تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأفضل ثوبك الإحسان لكن * * * نرى ثوب الإساءة قد لبستا

إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا

وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * فليتك ثم ليتك ما فهمتا

ستجني من ثمار العجز جهلا * * * وتصغر في العيون إذا كبرتا

وتُفقد إن جهلت وأنت باق * * * وتوجد إن علمت ولو فُقدتا

وتذكر قولتي لك بعد حين * * * إذا حقا بها يوما عملتا

وإن أهملتها ونبذت نصحا * * * وملت إلى حطام قد جمعتا

فسوف تعض من ندم عليها * * * وما تغني الندامة إن ندمتا

إذا أبصرت صحبك في سماء * * * قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا

فراجعها ودع عنك الهوينى * * * فما بالبطء تدرك ما طلبتا

ولا تختَل بمالك والهُ عنه * * * فليس المال إلا ما علمتا

وليس لجاهل في الناس مغن * * * ولو مُلك العراق له تأتا

سينطق عنك علمك في ملاءٍ * * * ويكتب عنك يوما إن كتمتا

وما يغنيك تشييد المباني * * * إذا بالجهل نفسك قد هدمتا

جعلت المال فوق العلم جهلا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا

وبينهما بنص الوحي بون * * * ستعلمه إذا طه قرأتا

لئن رفع الغني لواء مال * * * لأنت لواء علمك قد رفعتا

لئن جلس الغني على الحشايا * * * لأنت على الكواكب قد جلستا

وإن ركب الجياد مسومات * * * لأنت مناهج التقوى ركبتا

ومهما افتض أبكار الغواني * * * فكم بكر من الحِكم افتضضتا

وليس يضرك الإقتار شيئا * * * إذا ما أنت ربك قد عرفتا

فماذا عنده لك من جميل * * * إذا بفناء طاعته أنختا

فقابل بالقبول لنصح قولي * * * فإن أعرضت عنه فقد خسرتا

وإن راعيته قولا وفعلا * * * وتاجرت الإله به ربحتا

فليست هذه الدنيا بشيءٍ * * * تسوؤك حقبة وتسر وقتا

وغايتها إذا فكرت فيها * * * كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا

سجنتَ بها وأنت لها محب * * * فكيف تحب ما فيه سجنتا

وتطعمك الطعام وعن قريب* * * ستطعم منك ما فيها طعمتا

وتعرى إن لبست بها ثيابا * * * وتكسى إن ملابسها خلعتا

وتشهد كل يوم دفن خل * * * كأنك لا تراد لما شهدتا

ولم تخلق لتعمرها ولكن * * * لتعبرها فجد لما خلقتا

وإن هدمت فزدها أنت هدما * * * وحصن أمر دينك ما استطعتا

ولا تحزن على ما فات منها * * * إذا ما أنت في أخراك فزتا

فليس بنافع ما نلت منها * * * من الفاني إذا الباقي حرمتا

ولا تضحك مع السفهاء يوما * * * فإنك سوف تبكي إن ضحكتا

ومن لك بالسرور وأنت رهن * * * وما تدري أتُفدى أم غللتا

وسل من ربك التوفيق فيها * * * وأخلص في السؤال إذا سألتا

وناد إذا سجدت له اعترافا * * * بما نادا ذو النون ابن متى

ولازم بابه قرعا عساه * * * سيفتح بابه لك إن قرعتا

وأكثر ذكره في الأرض دأبا * * * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا

ولا تقل الصبا فيه امتهال * * * ونكر كم صغير قد دفنتا

وقل يا ناصحي بل أنت أولى * * * بنصحك لو لفعلك قد نظرتا

تقطعني على التفريط لوما * * * وبالتفريط دهرك قد قطعتا

وفي صغري تخوفني المنايا * * * وما تدري بحالك حيث شختا

وكنت مع الصبا أهدى سبيلا * * * فما لك بعد شيبك قد نكثتا

وها أنا لم أخض بحر الخطايا * * * كما قد خضته حتى غرقتا

ولم أشرب حُميا أم دفرٍ * * * وأنت شربتها حتى سكرتا

ولم أنشأ بعصر فيه نفع * * * وأنت نشأت فيه وما انتفعتا

ولم أحلل بواد فيه ظلم * * * وأنت حللت فيه وانتهكتا

لقد صاحبتَ أعلاما كبارا * * * ولم أرك اقتديت بمن صحبتا

وناداك الكتاب فلم تجبه * * * ونبهك المشيب فما انتبهتا

ويقبح بالفتى فعل التصابي * * * وأقبح منه شيخ قد تفتا

ونفسك ذم لا تذمم سواها * * * لعيب فهي أجدر من ذممتا

وأنت أحق بالتفنيد من * * * ولو كنت اللبيب لما نطقتا

ولو بكت الدما عيناك خوفا * * * لذنبك لم أقل لك قد أمنتا

ومن لك بالأمان وأنت عبد * * * أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا

ثقلت من الذنوب ولست تخشى * * * لجهلك أن تخف إذا وزنتا

وتشفق للمصر على المعاصي * * * وترحمه ونفسك ما رحمتا

رجعت القهقرى وخبطت عشوى * * * لعمرك لو وصلت لما رجعتا

ولو وافيت ربك دون ذنب * * * ونوقشت الحساب إذاً هلكتا

ولم يظلمك في عمل ولكن * * * عسير أن تقوم بما حملتا

ولو قد جئت يوم الحشر فردا * * * وأبصرت المنازل فيه شتى

لأعظمت الندامة فيه لهفا * * * على ما في حيتك قد أضعتا

تفر من الهجير وتتقيه * * * فهلا من جهنم قد فررتا

ولست تطيق أهونها عذابا * * * ولو كنت الحديد به لذبتا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير