تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى الله حفظ اللسان وفيه رحم الله أمرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم وفيه أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم وفيه أكثر خطايا الإنسان من لسانه وفيه من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة فليبلغ الشاهد الغائب ألهمنا الله وإياكم الأعمال الصالحات، وأرشدنا لمناهل الخيرات وجعلنا من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وفيها أمر بتأليف لجنة من بعض فقهاء فاس للنظر فيما أراد اليهود إحداثه بملاحهم بفاس ونص الظهير الذي أصدره في ذلك نائب قاضي فاس بعد الحمدلة والصلاة والطايع:

"الفقيه النائب في القضاء بفاس الأرضى السيد محمد بن عبد الرحمن سددك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد فقد بلغنا أن أعيان يهود ملاح فاس العليا اجتمعوا واتفقوا على إحداث أمر بملاحهم مخالف لعادتهم وهو نصب حزان وتاجرين من تجارهم في ملاحهم للحكم فيما يعرض بين إخوانهم من الوقائع كالسرقة وسائر الدعاوي وعلى إبدالهم في رأس كل شهر بآخرين وصار هؤلاء الحكام يقبضون على من أرادوا من خصوم إخوانهم ويوجهونهم للسجن على يد عاملهم ويسرحونهم منه على يده وحيث لم تجر لهم عادة بنصب ما ذكر وكانوا معاهدين والأمور التي بينهم وبين المسلمين كلها مبنية على قواعد الشرع رددنا قضيتهم للشرع وعليه فنأمرك أن تجتمع أنت والفقهاء المسمون يمنته وتتنزلوا لهذه القضية وتعطوها حقها من النظر والتأمل والبحث ومراجعة عقد ذمتهم هل هم معاهدون في ذلك أم لا وما اقتضاه الشرع في النازلة من تسويغ ذلك لهم أو منعهم منه وردهم لعادتهم طالعوا به علمنا الشريف واعلموا به خالنا القائد العربي ولد أب محمد لينفذه فقد أمرنا بتنفيذه والسلام في 6 ربيع 2 عام 1300"

والفقهاء المشار لهم في الظهير هم على الترتيب الفقيه السيد الحاج محمد جنون والفقيه السيد جعفر الكتاني والفقيه السيد احمد بن الحاج والفقيه السيد الحميد بناني والفقيه السيد عبد الله الودغيري.

وقد كان جواب هؤلاء الفقهاء أن يمنع اليهود مما أحدثوه من نصب حزان وتاجرين يبذلون كل شهر بغيرهم وجعل عاملهم المسلم منفذا لأمرهم يسجن ويسرح من غير أن يعرف لذلك وجها واستند الفقهاء في ذلك لعهد عمر مع نصارى الشام وقفت على نص ذلك بخطوطهم ما عدا جنون مؤرخا بعشري جمادى الأولى من السنة.

ولم يزل مقيما بعاصمة جده الأكبر يدبر أمر الرعية وينظر فيما يؤيد سعادة الناحية الغربية إلى أواخر عام واحد وثلاثمائة وألف.

(إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، تأليف عبد الرحمن بن زيدان، الجزء الثاني، من ص 218 إلى ص 235. المطبعة الوطنية، الطبعة الأولى: 1349هـ/1930م)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير