قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها:-لقد كتب الله سبحانه وتعالى أن تحمل أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث طعينة يبني بها الرسول صلى الله عليه وسلم في سرف كما كتب علها أن تحمل جنازة كما جاء في رواية ابن حبيب وتدفن بالمكان الذي بنى عليها فيه. والمكان لا يزال معروفا حتى وقتنا الحاضر وقد شاء الله أن يأتي على البقية الباقية من معالم قبرها وهنا أرى من الواجب علي وأنا أكتب هذه الأسطر أن أنوه بما قام به أمين العاصمة المقدسة السابق المرحوم بإذن الله الأستاذ / عبد الله عريف الذي أقام سورا حول قبر السيدة ميمونة رضي الله عنها صونا لقبرها من الامتهان وحماية له من عوادي الزمان فجزاه الله عن أم المؤمنين خيرا وأسكنه فسيح جناته ولست هنا في مقام يسمح لي في تعداد المآثر التي قام بها الأستاذ المرحوم بإذن الله أمين العاصمة السابق فذلك يحتاج إلى صفحات وصفحات وعلى ما قام به المرحوم بإذن الله الأستاذ / عبد الله عريف والشيء بالشيء يذكر لا يفوتني أن أجزي جزيل الشكر لسعادة الأستاذ / محمد صالح جمال أستاذ الجيل والمعروف بغيرته على الآثار الإسلامية فقد أخبرني بعض الأصدقاء أن سعادة الأستاذ / محمد صالح جمال قد كتب في إحدى الصحف المحلية يلفت نظر المسؤولي عن خط مكة الجموم السريع إلى قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها الذي كان عرضه لذلك الخط السريع فاستجاب المسؤلون إلى وجهة نظره وبقي القبر على حاله بعد أن انحرف عن الخط السريع قليلا.
رجاء إلى أمانة العاصمة المقدسة آمل تحقيقه:-
ذكرت في السطور السابقة أن الأستاذ المرحوم بإذن الله أمين العاصمة السابق الأستاذ / عبد الله عريف رحمه الله قد قام بتسوير قبر السيدة ميمونة رحمهما الله إلا أن السور الذي عُمل في ذلك الوقت عمل بالداموك وبدون تبييض أو تزوييق وإن ارتفاع السور لا يزيد على المتر الواحد على أكبر تقدير. فحبذا لو اهتمت أمانة العاصمة المقدسة ورفعت من السور قدر مترين وزينته بحجر الرياض مثلا. هذه أمنية وأرجو أن تتحقق وليس ذلك بالشيئ الكثير على أمانة العاصمة
المقدسة.
مسجد سَرِف:-قال أبو إسحاق الحربي: [ومسجد سَرِف على سبعة أميال من مَرّ , وبه بنى النبي صلى الله عليه وسلم بميمونة بنت الحارث] (51)
وقال السمهودي: [ومنها مسجد سَرِف بفتح السين وكسر الراء وهذا المسجد به قبر ميمونة رضي الله تعالى عنها شاهدته وزرته , إذ المروي أنها دفنت بسَرِف , بالموضع الذي بنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم فيه].
وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم [كان لا ينزل منزلاً إلا ودعه بركعتين]. (52)
وقال الأسدي ما لفظه: ومسجد سَرِف على سبعة أميال من مرّ , وقبر ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم دون سرف أ. هـ. والمعروف ما قدمناه. (53)
ولقد كان هذا المسجد موجوداً حتى عام 1372هـ ثم هدم ولهذا المسجد طراز فريد في طريقة بنائه وهو يشبه مسجداً موجوداً اليوم في وادي فاطمة وسأرفق بهذا البحث صورة للمسجد الذي يشبه مسجد سَرِف – وسوف أتحدث عن مسجد الوادي هذا في حديث مستقل إن شاء الله -.
والآن وبعد أن خططت منطقة سَرِف والمنطقة التي تقع شماليها وليس هناك من مسجد إلا مسجداً واحدا يبعد عن الأحياء المخططة وهو مسجد صغير جداً ويعرف بمسجد النوارية , وقد أقيم في الأحياء المخططة القريبة من مسجد سَرِف ما يزيد عن مائة وعشرين فيلا والتعمير في تلك المنطقة على قدم وساق , فالرجاء من وكالة وزارة الأوقاف بالمنطقة الغربية أن تعيد بناء هذا المسجد مسجد سَرِف خاصة وهو من المساجد الأثرية ليجد أهالي المنطقة الجدد مسجدا ذا شهر تاريخية يؤدون فيه الفرائض الخمس كما يؤدون فيه صلاة الجمعة.
خاصة وهو قريب جدا من خط مكة – الجموم السريع – وحبذا لو تأنقت في بنائه وجعلت منه مسجدا كبيرا يسع مئات المصلين وسفلتت ما وحوله ومهددت الجبل الذي بجانبه لأنه على طريق الحجيج ليكون علما بارزاً من أعلام بلادنا الأثرية والأمل في وكالة وزارة الأوقاف بالمنطقة الغربية أن تحقق هذه الأمنية.
كتبها
الدكتور الشريف عبدالله علي عبدالحميد الحسيني البركاتي
الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى
ـــــــــــــــــــــــــ
الحاشية:
(1) الجمهرة 2/ 132
(2) الصحاح 4/ 1373 مدة (سرف)
¥