ومن خلال كتابات مؤرخي مصر الإسلامية نعرف أن (الكسوة الشريفة) كانت تصنع بـ (القصر الأبلق) داخل القلعة ... حتى عام 1213هـ، وتم إنشاء (ورشة الخرنفش) سنة 1232هـ لتكون مقراً لأرباب المهن والحرف في خدمة الجيش المصري، وكانت هذه الورشة تضم قسماً لصناعة القطن والحرير والأقمشة المقصبة، فانتقلت إليها صناعة الكسوة الشريفة، وأطلق عليها (مصلحة الكسوة الشريفة) وكانت تتبع وزارة المالية، حتى انتقلت تبعيتها عام 1337هـ/ 1919م إلى وزارة الداخلية، حتى عام 1372هـ/ 1953م، حيث أصبحت تابعة لوزارة الأوقاف وتغير اسمها إلى (دار الكسوة الشريفة).
كانت تتم عملية الزركشة التي تمر بمراحل عدة، فيقوم كبار الخطاطين بكتابة آيات من القرآن الكريم، ورسم الزخارف المطلوبة على قطع الكسوة، ثم تثبيت هذه الخطوط والزخارف، ثم ملء الخطوط والزخارف بالحشو - خيوط حريرية - ثم يقوم كبار الفنيين بوضع أسلاك الفضة الملبسة بالذهب فوق الآيات والزخارف .. وقد توقفت عملية تشغيل الكسوة الشريفة منذ سنة 1381هـ/ 1962م.
السعوديون وكسوة الكعبة:
وبحلول عام 1962م، بدأ الدور السعودي في كسوة الكعبة المشرفة، حيث عادت في ذلك العام آخر كسوة مصرية للكعبة بعد رفض السعودية استلامها كما جرت بذلك العادة السنوية.
وكان الملك "عبد العزيز آل سعود" قد كلف ابنه الأمير فيصل في عام 1927م بأن يشرف بنفسه على إنشاء مصنع لصناعة كسوة الكعبة، فتم إنشاء مصنع "أجياد" كأول مصنع سعودي لكسوة الكعبة المشرفة، وكان أغلب العاملين به من الفنيين الهنود مع بعض السعوديين.
وفي عام (1352هـ=1934م) غادر الفنيون الهنود المصنع، وكسيت الكعبة المشرفة في هذا العام بأول كسوة سعودية.
وفي عام (1397هـ=1977م) أنشأت السعودية مصنعا جديدا لكسوة الكعبة بمنطقة "أم الجود" بمكة المكرمة، وزودته بأحدث الإمكانيات اللازمة لإنتاج الكسوة، مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي لما له من قيمة فنية، ومصنع "أم الجود" ما زال مستمرا حتى الآن في نيل شرف صناعة الكسوة المشرفة.
وصف كسوة الكعبة:
تنسج كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، وقد نقش عليه عبارات "لا إله إلا الله محمد رسول الله – الله جل جلاله .. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .. يا حنان يا منان".
ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95سم كتبت عليه آيات قرآنية مختلفة بالخط الثلث المركب محاطة بإطار من الزخارف الإسلامية، ويطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويحيط الحزام بالكسوة كلها ويبلغ طوله 47 مترا، كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
وعلى الارتفاع نفسه وتحت الحزام أيضا، توجد 6 آيات من القرآن الكريم، يفصل بينها شكل قنديل كتب عليه "يا حي يا قيوم" أو "يا رحمن يا رحيم" أو"الحمد لله رب العالمين".
أما ما تحت الحزام فمكتوب جميعه بالخط الثلث المركب ومطرزا تطريزا بارزا، ومغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، أما ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، فمصنوعة من نفس قماش الحرير الأسود، وارتفاعها ستة أمتار ونصف، وعرضها ثلاثة أمتار ونصف، ومكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية.
وتبطن الكسوة كلها بقماش خام قوي، وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل واحدة منها وجها من أوجه الكعبة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على الباب، ويوجد أعلى الحائط الغربي للكعبة قطعة حرير حمراء منقوش عليها بخيوط من الذهب والفضة وإهداء ممهور باسم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي.
http://www.midad.me/arts/view/39405
ـ[ميساء محمد]ــــــــ[06 - 03 - 10, 08:20 م]ـ
بارك الله فيك