تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضا (2/ 13) عن أبي مسلم:-

فقتل سليمان، وكتب إلى أبي العباس بخبره وقتله إياه، فلم يجبه على كتابه، فكان مما عاتبه عليه المنصور أن قال: قتلت سليمان بن كثير نقيب نقبائنا، ورئيس شيعتنا، وشيخ دعوتنا، وابنه، وقتلت لا هزا.

وقال أيضا (2/ 13):-

فكتب أبو العباس إلى أبي مسلم يعظم قتل عيسى ويأمره أن يقتل أبا داود به.

و قال الذهبي في تاريخ الإسلام (2/ 478):-

ولما رأى أبو جعفر عظيمة أبي مسلم بخراسان وسفكه للدماء ورجع من عنده قال لأخيه أبي العباس: لست بخليفة إن تركت أبا مسلم حياً! قال: كيف - قال: والله ما يصنع إلا ما يريد، قال: فاسكت واكتمها. انتهى.

ففي هذه النقولات تصريح واضح بأن أبا مسلم كان يقتل كما يشاء من غير مشورة ولا تأييد من السفاح والمنصور.

بل كان السفاح والمنصور ينكرون ذلك عليه.

فلما طال أمره وشره قتله المنصور وخلص الأمة منه.

وأما عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس فهو السفاح الحقيقي.

فإن أمير المؤمنين أبا العباس سمي بالسفاح لإعطائه المال وهذا اللقب إنما ظهر في كتب المتأخرين.

وقد جاء في لسان العرب لابن منظور ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس.

وأما عبدالله بن علي فلقب بالسفاح لسفكه الدماء الكثيرة.

وهو الذي قتل أكثر من ثمانين رجلا من بني أمية عند نهر أبي فطرس

عندما خرج عليه مجزأة الكلبي ومعه بعض بني أمية كما ذكرنا سابقا.

وقد أنكر المنصور رحمه الله ما فعله عمه رحمه الله.

فقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 117) عن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور:-

قال سمعت عمي سليمان بن أبي جعفر يقول كنت واقفا على رأس المنصور ليلة وعنده إسماعيل بن علي وصالح بن علي وسليمان بن علي وعيسى بن علي فتذاكروا زوال ملك بني أمية وما صنع بهم عبد الله وقتل من قتل منهم بنهر أبي فطرس فقال المنصور رحمة الله ورضوانه على عمي ألا من عليهم حتى يروا من دولتنا ما رأينا من دولتهم ويرغبوا إلينا كما رغبنا إليهم فقد لعمري عاشوا سعداء وماتوا فقداء. انتهى.

وكذلك السفاح كان ينكر على عمه عبدالله القتل.

قال ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة (ص 338):-

قال أبو العباس – يريد أمير المؤمنين رحم الله عبد الواحد، ولولا أنَّ السفاح عمِّي لاقتدت منه. انتهى.

وعند الرجوع إلى التراجم عند الذهبي وابن كثير نجد بأنهم ذكروا بأن أبا مسلم كان سفاكا للدماء وكذلك عبدالله بن علي.

ولم يذكروا بأن السفاح كان سفاكا للدماء وكذلك المنصور.

وكذلك جميع خلفاء بني العباس وهم 51 خليفة لم يذكر عن أحد منهم أنه كان سفاكا للدماء إلا القاهر.

وسوف يكون هنالك بإذن الله بحث عن الدماء التي سفكت عند قيام دولة بني العباس وكيف كان موقف بني العباس من سفك الدماء.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 11:56 ص]ـ

وأما قول المعلول علال

أن بني العباس أداروا ظهورهم للعلويين الذين تعاونوا معهم،و قتلوا كثيرا منهم بحق و بغير حق.

فأقول

هذا من كذبه الكثير.

بل بدأوا دولتهم بتقريبهم والإحسان إليهم حتى لو أساؤا.

قال البلاذري في أنساب الأشراف (2/ 12):-

حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: ابتدأ أبو العباس آل أبي طالب بالبر والتكرمة، فكان ذلك لا يزيدهم إلا التواء عليه، وكان عبد الله بن حسن بن حسن أشدهم له حسدا، وأقلهم له شكرا، فقال يوما: لقد صدق معاوية حين قال: ما أحد من الناس إلا وأنا استطيع رضاه إلا حاسد نعمة لا يرضيه عني إلا زوال نعمتي فلا أرضاه الله عني أبدا، وهؤلاء بنو أبي طالب أرحامهم وأحسنت برهم وهم يأبون بحسدهم وسوء نياتهم إلا القطيعة، وإني لأتخوف أن يعود حلمي عليهم بما يكرهون في عواقب الأمور والله المستعان.

وحدثني عبد الله بن صالح عن علي بن صالح صاحب المصلى قال: أقدم أبو العباس عبد الله بن حسن عليه، فبره وأكرمه وأعطاه ألف ألف درهم، فلما انصرف إلى المدينة أتاه أهلها مسلمين عليه وجعلوا يدعون لأبي العباس لبره به واجزاله صلته، فقال عبد الله: يا قوم ما رأيت أحمق منكم تشكرون رجلا أعطانا بعض حقنا وترك أكثره. فبلغ ذلك أبا العباس فدعا إخوته وأهل بيته وجعل يعجبهم من قول عبد الله، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنما يتم احسانك إليه وإنعامك عليه بالصفح عنه، وتكلم أبو جعفر فيه بكلام شديد وقال: إن الحديد بالحديد يفلح. فقال أبو العباس: من تشدد أنفر، ومن لان تألف، والجاهل تكفيكه مساوئه. انتهى.

فمن خرج منهم قتل وهذا حكم الله.

وأما من لم يخرج وظهر منه التأييد للخارجين وستر عليهم فسجن.

والصحيح أنه لم يقتل أحد ممن مات في السجن إنما ماتوا حتف أنوفهم كما ذكر ذلك الواقدي والذهبي.

وأما من لم يخرج ولم يؤيد بل كان ناصحا فقد أكرم كما حصل مع الحسن بن زيد عندما ولاه المنصور المدينة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير