تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هدف آخر لضرب العربية ونقض أطنابها بادعاء آخر لطه بتطوير النحو وتيسيره بحجة أنه يدرس كما كان يدرس قديمًا بصعوبة بالغة هذه الأيام ويرد عليه الدكتور محمد محمد حسين: (وهل ثبت فشل النحو العربي كما يزعمون، في تنشئة جيل عربي يقيم عربيته ويحسن تذوقها، نحونا وبلاغتنا لا عيب فيهما، ومن الممكن تبسيطها واختصار المطولات المؤلفة منها في حدود القواعد والأقسام التي التزمها القدماء أنفسهم)، ولو كان التيسير حقًا لقنعوا بكتاب قواعد اللغة العربية لتلاميذ الثانوية، فقد نجحت لجنة مصرية قديرة في حق قواعد النحو والصرف والبلاغة في تأليف كتاب صغير لا يتجاوز مائة وأربعين صفحة خال من التعقيد، وأصحاب النحو الجديد أو ما يسمونه (تيسير النحو) شعبة من تلك الفرقة الموكلة بهدم تراثنا وقطع كل صلة تربطنا به، فهم لا يهدمون في حقيقة الأمر لأن الهدم هو وسيلتهم إلى البناء من جديد كما يزعمون، بل لأن الهدم هو هدفهم وغايتهم.

نحن لا نحتاج أصحاب التيسير الزاعمين هؤلاء، إن الأمي الجاهل والساذج الذي لا حظ له من الثقافة النحوية يستعمل كلمات النحو دون أن يدري بمدلولها النحوي، ألا تراه يسأل عن الفاعل ويقول قبض على الفاعل، ويقول: الفاعل معلوم أو الفاعل مجهول، ويسأل ما الخبر وما بداية الحدث؟!

هذه المصطلحات التي استبدلوا بها المسند والمسند إليه فسموا الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ مسندًا إليه وسموا الفعل والخبر مسندًا. إنا ما أطلقوه من أسماء لما توهموه من أقسام لا تصح اصطلاحًا حتى يجمع عليها الناس.

وهذا يبين لنا هدفًا خبيثًا آخر، لأنه بالرجوع شيئًا يسيرًا إلى الوراء نرى أن النحو ما قعِّدت قواعده إلا من كتاب الله العظيم، وبهدم النحو على طريقة طه وشيعته يؤدي إلى هدم لغة القرآن من أساسها. وقد كان طه حريصًا على تغيير النحو، فلقد ختم آخر محاضراته بقوله: (لقد تطورت اللغة الإنجليزية وتطورت قواعدها، وتطورت الفرنسية وتطورت قواعدها، وتطورت اليونانية وتطورت قواعدها، أما اللغة العربية فقد بقيت حيث كانت ولم تتطور ولم تتطور قواعدها)، وقد جابهه الأستاذ عبد الرحيم فودة وكان حاضرًا بعد المحاضرة قائلا: (إن الشعوب الإسلامية التي تدين بالإسلام ولا تعرف النحو والإعراب واللغة قد انقرضت فيها اللغة العربية لأنها جهلت هذا النحو وهذا الإعراب، وأن اللغة العربية لم تبق إلا في مصر لأن فيها الأزهر، وفيها هذا النحو وهذا الإعراب، وأن أستاذ علماء النحو هو سيبويه وهو فارسي، وقد انقرضت اللغة العربية من فارس لأنها هجرت نحو سيبويه)، كذلك أشار الدكتور عمر فروخ إلى أن الدعوة إلى تيسير النحو العربي والدعوة إلى اللهجات والدعوة إلى اللاتينية هي دعوات تبشيرية استعمارية مردها إلى رجل معروف هو ماسينيون المستشرق الفرنسي، هذا الرجل هو أستاذ طه حسين والذي تقول مؤلفة كتاب (معك) أنه كان لا يشرق ولا يغرب إلا ويهبط ويلتقي بطه حسين وبينهما خطط وأحاديث.

الأثر الإغريقي واليوناني في الأدب العربي

منذ نكوص طه حسين إلى مصر من باريس وقد وكّل إلى نفسه بعث الأساطير اليونانية والشعر التمثيلي اليوناني وتدريسه في الجامعة المصرية القديمة، وتأليف الكتب عنه وإذاعة تلك الدعوى العريضة بأن عقلية مصر عقلية يونانية وأن الإسلام لم يغير تلك العقلية، بالرغم من أن طه يعرف أن مصر خلال ثلاثة عشر قرنًا وهي مؤمنة بالعقيدة الإسلامية، ويدل على ما أسلفنا كتابه (قادة الفكر) الذي يقرر أن العالم كله ليس له قيادة فكرية إلا سقراط وأرسطو وأفلاطون، وقد كان قرر هذا الكتاب على التعليم الثانوي، وأخطر من ذلك فرض تدريس اللغتين اليونانية واللاتينية على طلبة كلية الآداب، وكان من مخططه تلك الأحاديث التي أذاعها بالباطل أن الأدب العربي قد تأثر بالأدب اليوناني، وأن الفكر الإسلامي قد تأثر بالفكر الإغريقي، وقد جعل فصلا كاملا في كتابه (قادة الفكر) عنوانه (بين الشرق والغرب) أراد به أن يجعل القيمة العقلية من حظ الغرب وأن يجعل البوارق الخيالية من حظ الشرق، وانتهى إلى النص بأن الغرب وطن الفلاسفة وأن الشرق وطن الأنبياء، ومن دعاواه الباطلة قوله: (إن العقل الشرقي انهزم أمام العقل اليوناني مرات في التاريخ القديم، وأنه ألقى السلاح في التاريخ الحديث).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير