تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما بحثه عن الحق ورجوعه إليه إذا تبين له الدليل فقد قال الصفدي في الوافي بالوفيات عن المأمون (1\ 2518):- وقد نادى المنادي بإباحة متعة النساء ولم يزل به يحيى بن أكثم، وروى له حديث الزهري عن ابني ابن الحنفية عن أبيهما محمد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، فلما صحح له الحديث رجع إِلى الحق وأبطلها.

وقال البري في الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (ص 175):-

كان حليماً، إذ أبان له وضوح حجَّة انقاد إليها، وإن كان يخالفها. انتهى.

وهذا السبب هو الذي جعل أهل العلم لا يكفرونه مع أنهم كفروا من زين له هذا القول كبشر المريسي وابن أبي دوؤاد وغيرهم.

وحتى نكون منصفين سنذكر بعضا من محاسنه.

1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 192):- ولما بلغ المأمون هذه الابيات - وهي قصيدة طويلة للشاعر أبو الحسن بن علي بن جبلة الخراساني يلقب بالعكوك - عارض فيها أبا نواس فتطلبه المأمون فهرب منه ثم أحضر بين يديه فقال له: ويحك فضلت القاسم بن عيسى علينا , فقال: يا أمير المؤمنين أنتم أهل بيت اصطفاكم الله من بين عباده، وآتاكم ملكا عظيما، وإنما فضلته على أشكاله وأقرانه , فقال: والله ما أبقيت أحدا حيث تقول:

كل من في الارض من عرب * بين باديه إلى حضره

ومع هذا فلا أستحل قتلك بهذا، ولكن بشركك وكفرك حيث تقول في عبد ذليل:

أنت الذي تنزل الايام منزلها * وتنقل الدهر من حال إلى حال

وما مددت مدى طرف إلى أحد * إلا قضيت بأرزاق وآجال

ذاك الله يفعله، أخرجوا لسانه من قفاه , فأخرجوا لسانه في هذه السنة فمات.

2 - قال الذهبي في السير (10\ 279):-

أدخل خارجي على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ألك علم بأنها منزلة؟ قال: نعم.

قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الامة.

قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل.

قال: صدقت , السلام عليك يا أمير المؤمنين.

3 - قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4\ 742):-

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أخبرنا علي بن أحمد بن الجهم الكاتب قال ثنا أبو سعيد علي بن الحسن القصري قال سمعت أبا الهذيل يقول قال المأمون لحاجبه يوما انظر من بالباب , ءأصحاب الكلام؟ فخرج وعاد إليه فقال بالباب أبو الهذيل العلاف وهو معتزلي وعبد الله ابن أباض الأباضي وهشام بن الكلبي الرافضي فقال المأمون ما بقي من أعلام جهنم أحد إلا وقد حضر.

4 - قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (1\ 467):-

ودخل بعض الشعراء على المأمون وفي مجلسه يهودي جالس فأنشده:-

يا ابن الذي طاعته في الورى ... وحكمه مفترض واجب

إن الذي عظمت من أجله ... يزعم هذا أنه كاذب

فقال له المأمون أصحيح ما يقول؟ قال نعم , فأمر بقتله.

وأما عن ترجمته فقد وافق ابن خلدون في الثناء على سيرته غير واحد من المؤرخين.

قال الذهبي في السير (10/ 273) عن المأمون:-

وكان من رجال بني العباس حزما وعزما ورأيا وعقلا وهيبة وحلما، ومحاسنه كثيرة في الجملة.

وقال أيضا (10/ 274):-

وكان المأمون عالما فصيحا مفوها.

وقال أيضا (10/ 276):-

وكان جوادا ممدحا معطاء.

وقال أيضا (10/ 279):-

قال أبو معشر المنجم: كان أمارا بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد من كبار العلماء.

ونقل ابن بسام الشنتريني في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (2/ 936) عن الأديب أبي طالب عبدالجبار في منظومته عن الدولة العباسية:-

وكان في سيرته المأمون ... عدلاً رضاً له تقى ودين

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 11:29 م]ـ

الأخ سمير بارك الله فيك

شيخك وأستاذك أخطأ في حقنا خطأ عظيما.

فلو أنه اكتفى بقوله سفكوا الدماء لرددنا عليه بالأدلة وتأولنا له لوجود من شذ من بني العباس وسفك الدماء.

ولو اكتفى بقوله نقضوا العهود لرددنا عليه بالأدلة وتأولنا له لعدم الوقوف على سبب النقض في بعض الأحوال.

ولكنه طعننا طعنة كبيرة ورمى أسلافنا بهتك الأعراض وهذا ما لم يصرح به أحد من مؤرخي السنة بل ولا الشيعة.

وبينا بأنه حتى عبدالله بن علي الذي كان سفاكا للدماء لم ينتهك عرض أحد بل كان يحفظ الأعراض.

وأتبع شيخك طعنته هذه بطعنة في آباء الرشيد وأجداده.

فهذا ما لم نحتمله وأغضبنا غضبا شديدا.

ونحن نتحاور في هذا المنتدى وغيره يوميا الكثير من المحاورات ولا نصرح بسب أحد.

ولكن شيخك وأستاذك هو الذي اضطرنا إلى ذلك فظلمنا ظلما كبيرا.

وكما ذكرت سابقا قوله تعالى {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 11:52 م]ـ

أي شيء أفدتناه ــ يا محمد الامين ـ بنقلك هذا؟ ألا ليتك تأدبت بما أدب الله به عباده المؤمنين إذ قال: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون)

وهلا أطعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نهى عن سب الاموات ـ ولوكانوا كفارا ـ إذا كان سبهم مؤذ لأحيائهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير