[وقفة مع كتاب (?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب)]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:43 م]ـ
[وقفة مع كتاب (?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب)]
اسم الكتاب:» ?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب «.
المؤلف: علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي المشهور بابن فندق (499 - 565هـ).
تحقيق: مهدي رجائي.
الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، قم، إيران.
سنة الطبع: 1410هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ ?الحمدَ ?لله نحمدُه ونستعينهُ ?ونستغفرُه ?، ?ونعوذُ ?بالله ?من شُرور أنفسِنا، ?ومن سيِّئاتِ ?أعمالِنا، ?مَنْ ?يهدهِ ?الله ?فلا مُضِلَّ ?له، ?ومنْ ?يضلِلْ ?فلا هاديَ ?له، ?وأَشهد أنْ ?لا إله إلا الله وحده لاشريكَ ?له، ?وأَشهدُ ?أَنَّ ?محمدًا عبدُهُ ?ورسولُه.?
أما بعد: ?فهذا تعليق كتبته على أوهام النَّسَّابة ابن فندق علي بن أبي القاسم البيهقي، الواقعة في كتابه:» ?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب «?؛ وهذا التعليق هو من سلسلة تعليقاتي على كتب الأنساب التي وهمت في أنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين؛ وقد نشرت بعضها على الشبكة العنكبوتية، والبقية في كتابي» ?نظرات في كتب الأنساب «?.
والذي دفعني لاخراج هذا التعليق صديقنا النَّسَّابة الهمام علي بن سالم الصيخان الخالدي الذي ساءه استشهاد أهل الأهواء بكلام ابن فندق البيهقي في التشكيك بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين؛ فأقول وبالله التوفيق:
• الوهم الأول: قال ابن فندق في كتابه» ?لباب الأنساب «? عن جد الأشراف القتاديين:» ?عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، لا عقب له بالاتفاق «? (1).
قلت: شَذَّ ابن فندق، وخالف بقوله» ?لا عقب له بالاتفاق «? جمهور المحققين من علماء النسب، ومؤرخي مكة، القائلين بأن لعبدالله بن محمد بن موسى الثاني عقب لم ينقرض، قال النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي (ت435هـ): «والعقب من ولد عبدالله بن محمد الأكبر بن موسى بن عبدالله الثاني بن موسى الجون من ثلاثة نفر: علي بن عبدالله وله أولاد، ومحمد بن عبدالله يلقب ثعلبًا، قتل وله أولاد، وأحمد بن عبدالله وله أولاد» (2).
وقد شهد ببقاء عقب عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، النَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي (ت606هـ) (3)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني (ت بعد614هـ) (4)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي (ت بالقرن7هـ) (5)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد (ت709هـ) (6)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد (ت828هـ) وقال: «علي بن عبدالله، في ولده الإمرة بالحجاز من عهد المستنجد بالله إلى الآن» (7)؛ والنَّسَّابة أبو علامة المؤيدي (ت1044هـ) (8).
وبه قال المحققون من مؤرخي مكة، من ذلك: الحافظ النَّسَّابة المحقق -البصير بأنساب أشراف الحجاز- تقي الدين الفاسي (ت832هـ) (9)؛ والمؤرخ عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت 922?هـ) (10)، والمؤرخ ابن ظهيرة محمد جارالله القرشي (ت 986هـ) (11)، وغيرهم من مؤرخي مكة (12).
ثم إن ابن فندق فسر عبارته» ?لا عقب له «? في كتابه بتفسيرين، ولم يرجح أحدهما؛ الأول: قوله» ?لاعقب له: خلاف بين النسابيين، فقوم يقطعون على واحدٍ أنه لا عقب له «? (13)؛ فإن رجح ابن فندق هذا التفسير – «أي على واحد أنه لا عقب له» - يكون قد ناقض نفسه، فقد ذكر في كتابه» ?لباب الأنساب «? أن لعبدالله ابنًا اسمه محمد (14).
وأما تفسير ابن فندق الثاني لقوله:» ?لا عقب له»: «قوم يشكون فيه وفي عقبه «? (15)؛ فإن رجح ابن فندق هذا التفسير، يكون «بشكه» هذا قد خالف جمهور المحققين من علماء النسب ومؤرخي مكة المتقدم ذكرهم.
• الوهم الثاني: قال ابن فندق في» ?لباب الأنساب «?:» ?أمير مكة قاسم بن هاشم بن فليتة بن قاسم بن محمد بن هاشم بن محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر بن محمد الأمير بن الحسين الأمير بن محمد الأكبر بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله الديباج بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب «? (16).
قلت: أخطأ وخلط ابن فندق في نسب أمير مكة قاسم؛ وخالف بقوله هذا: الشواهد الحجرية (17) المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم بن هاشم (ت565هـ)، واتفاق علماء النسب ومؤرخي مكة المحققين؛ وإليك البيان:
¥