تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و عن تلك الآية يقول ابن تيمية، إنها كقوله تعالى ((ما يُريد الله ليجعل عليكم من حرج،و لكن يريد ليطهركم،و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون))، و الله تعالى لم يُخبرنا أنه طهر جميع آل البيت، و أذهب عنهم الرجس، فإن هذا كذب على الله، فكيف و نحن نعلم أن من بني هاشم من ليس بمطهر من الذنوب، و لا أذهب عنهم الرجس. و معنى تلك الآيات هو أن الله تعالى يحب ذلك لعباده، و يرضاه لهم، و يأمرهم به، فمن فعله حصل له هذا المراد المحبوب، و من لم يفعل لم يحصل له ذلك، كقوله تعالى ((يريد الله ليُبين لكم،و يهديكم سنن الذين من قبلكم،و يتوب عليكم)) [15]-سورة النساء/26 - .

و بناء على ذلك فإن ما ذهب إليه ابن خلدون غير صحيح، عندما زعم أن إدريس بن إدريس مُطهر سلفا، لأنه من آل البيت، و هذا فهم خطأ لآية التطهير، فلا يتطهر إلا من آمن و اتقى، سواء كان من أهل البيت، أو من آل البيت، أو من أبناء الصحابة، أو من باقي المسلمين.

و ثالثا إن مما يُبطل زعم ابن خلدون من طهارة آل البيت لمجرد أنهم من آل البيت، هو أن التاريخ يشهد بأن في آل البيت الصالح و الطالح، و أنهم تقاتلوا فيما بينهم مرارا، و ما حدث بين العلويين و العباسيين من اقتتال و خيانات في صراعهم على الملك معروف في التاريخ لا يحتاج إلى توثيق. و ما ارتكبه العباسيون من قتل وسفك للدماء، للوصول إلى السلطة معروف في كتب التواريخ، فلما استحوذوا عليها توارثوها و حرموا المسلمين من حقهم في اختيار من يحكمهم، و قطعوا الطريق أمامهم لممارسة ذلك الحق المكفول شرعا.


[1] نفس المصدر، ص: 14.

[2] البوطي: فقه السيرة، ص: 157.

[3] البخاري: الصحيح، باب ما يُكره من لعن شارب الخمر و أنه ليس بخارج عن الملة، ج 6 ص: 2489.

[4] الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج 1 ص: 158.

[5] انظر مثلا: عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين و آثارهم في الأندلس،بيروت، دار النهضة العربية، 1981، ص: 174، 175.

[6] نفس المصدر، 16.

[7] الألباني: الصحيحة، حديث رقم: 1142، 2735. سنن أبي داود من تحقيق الألباني، حديث رقم: 4607.

[8] ابن كثير: البداية، ج 10 ص: 177.

[9] للتوسع في هذا الموضوع انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية.

[10] عن أعمال المأمون انظر البداية و النهاية، الحوادث بين سنتي: 212 – 218 هجرية. و عن عقائد السلف انظر مثلا: صديق حسن خان: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر.

[11] للتوسع في ترجمة العلوم القديمة إلى اللغة العربية،و أشهر الذين ترجموها أنظر: ابن النديم: الفهرست. و ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء.

[12] انظر مثلا: ابن كثير: البداية، ج 10 ص: 267. و الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج 8 ص: 216، ج 19 ص: 313، ج 24 ص: 299، 300.

[13] انظر مثلا: الذهبي: السير، ج 12 ص: 506.و تذكرة الحفاظ، ج 2 ص: 428. و عبد الله بن احمد بن حنبل: السنة، ج 1ص: 102، 103، 108، 110، 111، 112، 115، 122، 124، 128.

[14] المقدمة، ص: 20.

[15] منهاج السنة النبوية، ج 2 ص: 173.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 12:33 ص]ـ
لم ينقل عن أحوال أمير المؤمنين الخليفة الرشيد وسيرته في كتب أهل السنة إلا كل ثناء ومدح وخير.
وأما في كتب الشيعة كالأصفهاني والمسعودي واليعقوبي فقد ذكروا له أحوالا سيئة , وما ذاك إلا لحقدهم على هذا الإمام الناصر للسنة والقامع للبدعة.
وقد استغل هذه الروايات قوم من الحاقدين على بني العباس لما آتاهم الله من تاريخ عظيم ليس لغيرهم عشره.
وقد اغتر بروايات الشيعة قوم من الجهلة فأخذوا رواياتهم معتقدين صحتها وهم في ذلك ضالين.

وقد رجعنا إلى كلام أهل السنة عن الرشيد وسيرته كالخطيب البغدادي , وابن الجوزي , والطبري , وابن الأثير , والصفدي , والذهبي , وابن عساكر.
فما وجدنا إلا ما يجعل الرأس عاليا والوجه أبيضا.
وهذا شيء منها:-
قال مؤرج السدوسي في حذف من نسب قريش (ص 3):-
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير