تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(3) في البخاري 7/ 333: وقال النعمان بن راشد، عن الزهري: كان حديث الافك في غزوة المريسيع، وقال الحافظ: وصله الجوزقي والبيهقي في " الدلائل " من طريق حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، ومعمر عن الزهري ... عن عائشة فذكر قصة الافك في غزوة المريسيع.

(4) في البخاري ومسلم " طائفة " وما في الاصل رواية أحمد.

[*] **************

سير أعلام النبلاء - (2/ 154)

معه.

فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت معه بعدما نزل الحجاب، وأنا أجمل في هودج (1) وأنزل فيه، فسرنا، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك، وقفل ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل.

فقمت حينئذ (2)، فمشيت حتى جاوزت الجيش.

فلما قضيت حاجتي، أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار (3) قد انقطع، فالتمسته، وحبسني التماسه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي (4)، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم (5)، إنما يأكلن العلقة (6) من الطعام.

فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش.

فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب.

فأممت (7) منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي.

فبينا أنا جالسة غلبتني عيني، فنمت.

وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم الذكواني، من وراء الجيش، فأدلج، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني، فعرفني حين


(1) في البخاري ومسلم والمسند " هودجي ".
(2) في البخاري ومسلم والمسند " حين أذنوا بالرحيل ".
(3) الجزع: خرز يماني، وظفار: قرية باليمن.
(4) هي رواية معمر، وحكى النووي عن أكثر نسخ صحيح مسلم: يرحلون لي، قال: وهو
أجود، وقال غيره: بالباء أجود، لان المراد: وضعها وهي في الهودج، فشبهت الهودج الذي فيه بالرحل الذي يوضع على البعير.
(5) جملة " خفافا لم يثقلهن اللحم " سقطت من مطبوعة دمشق.
(6) العلقة بضم العين: كل ما يتبلغ به من العيش، وهي من الطعام اليسير منه.
(7) أممت: قصدت، وقد تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " فأقمت ".
[*] *****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 155)
رآني، وكان يراني قبل الحجاب.
فاسترجع، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت.
فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، فأناخ راحلته، فوطئ على يديها فركبتها.
فانطلق يقود بي (1) [الراحلة] حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين (2) في نحر الظهيرة، فهلك من هلك في، وكان الذي تولى كبر الافك عبد الله بن أبي ابن سلول (3).
فقدمنا المدينة، فاشتكيت شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الافك ولا أشعر بشئ من ذلك، ويريبني (4) في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي، فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف [فذلك الذي يريبني] ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعدما نقهت.
فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع (5)، وهو متبرزنا.
كنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الاول من التبرز قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخدها عند بيوتنا.
فانطلقت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن المطلب.
فأقبلت أنا وهي قبل بيتي، قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها،

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير