وكانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل , وكانت أم الفضل تحت العباس , فجعلت أم الفضل أمرها إلى العباس , فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وأصدقها عن رسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأتاه حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل في نفر من قريش في اليوم الثالث , وكانت قريش قد وكلته بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة. فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك , فاخرج عنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموه؟ قالوا: لا حاجة لنا في طعامك. فاخرج عنا. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أبا رافع على ميمونة حتى اتاه بها (بسَرِف) فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هنالك. ثم انصرف إلى المدينة في ذي الحجة] (38)
قال السهيلي: [وذكر تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم – لميمونة بنت الحارث الهلالية – وأمها هند بنت عوف الكنانية إلى آخر قصتها , وفيه أن حويطب بن عبد العزى , قال للنبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث اخرج عنا , وقد كان أراد أن يبتني بميمونة بمكة ويصنع لهم طعاما فقال حويطب: لا حاجة لنا بعامك فاخرج عنا فقال له سعد: يا عاضاً بظر أمه أأرضك وأرض أمك؟ هي دونه؟ فأسكته النبي صلى الله عليه وسلم وخرج وفاء لهم بشرطهم وابتنى بها بسرف.
وبسرف كانت وفاتها رضي الله عنها حين ماتت. (39)
وقال ابن برهان: [وأقام صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام , فلما تمت الثلاثة التي هي أمد الصلح جاء حويطب ببن عبد العزى ومعه سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرانه بالخروج هو وأصحابه من مكة فقالوا نناشدك الله والعقد إلا خرجت من أرضنا فقدمت الثلاث فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه منها , وكان صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها , وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة , وهي أخت أم الفضل زوج العباس رضي الله عنه وأخت أسماء بنت عميس لأمها زوج حمزة رضي الله عنهم ...
خطبها جعفر للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت البعير وما عليه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم قيل أنها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل جعلت أمرها للعباس ... إلخ] (40)
وقال أبو الفداء ابن كثير: [وذكر السهيلي أنه لما انتهت إليها خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي راكبة بعيرا قالت الجمل وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم].
قال وفيها نزلت الآية {وامراة مؤمنة وهبت نفسها للنبي ان أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين} سورة الأحزاب آية 50. (41)
وقال ابن كثير: [وقد روى البخاري من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم , وبنى بها وهو حلال , وماتت بسرف] (42)
وقال ابن كثير: [وروى مسلم وأهل السنن من طرق عن يزيد بن الأصم العامري عن خالته ميمونة بنت الحارث , قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسَرِف] قلت: وكانت وفاتها بسَرِف سنة ثلاث وستين ويقال سنة ستين رضي الله عنها. (43)
وقال ابن الجوزي: [ميمونة بنت الحارث تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَرِف وقدر الله تعالى انها ماتت في المكان الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه] (44)
وقال تقي الدين الفاسي: [ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها].
عن ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
وكذلك روى عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة.
¥