تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وفي الحديث توبوا على الله فإني أتوب إلى الله كل يوم مائة مرة وفيه أن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها وفيه من تاب قبل أن يغرغر قبل الله منه.

ونعهد إلى عمالنا وولاة أمرنا أن يلزموا أنفسهم وأهليهم طاعة الله ويدلوا رعيتهم عليها ويعملوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضوهم عليها قال تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وأن يلزموا كل قرية ومدشر ودوار مشارطة طالب علم يعلم أولادهم ويفقههم في دينهم ويقيم لهم الصلوات الخمس في أوقاتها ويحضهم على الأذان الدال على إيمان الدار. وهو للمؤمنين شعار وان ينبهوا على رد البال للطريق ليلا ونهارا أو تعاهد أماكن الخوف منها رواحا وابتكارا وينصبوا لأهل العيث الأرصاد ويكمنوا لهم بكل واد. حتى تصير الدماء بذلك محقونة والفتن محسومة والأموال مصونة. فإن قطع الطريق وإخافة المسافرين من أقبح السيئات كما أن إماطة الأذى عن الطريق من أحسن الصالحات. ففي الحديث الكريم عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق. وأن يتفقدوا أحوال الفقراء الذين قدرت عليهم مواد الأرزاق. وألبسهم التعفف ثوب الغنى وهم في ضيق من الإملاق بصدقة التطوع التي هي للحسنات كالأم الولود فهي التي تتيقظ لحراسة صاحبها والناس رقود. وبها تستنزل الأرزاق وتسبغ الآلاء. وتطفئ الغضب ولا يتخطاها البلاء. اختص الله بها بعض عباده لمزية أفضالها. وجعلها سببا للتعويض بعشر أمثالها. ففي الحديث عنه صلى الله عليه سلم من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب كأنه إنما يضمها في كف الرحمان يربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل وفيه ما من رجل يتصدق في يوم أو ليلة إلا حفظ من أن يموت من لدغة أو هدمة أو موت بغتة وفيه أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وفيه اتقوا النار ولو بشق ثمرة وفيها أعطوا السائل ولو جاء على فرس أي لا تردوه ولو جاء على حالة تدل على غناه وورد استنزلوا الرزق بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وليعاقبوا الفرقة التي تراخت في الدين. وخالفت سنة سيد المرسلين ولم يتعلموا ما يقيمون به قواعد إسلامهم ولا سلكوا سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سبيل أيمة الدين وأعلامهم في الحديث إنما العلم بالتعلم وهو واجب إذ لا يحل لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه. وقد قال سبحانه وتعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ولما أخذ الله العهد على العامة أن يتعلموا أخذ العهد على أهل العلم أن يعلموا فقال سبحانه وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم وقال صلى الله عليه وسلم من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار فتعلموا أو علموا فإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم قال الله سبحانه واتقوا الله ويعلمكم الله وفي الحديث اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وقال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال صلى الله عليه وسلم في وصية لبعض أصحابه رضي الله عنهم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وأعدد نفسك في الموتى وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وقال يا بني احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وقال في وصيته لمعاذ بن جبل يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال قلت يا رسول الله زدني قال كف عنك هذا وأشار إلى لسانه قلت أو إنا لمواخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم وفيه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه وفيه أحب الأعمال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير