر بأنه أخرج من الحبس ثم مات مسموما.
وأما الرافضة فقد أجمعوا على أنه مات محبوسا مسموما.
فلنا تاريخنا ولهم تاريخهم كما أننا لنا ديننا ولهم دينهم.
وكان قد حبس في عهد المهدي بسبب خوفه من خروجه ثم أطلقه.
قال ابن الجوزي في المنتظم (3/ 147):-
وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدَّثني الحسن بن، محمد الخلال قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن يحيى، الصولي قال: حدثنا عون بن محمد قال: سمعت إسحق الموصلي يقول: حدثنيا الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: يا محمد " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " قال الربيع: فأرسل إلي ليلاً، فراعني ذلك فجئته، فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتاً. وقال علي بموسى بن جعفر: فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أبا الحسن، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا، فتؤمننيِ أن َتخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: والله لا فعلت ذلك، ولا هو من شأني قال: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع: فأحكمت أمره ليلاً، فما أصبح إلا وهو على الطريق خوف العوائق. انتهى.
ثم حبس مرة أخرى في عهد الرشيد واختلف في سبب سجنه.
فقد قال ابن الجوزي في المنتظم (3/ 147):-
ثم لم يزل مقيماً بالمدينة إلى أيام الرشيد، فحجَّ الرشيد فاجتمعا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه الرشيد كلاماً غيّره.
وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدَّثنا الحسين بن القاسم قال: حدِّثني أحمد بن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائراً له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم. افتخاراً على مَنْ حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً.
ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها، فتوفي في حبسه، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقص جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء، يخسر فيه المبطلون. انتهى.
وأما الأصفهاني الشيعي فقد ذكر بأن الرشيد خاف خروجه فحبسه.
فقد قال في مقاتل الطالبيين (1/ 131):-
ذكر السبب في أخذه وحبسه حدثني بذلك أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه وحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن العلوي، وحدثني غيرهما ببعض قصته، فجمعت ذلك بعضه إلى بعض.
¥