تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد تطهير نفسه، فليبدإ العامل بنفسه فيصرفها عن هواها. ويأمرها بما يأمر به سواها. ولا يكن ممن يدعو إلى طريق البر وهو قد حاد عنه وخرج. وانتصب لمعالجة غيره وهو إلى من يعالجه أحوج. إذ بصلاح الولاة تصلح الرعية. وتستقيم أحوالها في السر والعلانية. ومن صلاحهم أن يكونوا مع من هو إلى نظرهم إخوانا. وعلى ما يقوي على الطاعة أعوانا. فالمسلم اخو المسلم وإن كان واليا عليه. وأولى الناس باستعمال الرفق من ظهر فضل الله لديه. وأن لا يداهنوا أهل المعاصي. بل يتقصوا أحوال الداني منهم والقاصي.

أففي الحديث الكريم يحشر يوم القيامة أناس من أمتي من قبورهم إلى الله تعالى على صورة القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصي وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون ويستعين على ذلك بتقريب أهل الفضل والدين. ويجتنب أهل الضلالة والمعتدين. فإن لجت عليه بالحجة وفيه من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة وفيه إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة وإذا جار الحاكم قل المطر وإذا تركوا الجهاد رهبة البسهم الله سيم الخسف ووسمهم بالصغار ففي الحديث ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وفي الحديث من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان وفيه من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وهو أن يوم القيامة وعنه عليه السلام من أعان في قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله وفي الحديث اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه وعنه عليه السلام أيما احد استرعى رعيته فلم يحطها بالأمانة والنصيحة ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء وعنه عليه الصلاة والسلام من أخون الخونة تجارة الوالي في رعيته وفي الحديث لكل شيء آفات تفسده وآفات هذا الدين ولاة السوء وعنه صلى الله عليه وسلم ما عدل وال اتجر في رعيته وعنه عليه السلام من ولي شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم وعنه عليه الصلاة والسلام ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجات والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب لأسماء دون حاجته وخلته ومسكنته وفيه ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة وفيه ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة واعلموا أن ما ينزل بنا من الشدائد والمصائب إنما هو من عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتكاب الذنوب والإصرار على العيوب. وقد حذر الشارع عليه الصلاة والسلام وأنذر ووعظ وذكر ورتب على كل ذنب عقوبة فقال جل ثناؤه ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون وقال تعلى والمؤمنون المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة الآية وقال عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ومن المنكر السكوت عن المنكر لمن يقدر على تغييره لقوله تعلى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو أخياركم فلا يستجاب لهم.

ومن المنكر الذي لا يسع التغافل عنه والتساهل في أمره هذا الخطب النازل الوقتي الذي هو المجاهرة باستعباد الأحرار واسترقاقهم بدون وجه شرعي فإن المستعبد لحر هو أحد الثلاثة الذين لا يقبل الله منهم صلاة فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يقبل الله منهم الصلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل أتى الصلاة دبارا والدباران يأتيها بعد أن تفوته ورجل استعبد حرا وهو أيضا أحد الثلاثة الذين قال الله تعلى فيهم أنه سبحانه خصمهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطي بي عهدا ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى ولم يوفه وقال عليه السلام ما من قوم يظهر فيهم الربي إلا أخذوا بالسنين وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب وقال عليه السلام ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب وقال صلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير