تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرَّشيد كان أرغب النَّاس في الجهاد والحج، وأطيب النَّاس نفسا بنفقة فيهما. جاهد بنفسه، وأنفق ما لم تطب به نفس أحد قبله. ولم يلِ خليفة منذ كان الإسلام مثل ولايته. ولّي أكثر مما ولي المنصور.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 214):-

كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا ولهذا قال فيه أبو المعلى:

فمن يطلب لقاءك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور

ففي أرض العدو على طمر ... وفي أرض الترفه فوق كور

وما حاز الثغور سواك خلق ... من المخلفين على الأمور

وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج احج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة وكان يحب التشبه بجده أبي جعفر المنصور إلا في العطاء فإنه كان سريع العطاء جزيله وكان يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم ولا يضيع لديه بر ومعروف وكان نقش خاتمه لا إله إلا الله وكان يصلى في كل يوم مائة ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا إلا أن تعرض له علة.

قال ابن خلدون في تايخه (1/ 17):-

وأما ما تموه له الحكاية من معاقرة الرشيد الخمر واقتران سكره بسكر الندمان فحاشا الله ما علمنا عليه من سوء , وأين هذا من حال الرشيد وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة وما كان عليه من صحابة العلماء والاولياء ومحاورته للفضيل بن عياض وابن السماك والعمري ومكاتبته سفيان الثوري وبكائه من موعظهم ودعائه بمكة في طوافه وما كان عليه من العبادة والمحافظة على أوقات الصلوات وشهود الصبح لأول وقتها.

وأيضا فقد كان من العلم والسذاجة بمكان , لقرب عهده من سلفه المنتحلين لذلك , ولم يكن بينه وبين جده أبي جعفر بعيد زمن إنما خلفه غلاما.

قال الصفدي في الوافي بالوفيات (1/ 3368):-

وكان من أميَز الخلفاء وأجّل ملوك الدنيا.

وكان يحبّ العلم وأهلَه ويعظِّم حُرُمات الله في الإسلام. انتهى.

وأما مسألة شرب الخمر فلم يذكر أحد شيء عنها إلا الذهبي فقد قال في السير (9/ 290):-

ومحاسنه كثيرة، وله أخبار شائعة في اللهو واللذات والغناء، الله يسمح له.

قال ابن حزم: أراه كان يشرب النبيذ المختلف فيه لا الخمر المتفق على حرمتها، قال: ثم جاهر جهارا قبيحا. انتهى.

والذهبي رحمه الله اعتمد في ذلك على الشيعي الفاسق الأصفهاني فإنه ينقل عنه كثيرا ويسميه العلامة مع إقراره بأنه شيعي!!

ولكن ابن الجوزي قد رد رواياته لفسقه وتشيعه وهذا هو الصواب ولا شك.

وأما النقل الذي نقله الذهبي عن ابن حزم فمحرف , وقد رجعنا لرسائل ابن حزم فوجدنا الكلام مختلفا.

فقد قال في رسائله (2/ 73):-

ثم من بني العباس الهادي والرشيد، وإنما كان يشرب الرشيد ما اختلف في جوازه فقط، وأما خمر العنب فلا. ثم جاهر الأمين جهاراً قبيحاً بالخمر. انتهى.

فإن صح شربه فلا شك أنه كان يشرب النبيذ المجاز من أهل الرأي فقد كانت مجالسته لأبي يوسف كثيرة.

فالصواب والله أعلم أن الرشيد لم يكن يشرب شيئا من الخمر فلا توجد هذه الروايات إلا عند المبتدعة وأما أهل السنة فلا وجود لهذه الروايات في كتبهم بل أنكرها بعضهم.

فهذا الانتقاد لابن خلدون لا قيمة له لموافقته المؤرخين من أهل السنة , والروايات المثتبة لشرب الخمر شيعية.

ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:27 م]ـ

متابع للموضوع

وان كنت اعرف قدر الرشيد بين ملوك الاسلام وحسن سمته وهديه

اما المامون فكان سبب ويلات للامة الاسلامية وسيرته سيئة

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 05:16 م]ـ

هؤلاء آباء الرشيد وأجداده الذين طعن فيهم علال.

الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب

والده: أمير المؤمنين المهدي سيرته حسنة عظيمة ولم يتكلم فيه أحد.

جده الأول: أمير المؤمنين الخليفة المنصور أثنى عليه المؤرخون ثناءاً كبيراً.

جده الثاني: الإمام محمد تابعي لم يتكلم فيه أحد.

جده الثالث: علي السجاد من خيار التابعين.

جده الرابع: صحابي جليل وحبر الأمة وترجمان القرآن.

جده الخامس: صحابي جليل وعم النبي وصنو أبيه.

وأما التهم التي اتهم بها بني العباس وهي:-

1 - القتل وسفك الدماء والمجازر.

2 - هتك الأعراض.

3 - نقض العهود.

أما الأولى والثالثة فسأتكلم عليها قريبا جدا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير