حدثني رويم بن عامر عن سعيد بن عاصم عن عبد الرحمن بن بشار عن الواقصي عن سيف، مولى ربيعة بن قيس اليشكري قال: كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه مع عمرو بن العاص إلى أيلة، وأرض فلسطين، فذكر القصة بطولها، إلى أن قال: فلما نصر اللّه المسلمين وانكشف القتال، لم يكن همُّ المسلمين إلا افتقاد بعضهم بعضاً، ففقدوا من المسلمين مائة وثلاثين نفراً منهم: سيف بن عباد الحضرمي، ونوفل بن دارم، وسالم بن دويم، وسعيد بن خالد، وهو ابن أخي عمرو الناس بجمع الغنائم، وأن يخرجوا إخوانهم من بين الروم وبني الأصفر، فالتقطوهم مائة وثلاثين رجلاً، ثم صلى عليهم عمرو بن العاص، ومن معه من المسلمين، ثم أمر بدفنهم، وكان مع عمرو بن العاص من المسلمين تسعة آلاف رجل ... )
4 - السبكي (الأب) علي بن عبد الكافي، في شفاء السِّقام ص 191 تحقيق حسين شكري
( ... وفي " فتوح الشَّام " أنه لما كان أبو عبيدة منازلاً بيت المقدس أرسل كتاباً إلى عمر مع ميسرة بن مسروق يستدعيه الحضور، فلما قدم ميسرة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها ليلاً، ودخل المسجد وسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى قبر أبي بكر الصديق
" وفيه أيضاً " أن عمر لما صالح أهل بيت المقدس، وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح عمر بإسلامه، قال عمر (له) هل لك أن تسير معي إلى المدينة،وتزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتتمتع بزيارته؟ فقال:نعم يا أمير المؤمنين، أنا أفعل ذلك، ولما قدم عمر المدينة أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى ما ذكره
5 - السبكي (الابن) عبد الوهاب بن علي، في الأشباه والنَّظائر (2/ 131)
( ... ومنها: ثبت في الحديث النهي عن التصوير؛ فلو دعت إلى ذلك ضرورة المسلمين " كما روى الواقدي في فتوح الشام " أن النصارى صوروا صورة هرقل على حائط، فوقف بعض المسلمين متعجبًا منها، فانقلبت قناة طويلة من أحدهم فأصابت عين الصورة فقلعتها، فعلم به الحرس من قبل لوقا عظيم الروم، فجهز رسوله في مائة فارس إلى أبي عبيدة، إنكم غدرتم الأمان بقلع عين هذه الصورة، وهو عندنا عظيم.
فسأل أبو عبيدة: من فعل هذا؟
فقيل فلان خاطئًا.
فقال أبو عبيدة: إن صاحبنا إنما فعل ما فعل غير متعمد.
فقالوا: لا نرضى حتى نفقأ عين صاحبكم -يعنون عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وكان القوم يمتحنون بهذا أمان المسلمين وأنهم هل هم موفون بعهودهم.
فقال أبو عبيدة: أنا أمير هذه الطائفة فافعلوا بي ما فعلوه بتمثالكم
فقالوا: لا نرضى إلا بفقء عين ملككم الأكبر
فقال أبو عبيدة ملكنا أمنع من ذلك، وغضب المسلمون، وكادت تقوم ملحمة عظيمة، فنهاهم أبو عبيدة وقال على رسلكم
فقال منهم قائل: لا عين أميركم ولا عين خليفتكم؛ ولكن نصنع تمثالًا فيه صورة أبي عبيدة، ثم نفقأ إحدى عيني ذلك التمثال.
فقال المسلمون: إن صاحبنا فقأ عين ذلك التمثال غير قاصد، وأنتم تتعمدون
فقال أبو عبيدة: يا معشر المسلمين إن هؤلاء ليس لهم عقول، فإنهم رضوا أن يصوروا صورتي ويفعوا بها ما أرادوا، فدعوهم وقلة عقولهم، فرضوا وسكنت الفتنة) اهـ
وبعض هذه النقولات موجودة بنصها في المطبوع، فالظاهر أن نسبة الكتاب صحيحة، لكن الطبعة المتداولة غير متقنة، أو أنها مختصرة، ولعله أدخل فيها ما ليس منها.
والله علم وأحكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 10, 04:05 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي أبا معاذ
كنت أرتب المشاركة وألونها ولم أتنبه لمشاركتك إلا عند استعراضي الأخير لما كتبتُ، وقد حاولت أن أضع ما عندي ليستفيد منه المطالع للموضوع، وليفيدنا من لديه فضل علم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 02 - 10, 02:03 ص]ـ
في المشاركة الأخيرة ذكرت أن الشك يشمل جميع كتب الواقدي المطبوعة
تأكد من عبارتي بارك الله فيك!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:11 ص]ـ
يقول الباحث أحمد تمام:
وينسب إلى الواقدي كتب فتوح الشام ومصر، وفتوح البهنسا وما فيها من العجائب وما وقع فيها للصحابة، وفتوح إفريقية. وهذه الكتب الثلاثة مطبوعة وتنسب خطأ إلى الواقدي؛ لأنه يلاحظ عليها أنها تحمل الطابع الأسطوري الذي لا يعرفه الواقدي، كما أن فيها إشارات إلى شخصيات من القرن السادس والسابع الهجريين، وهو ما يجزم بأن هذه الكتب في حالتها هذه التي وصلت إلينا ليست للواقدي. لم يبق من كتب الواقدي التي تركها سوى كتابه "المغازي"، وقد نشر "فون كريمر" الثلث الأول منه في المكتبة الهندية، وطبع في كلكتا سنة (1273هـ= 1856م)، ثم نشر الكتاب كاملاً "مارسدن جونس" بدعم من جامعة أكسفورد.
أقول: لعن الله النصارى ما أخبثهم، فقد نشروا كتباً كان يأمر السلف بإتلافها لما فيها من الكذب والزور.
¥