ــ (المركز الدولي) للدعوة الإسلامية بمدينة (ديربان) بجنوب إفريقيا، ويجري تنظيم دورات لمدة عامين تتضمن (8 كورسات) ويقوم بالتدريس فيها علماء ودعاة، ويشارك فيها دارسون من جميع أنحاء العالم رجالاً ونساء لتعلم هذه الطريقة الفريدة.
وقد ترأس هذا المركز لسنوات عديدة فاز أثناءها بجائزة الملك فيصل لعام 1986م، وعن طريقه نشر الشيخ كتبه، وأنتج شرائطه. ويوزع المركز ملايين النسخ المجانية وخاصة من الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم الذي حرص على توزيعها على المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم، كما يقوم المركز بعدد من الأنشطة، من بينها إعداد دورات للدعاة، ودعوة غير المسلمين عن طريق السياحة والجولات بين المساجد، والتعريف بالإسلام،كما يحرص المركز على ترجمة معاني القرآن والكتب الإسلامية باللغات المحلية في جنوب أفريقيا مثل الزولو Zulu وغيرها.
والمركز يستعد الآن لإنشاء متحف وأرشيف خاص بالشيخ ديدات في الطابق الذي كان يحتله مكتبه، وهو يعلن عن ذلك للجميع حتى يمكن جمع محاضرات ولقاءات وكتب الشيخ ديدات. والمركز عادة ما يلجأ للإعلان بشكل جذَّاب ولافت عما يقوم به، وهي طريقة ربما لا نعهدها في بلادنا العربية، ولكنها مسوّغة في مجتمع متغرب ( Westernized ) يمثل المسلمون فيه أقلية تحاول التأثير، فعلى سبيل المثال قد تقرأ وأنت تمر بالسيارة في وسط المدينة إعلانًا مثل: القرآن يتكلم، اقرؤا القرآن، العهد الأخير.
ــ ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها.
ــ قام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم.
ــ ثمة وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف جديدة، مثل النجارة والكهرباء يكسبون بها قوتهم. ويطمح المسئولون في مؤسسات ديدات إلى مد يد الرعاية والتطوير لتواكب هذه المؤسسات.
عبقري مؤمن مثل ديدات، متعمّق بدراسة الأديان، ويدعو إلى الله على بصيرة، همّه الدعوة للإسلام، والدفاع عن دين الله، ومناصرة المظلومين حول العالم، لا بد أن يُغضب قوى الشر، وأصحاب المعتقدات الفاسدة، وطوابير المنافقين حول العالم. لذلك فقد كان عام 1996م عام فرح وابتهاج للكنيسة على وجه الخصوص؛ فقد هدأت حركة الداعية، واستراح المحارب العنيد، الذي أحرج الكنيسة، وسحب البساط من تحت رجالاتها بمناظراته المُفحمة، فكثر الداخلون في الإسلام، وانكشفت كثير من تناقضات الأناجيل المحرفة، وظهر عوار المعتقدات النصرانية، التي يرفضها العلم والمنطق، وتُبطل كثيراً منها الحقائق التاريخية الثابتة.
حزنت في ذلك الوقت جماهير المسلمين في كل مكان، لِما أصاب الداعية المنافح عن عقيدة الإسلام، وهمّ بعض المتحمسين أن يتهموا الموساد أو الاستخبارات الأمريكية، أو المتعاطفين مع الكنيسة، بدس مادة غريبة لديدات، سببت له الشلل التام، وألزمته الفراش، إلا أن الخوف من التلويح بنظرية المؤامرة، التي تستعمل كلما أرادت جهات طمس الحقائق المغيّبة، وخاصة ما يتعلق منها بشؤون المسلمين منعتهم من ذلك.
فى عام 1996م بعد عودة الشيخ من استراليا بعد رحلة دعوية مذهلة، أُصيب ديدات بالشلل التام، ماعدا دماغه، وظل طريح الفراش طيلة تسع سنوات، ومع ذلك لم تلن همته، بل كان يرد على الرسائل والاستفسارات التي تأتيه بالإشارة، ويصل عددها في المتوسط إلى (500) رسالة يومية سواء بالهاتف، أو الفاكس أو عبر الإنترنت والبريد، ولم يتوقف لحظة عن الدعوة فكان يعبر عما يريد عن طريق عينين لا تتوقفان عن الحركة والإشارة والتعبير، وعبرهما يتحاور الشيخ ويتواصل مع زائريه ومرافقيه بل ومحاوريه بواسطة لغة خاصة تشبه النظام الحاسوبي, فكان يحرك جفونه سريعا وفقا لجدول أبجدي يختار منه الحروف، ويكون بها الكلمات، ومن ثَم يكون الجمل ويترجم مراد الشيخ ولده يوسف الذي كان يرافقه في مرضه.
و عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض يقول صهره "عصام مدير":
إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996م بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته!
¥