أولاً: شَذَّ ابن فندق بنسبة أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة إلى: «محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر بن محمد الأمير بن الحسين الأمير»، والدليل على شذوذه، أن الشواهد الحجرية المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة، ساقت نسبه على الصحيح بخلاف ما شَذَّ به ابن فندق، و إليك نص الشاهد الحجري المكتوب على قبر عمه شملة بن فليتة، المؤرخ سنة (523هـ)، وهذا نصه: «شملة بن الأمير فُليتة بن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه (18) -، توفي في ثمان وعشرين من صفر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة رحمه الله» (19).
والشاهد الحجري الثاني الموضوع على قبر بركة بنت مكثر بن عيسى بن فُليتة ابنة عم أمير مكة قاسم بن هاشم، والمؤرخ سنة (588هـ)، والذي ساق نسبها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في الشاهدين الحجريين السابق والآتي (20).
والشاهد الحجري الثالث الموضوع على قبر علي بن مالك بن فُليتة ابن عم أمير مكة قاسم بن هاشم، المؤرخ سنة (607هـ)، وهذا نصه: «علي بن مالك بن فُليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله -ديباجة بني هاشم- بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، توفي يوم الأربعاء السادس والعشرون من جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة» (21).
وبما نصت به الشواهد الحجرية في نسب أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة، قال به المحققون من علماء النسب، من ذلك: النَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي (ت606هـ) (22)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني (ت بعد614هـ) (23)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي (ت قرن7هـ) (24)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد (ت709هـ) (25)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد (ت828هـ) (26).
وبه قال المحققون من مؤرخي مكة وعلى رأسهم الحافظ النَّسَّابة المحقق -البصير بأنساب أشراف الحجاز- تقي الدين الفاسي (ت832هـ) (27)، والمؤرخ عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت 922?هـ) (28)، والمؤرخ ابن ظهيرة محمد جارالله القرشي (ت 986هـ) (29)، وكما قيل قديمًا «أهل مكة أدرى بشعابها».
وبهذا يعلم أن ما ساقه ابن فندق من نسب لأمير مكة قاسم بن هاشم، شاذٌّ، بل باطلٌ لمخالفته:
• الشواهد الحجرية المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم.
• أقوال المحققين من علماء النسب.
• أقوال مؤرخي مكة المحققين.
ثانيًا: أخطأ ابن فندق خطأً فاحشًا بقوله: «هاشم بن محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر»، وقوله: «الأمير شكر محمد، لما فارق الدنيا قام مقامه ابنه الأمير هاشم، وبعد الأمير هاشم، الأمير محمد، وبعده الأمير قاسم» (30).
قلت: ما قاله ابن فندق في نسبة هاشم إلى أمير مكة محمد شكر، دليل على شذوذه، ومخالفته لاتفاق علماء النسب المحققين، القائلين بانقراض عقب محمد شكر بن أبي الفتوح، قال الحافظ النَّسَّابة ابن حزم (ت456هـ): «مات شُكر ولم يُولَدْ له قط» (31)؛ وقال النَّسَّابة العمري (ت القرن 5هـ): «أبو عبدالله محمد المعروف بشكر، لم يلد إلا بنتًا، يقال لها: تاج الملك» (32).
وبه قال النَّسَّابة ابن الطقطقي (ت709هـ) (33)؛ والنَّسَّابة ابن عنبة (ت828هـ) القائل: «انقرض الأمير تاج المعالي شكر، وانقرض بانقراضه الأمير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثائر؛ فمن ادعى إليه فهو كذاب مفتر» (34).
ثالثًا: أضاف ابن فندق اسم جَدٍّ لأمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة بن بن القاسم بن محمد في قوله:» ?قاسم بن محمد بن هاشم «?، والصواب أن محمدًا هذا هو» ?أبوهاشم «?، وليس هاشمٌ أباه، إنما هي كنيته وقد تقدم ذكر اتفاق المحققين من علماء النسب، ومؤرخي مكة، والشواهد الحجرية بأن: «محمدًا بن هاشم»، هو أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد الأمير بن الحسين الأمير.
¥