تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهناك من العلماء من يرى أن تنظيم الدعوة العباسية قام على ثلاثة أفراد من البيت العباسي لم يقدر أن ينالوا ثمرة غرسهم، وأولهم علي بن عبد الله بن عباس الذي رأس الدعوة أكثر من عشرين سنة، وهو الذي نظم الدعاة والنقباء في كل العراق وخراسان، وولي أمر الدعوة بعده ابنه محمد علي ثم ابنه إبراهيم (49). والذي أميل إليه من خلال البحث أن الزعيم القيادي الكبير للدعوة العباسية في المرحلة السرية هو محمد بن علي العباسي (50)، وكان معه فريق عمل من إخوانه وأبنائه وغيرهم.

(2) الهيكل التنظيمي:

انتقل محمد بن علي بعد دراسة وتفكير إلى تنظيم الدعوة تنظيماً محكماً ورسم لكبار الدعوة الطريق الذي سوف يسيرون عليه للوصول بالدعوة إلى غايتها، وكان ذلك في تمام المائة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة (51)، وجعل محمد بن علي العباسي الدعوة تتحرك في ثلاثة محاور، فقد جعل قرية الحميمة مكاناً للتخطيط والدراسة، فهي المركز الأول للدعوة والكوفة للإشراف على الدعوة، ولنقل تعاليم الإمام الصادرة من الحميمة إلى الدعاة في خراسان. وأما خراسان، فقد أصبحت مسرحاً للدعوة، كما أصبحت فيما بعد منطلقاً للعمل العسكري، وقد أكد محمد علي العباسي لقادة الدعوة، عدم ذكر اسمه، وأن تكون دعوتهم غاية في السرية، فهو يقول لأبي عكرمة السراج عندما أرسله إلى خراسان: فلتكن دعوتكم إلى الرضا من آل محمد، فإذا وقعت بالرجل في عقله وبصيرته فاشرح له أمركم ... وليكن اسمي مستوراً عن كل أحد، إلا عن رجل عدلك في نفسك ... وتوثقت منه وأخذت بيعته (52). كما حذر محمد بن علي دعاته من أهل الكوفة قائلاً: ولا تستكثروا من أهل الكوفة، ولا تقبلوا منهم إلا أهل النيات الصحيحة (53)، واحتاط لنفسه أن يبعد الشكوك التي تحوم حول الحميمة، فقد جعل دعاة خراسان يتصلون بالكوفة بدل الحميمة، حتى لا يلفت أنظار الأمويين فينكشف أمره. ولضمان السرية التامة لدعوته، فقد أمر كبار دعاته بأن يسلكوا في طريقهم إليه الطرق الرئيسية وأن يحاولوا التستر بزي التجار، كما يقللون التردد على الحميمة ما أمكن، واختار أبو عكرمة السراج بعد ذلك اثنى عشر نقيباً هم (54).

(1) سليمان بن كثير الخزاعي.

(2) مالك بن الهيثم الخزاعي أبو عيينة.

(3) طلحة بن رزيق الخزاعي.

(4) عيسى بن أعين الخزاعي مولى لخزاعة.

(5) عمرو بن أعين أبو الحكم، مولى لخزاعة.

(6) لا هز بن قريظ التميمي.

(7) موسى بن كعب التميمي أبو علي.

(8) عيسى بن كعب التميمي.

(9) القاسم بن مجاشع التميمي أبو نصر.

(10) خالد بن إبراهيم، أبو داود، من بني عمرو بن شيبان بن ذهل.

(11) شبل بن طهمان الربعي أبو علي الهروي الشيباني.

(12) قحطبة بن شبيب الطائي، أبو حمزة (55).

وهؤلاء هم رؤساء النقباء هم الذين يعرفون شخصية الإمام وأسرار الدعوة، ويلي هؤلاء نظراء النقباء وعددهم عدد النقباء، ونظير النقيب يخلف النقيب في حالة سفره، أو وفاته (56)، ثم يأتي بعد ذلك الدعاة وعددهم سبعون داعياً (57)، ثم يليهم دعاة الدعاة وعددهم ما يقارب من 36 داعياً (58)، ونظم محمد بن علي العباسي الدعاة تنظيماً دقيقاً يوحي بأنها دعوة دينية كدعوة الأنبياء والرسل – عليهم السلام – يقول في تنظيم ذلك ما نصه (59). بسم الله الرحمن الرحيم ... إن السنة في الأولين، والمثل في الآخرين، وأن الله يقول " واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا " ثم قال في آية أخرى: " وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا " (المائدة، آية:) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافاه ليلة العقبة سبعون رجلاً من الأوس والخزج فبايعوه، فجعل منهم اثني عشر نقيباً .. فإن سنتكم سنة بني إسرائيل وسنة النبي عليه السلام. وبمقتضى هذا التنظيم الدقيق السري توزع الدعاة في العراق وخراسان، حيث وجه للكوفة ميسرة العبدي (102 - 105 (60)) وخلفه بعد ذلك بكير بن ماهان (105 - 127ه) (61).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير