تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كثيرون منكم يعرفون ابن صيّاد الدجّال الذي كان في زمن النبي، لكن هل تعرفون أبناءه؟ تفضلوا واعرفوهم ...

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 07:01 ص]ـ

كثيرون منكم يعرفون ابن صيّاد الدجّال الذي كان في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،

لكن هل تعرفون أبناءه؟ تفضلوا واعرفوهم ...

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، ففي ظني أن كثيراً منكم يعرف عبد الله بن صيّاد الذي ظهر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وله مواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم تدلّ على أنه مشعوذ أفّاك، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يشكّ أنه المسيح الدجال، ولم يتبيّن له حاله، بل كان بعض الصحابة يحلف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن ابن صيّاد هو الدجال ولا يُنكِر عليه النبي صلى الله عليه وسلّم.

ومع العلم أن معرفة حقيقته لا تقرّب العبد إلى الله زلفى، وأن الاشتغال بها مضيعة للوقت، ذلك أن ابن صيّاد مضى ونحن ننتظر الدجال؛ فليكن استعدادنا لِما هو آتٍ، سواء كان هو ابن صيّاد أم غيره. (قال أبو معاوية البيروتي: الذي كتبته آنفاً نقلته من كتاب الشيخ حسين العوايشة حفظه الله " فقد جاء أشراطها "، وأنصح من أراد التوسع في قراءته لموضوع ابن صيّاد أن يرجع إليه وللكتب التي تكلّمت عن أشراط الساعة).

وآخر ما وصل إلينا من خبر ابن صيّاد ما رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " (1/ 43 / فصل فتح أصبهان) قال:

حدثنا علي بن محمود بن علي ثنا محمد بن جعفر بن أحمد الطهراني ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن شبيل بن عزرة قال حدثني حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ فكنا نأتيها فنمتار منها فأتيتها يوماً فإذا اليهود يزفنون ويضربون فأتيت صديقاً لي منهم فقلت ما شأنكم تريدون أن تنزعوا يدا من طاعة فقال لا ولكن ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل المدينة غدا فقلت الذي تستفتحون به على العرب قال نعم قلت فإني أبيت عندك الليلة وخشيت أن أقطع دون العسكر قال فبت فوق سطح له حتى أصبحت قال فصليت الغداة مكاني فلما طلعت الشمس إذا الرهج من نحو عسكرنا يدنو حتى دنا فنظرت فإذا رجل في جيش عليه قبة من ريحان وإذا اليهود يزفنون ويضربون فنظرت فإذا هو ابن صائد! فدخل المدينة لم ير بعد حتى الساعة.

رواه عبد السلام بن حسام عن جعفر نحوه. اهـ.

وقد تزوّج ابن صيّاد، ووُلِد له - فيما وقفتُ عليه – ولدان، وقد رويا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وهما:

1 - عمارة بن عبدالله بن صياد الانصاري، أبو أيوب المدني.

روى عن: جابر بن عبدالله، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار (ت ق).

روى عنه: الضحاك بن عثمان الحزامي (ت ق)، ومالك بن أنس، ومحمد بن معن الغفاري، والوليد بن كثير المدني.

قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.

وكذلك قال النسائي.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال محمد بن سعد: كان ثقة، قليل الحديث، وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه في الفضل أحداً، وكانوا يقولون: نحن بنو شيهب بن النجار، فدفعهم بنو النجار وخلف منهم سبعة وأربعون رجلاً ورجل من بني ساعدة على المنبر ما هم منهم وطرحوا منهم.

فقالوا: نحن حلفاء بني مالك بن النجار، فهم فيهم اليوم على ذلك، ولا يدرى ممن هو.

وعبد الله بن صياد الذي ولد مختوناً مسروراً، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قد خبأت لك خبئا، فقال: الدخ.

فقال: اخسأ لن تعدوا قدرك.

وهو الذي قيل إنه الدجال لأمور كان يفعلها، وقد أسلم عبدالله بن صياد وحج وغزا مع المسلمين وأقام بالمدينة، ومات عمارة في خلافة مروان بن محمد (قال أبو معاوية البيروتي: وهو آخر الخلفاء الأمويين، وكانت خلافته من سنة 127 – 132 هـ).

وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".

(انتهى النقل من تهذيب الكمال).

2 - الوليد بن عبدالله بن صياد المدني.

روى عن المطلب بن حنطب أنه أخبره أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله: ما الغيبة؟ فقال: " أن يذكر من المرء ما يكره أن يسمع " الحديث، وهذا الحديث وصله العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه مسلم وصححه الترمذي. والمطلب كان كثير الإرسال ولم يصح سماعه من أبي هريرة فلعله أخذه عن عبدالرحمن بن يعقوب.

ولم يترجم ابن عبد البر للوليد هذا الذى روى عنه مالك.

واما ابن الحذاء فقال في رجال الموطأ هو أخو عمارة يعني الذى مضى ذكره، قال: ولم يقع ذكره في تاريخ البخاري.

قلت (أي ابن حجر العسقلاني): ولا في كتاب ابن أبي حاتم، ولكن ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات ولم يزد فيه على ما في الموطأ، لم يذكر له شيخاً سوى المطلب ولا راوياً عنه غير مالك وكأنه أصغر من عمارة، فإن عمارة مذكور في التابعين؛ له سماع من جابر وحديثه عند الترمذي وغيره.

روى عنه محمد بن يحيى بن حبان.

(انتهى النقل من تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة).

والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير